شهدت الأجواء السورية في الفترة الأخيرة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة وانتشارا كبيرا للحشرات التي ساعد على انتشارها التواجد العشوائي للقمامة.
ولا يقتصر موضوع النفايات على الروائح الكريهة والمظهر غير الحضاري فقط، إذ انتشرت في الآونة الأخيرة في ريفي
القنيطرة ودرعا بعض
الحشرات التي لم يشاهد مثلها سابقا، وتسبب لسعتها ألما شديدا وحساسية للكثير من الأشخاص، وتنتشر هذه الحشرات قرب برك المياه والمستنقعات وحظائر الماشية والأحراش، ويساعد على انتشارها أيضا كثرة الانتشار العشوائي للنفايات، وسط مخاوف من تفاقم الحال لتصبح هذه الحشرات مصدرا لأمراض لا تحمد عقباها مثل اللشمانيا وداء المثقبيات وغيرها من الأمراض التي تنقلها الحشرات.
وينتظر المواطنون بدورهم تكثيف جهود المجالس المحلية من خلال رش المبيدات في جميع المناطق وإزالة القمامة وردم البرك المائية، بعد أن جاءت شكاوى عديدة للمواطنين يلحظون من خلالها انتشار الحشرات بشكل كبير، مطالبين المجالس المحلية بالإسراع في متابعة الأمر من دون تأخير تفاديا وخوفا من انتشار الأمراض، مشيرين إلى أن عوامل ارتفاع درجات الحرارة تساهم وبشكل كبير في انتشار أنواع غريبة من الحشرات الزاحفة والطائرة، آملين في الإسراع في اتخاذ الإجراءات اللازمة للحد من هذه الظاهرة.
وردا على ذلك، أفاد زين الدين أحمد مدير أحد المجالس المحلية لـ"
عربي21"، بأن "بعض المجالس المحلية تعجز عن ترحيل القمامة نظرا للإمكانيات البسيطة والمتواضعة المتوفرة لدينا، والتي لا ترتقي إلى حد كافي لمعالجة ظاهرة انتشارها بشكل كامل"، مؤكدا على أن غالبية المجالس المحلية تشرف على نقل النفايات إلى المكبات بشكل شبه يومي، وتأمين آليات النقل قدر الإمكان، وأن مشكلة النفايات وتراكمها يظهر وبشكل كبير في المناطق الكبيرة نسبيا، حيث تتضاعف أحجام وكميات النفايات يوميا.
وطالب المدنيون بضرورة الالتزام بإلقاء القمامة في الأماكن المحددة تفاديا لبقائها وقتا طويلا ومنعا لتكاثف الحشرات، وذلك لمساعدة القائمين على أعمال النظافة في المجالس المحلية ولمكافحة انتشار الحشرات ولا سيما في مثل هذه الأوقات من السنة.
سامر هو أحد من تعرضوا للسع هذه الحشرات، قال لـ"
عربي21": تعرضت للسعة حشرة غريبة لم أعرف اسمها إلى الآن، سببت لسعتها ألم شديد اضطرني لمراجعة النقطة الطبية في البلدة، وهي تشبه الذباب إلى حد ما لكنها أكبر قليلا، وسببت لي اللسعة حكة مع احمرار مكانها ونزفا بسيطا، الأمر الذي زال الآن بعد تناول الدواء المناسب.
من جانبه، قال الطبيب يعرب الزعبي، تعليقا على هذا الأمر: "تعالج لسعات هذه الحشرات بالإنسيتامين، وقد تحسنت معظم الحالات باستخدام مضادات الحساسية من نوع لارفين".
وأضاف الزعبي أن الوقاية تبدأ بردم هذه البرك والمستنقعات المائية، والعمل على تجفيفها ورش المبيدات الحشرية في الحظائر.
الجدير بالذكر أن هذه الحشرات لديها واحدة من اللدغات الأكثر إيلاما من أي نوع آخر، وأحيانا تؤدي إلى تورم مؤلم، ويمكن أن تسبب مشاكل لحيوانات الرعي عن طريق بث الأمراض المختلفة، بما في ذلك داء "المثقبيات".