ألمح مستشار بارز لرئيس السلطة الفلسطينية؛ إلى ضعف كبير في التنسيق الأردني الفلسطيني الرسمي بشأن الأحداث التي تعصف بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك، مشددا على أهمية أن يعتمد الشعب الفلسطيني على نفسه في معركته مع الاحتلال الإسرائيلي.
عدوان سياسي
وأكد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية للشؤون الخارجية والعلاقات الدولية، نبيل شعث، أن ما حدث من سلطات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة "لم يكن له علاقة بموضوع الأمن، وإنما هو اعتداء على المسجد الأقصى، ومحاولة للاستفادة من توقع عملية سلام أمريكية، وبالتالي فرض وقائع سياسية على الأرض لتتمكن إسرائيل من خلال ذلك فرض سيطرتها على مدينة القدس والمسجد الأقصى".
وشدد شعث في حديث لـ"عربي21"؛ على رفض السلطة "استبدال البوابات الإلكترونية بكاميرات المراقبة الذكية"، موضحا أن "الفكرة ليست في نوع الإجراء الأمني، لكن استخدام هذا الأمر وزعم أنه إجراء أمني، بينما هو في الحقيقة إجراء وعدوان سياسي على القدس والمسجد الأقصى".
ونبه إلى أن "كل التنسيق الأمني والسياسي مع إسرائيل، متوقف"، مؤكدا أن كل ما يجري "جعل المسؤولية الرئيسية عند الشعب الفلسطيني؛ قيادة وشعبا؛ وخصوصا شعبنا الباسل في مدينة القدس المحتلة".
وعن مدى التنسيق بين قيادة السلطة الفلسطينية والسلطات الأردنية بشأن الأزمة التي تعصف بمدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، أوضح شعث أن "هناك قدرا من التنسيق، لأن الأردن من المفترض أن يتحمل المسؤولية بشأن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك".
حصار مطبق
لكنه أضاف: "في الحقيقة، لا أظن أن هناك نتيجة لهذه المسؤولية؛ لأن الجانب الإسرائيلي يتصرف بقدر عال جدا من الوقاحة في معالجة الموضوع"، مشيرا إلى تصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نفى فيه أن "تكون هناك مبادلة ما بين القاتل الإسرائيلي وبين إزالة البوابات الإلكترونية".
وتابع: "وكانت هناك وقاحة هائلة من الجانب الإسرائيلي في التعامل مع كل موضوع السفارة الإسرائيلية في عمان"، مضيفا: "لا أستطيع القول بأن هناك تقدما نتج عن هذا الموضوع؛ وهذا لا يعني أن الأردن غير معني بانتهاء العدوان الإسرائيلي"، وفق قوله.
ومضى يقول: "في الحقيقة لا أريد أن أقول إننا وحدنا، لكن شعبنا في مدينة القدس المحتلة يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، وهو مستمر في النضال والمواجهة بطريقة الانتفاضة الأولى".
اقرأ أيضا: "الشاباك": 3 سيناريوهات مرعبة إذا استمر التصعيد بالأقصى
وقال القيادي البارز في حركة فتح: "نعيش في وضع عربي صعب جدا، يذكرني بما حدث عام 1982 (حصار بيروت)، حين صمد المقاتلون 88 يوما في لبنان في ظل الحصار الإسرائيلي المطبق، من الجو والبر والبحر، ولم نسمع كلمة تشجيع من الدول العربية، ولم يعقد اجتماع لقمة عربية، ولم يقدم أحد دعما خاصا لصمود هؤلاء المقاتلين"، مضيفا: "نحن مررنا بمثل هذه الأوضاع".
قلق كبير
ونوه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي "دائما ما يبرر عدم قدرته على فرض سيطرته على المسجد الأقصى للمجتمع الإسرائيلي، بسبب قلقه الكبير من ردة الفعل العربية والإسلامية، أما الآن يبدو أن إسرائيل لا تخشى ذلك، وعلينا كفلسطينيين أن لا نبني أي توقعات بناء على ما سبق".
وبناء على هذا الواقع الصعب، شدد مستشار رئيس السلطة الفلسطينية على أنه "ينبغي لنا أن نتصرف بالاعتماد على أنفسنا وشعبنا، وخاصة شعبنا البطل في مدينة القدس المحتلة"، مضيفا: "علينا أن نطرق جميع الأبواب، لكن الاعتماد الرئيس يبقى على شعبنا الفلسطيني".
اقرأ أيضا: لماذا أغلق العاهل الأردني ملف أحداث السفارة الإسرائيلية؟
وتعصف بمدينة القدس المحتلة وجميع المناطق الفلسطينية حالة من الغضب الشديد عقب الإجراءات والاعتداءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى، وتسببت الاعتداءات الإسرائيلية باندلاع مواجهات كبيرة في مختلف مدن الضفة والقدس المحتلتين، فيما لا يزال الفلسطينيون يواصلون اعتصامهم على أعتاب المسجد الأقصى رافضين أنصاف الحلول.
ويرفض الفلسطينيون، ما قيل عن صفقة أردنية إسرائيلية، قضت باستبدال البوابات الأمنية بكاميرات مراقبة ذكية الإسرائيلية وبوابات حديدة، مقابل عودة طاقم السفارة الإسرائيلية من الأردن لـ"إسرائيل" ومعهم قاتل الأردنيين الاثنين.