تستعد
قطر لإجراء مناورة عسكرية مع الولايات المتحدة وتركيا قريبا، وفق ما كشفه وزير الدفاع القطري، تأتي بعد
مناورات عسكرية لدول عدة في الدوحة، تمت خلال
الأزمة الخليجية الراهنة، ما يلقي الضوء على أهمية توقيتها ومزامنتها للمقاطعة التي تعاني منها قطر عربيا.
إذ صرح وزير الدولة لشؤون الدفاع القطري، خالد بن محمد العطية، بأن الدوحة "تستعد لإجراء مناورات عسكرية مع الولايات المتحدة وتركيا" ستنطلق قريبا.
وقال الوزير القطري خلال لقاء تليفزيوني مع قناة "روسيا اليوم" بث الاثنين، إن "العلاقات الأمريكية القطرية قديمة ونحن نتعامل كحلفاء، دول الحصار نسيت أن الولايات المتحدة دولة مؤسسات وأن تغريدات الرئيس ترامب ليست موقفا رسميا على الدوام".
وليست هذه المناورة الأولى التي تتم بين الدوحة وواشنطن خلال الأزمة الخليجية، رغم التباين في المواقف الأمريكية الذي انعكس من خلال تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته.
وتعود أهمية المناورات المرتقبة إلى أنها تعكس موقفا أكثر اعتدالا للإدارة الأمريكية ، التي طالبت مؤخرا برفع الحصار عن قطر، وانتقدت أي مساع للمساس بسيادة الدولة، داعية في الوقت ذاته إلى حل الأزمة من خلال الحوار.
اقرأ أيضا: هكذا أحرجت دبلوماسية قطر وعلاقاتها دول الحصار أمام الغرب
وكثف وزير الخارجية الأمريكي، ريكس تيلرسون، الاتصالات مع الرياض والدوحة، تزامنا مع إعلان البنتاغون عن توقيع عقد لبيع قطر مقاتلات حربية من طراز أف 15 بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار.
وتواصلت الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة الخليجية، حيث حصل تيلرسون الذي كان في المنطقة على موافقة قطر على برنامج لمكافحة "تمويل الإرهاب" في 11 تموز/ يوليو الجاري، لكن الدول المقاطعة للدوحة اعتبرته "غير كاف".
وحول القاعدة الأمريكية في قطر، أفاد العطية بأن "واشنطن لن تجد بديلا عن قاعدة العديد في قطر، وأن صفقات السلاح بين الدوحة والولايات المتحدة الأمريكية كانت أبرمت منذ العام 2014 وصادق عليها الكونغرس مؤخرا".
وأشار العطية إلى أنه "لا يوجد أي تعارض بين استضافة قطر قاعدة العديد الأمريكية وبين وجود قوات تركية".
وتعليقا على ما كشفه الوزير القطري من مناورات عسكرية مشتركة قريبا بين قطر وأمريكا وتركيا ، قال الخبير العسكري، فايز الدويري، لـ"
عربي21" إن هذا التصريح إذا تحقق فإن " أمريكا وتركيا قريبتان من الموقف القطري تجاه الأزمة الخليجية".
اقرأ أيضا: آخر اتهامات الإمارات: قطر هي التي نفذت 11/ 9
وألفت إلى أن وجود مثل هكذا علاقات بين قطر وأمريكا خلال الأزمة الخليجية، تشير إلى أن تصريحات ترامب التي يتهم فيها قطر بدعم الإرهاب، لم تنسجم مع وزارة الخارجية وإدارته.
وذهب إلى أن الموقف الرسمي الأمريكي مقتنع بالموقف القطري وبالمقاربة التركية، خاصة بعد التوقيع الثنائي على مكافحة الإرهاب، وفق قوله.
واعتبر الدويري، أن هذه المناورات التي ستجري قريبا هي "إقرار أمريكي ضمني على معاهدة الدفاع المشترك التركية القطرية، وأن أمريكا لا تمانع وجود القوات التركية في قطر، وأنها لا ترى في ذلك تعارضا مع الوجود الأمريكي في الدوحة".
وأضاف أن هذه "رسالة غير مباشرة بأن الموقف الأمريكي أقرب للموقف القطري منه عن موقف الدول المقاطعة"، منوها إلى أن الرسالة " يجب فهمها من دول الحصار"، وفق قوله.
وتحظى قطر بعلاقات غربية ممتازة على صعيد التعاون العسكري، أبرزها انضمامها إلى "مبادرة إسطنبول للتعاون" العسكري مع حلف الناتو، في 16 شباط/ فبراير 2005.
وكانت قطر قد أجرت خلال الأسابيع القليلة الماضية، عددا من التمارين العسكرية المشتركة مع قوات دول غربية.
إذ أجرت تدريبات عسكرية في 16 حزيران/ يونيو الماضي، بين القوات البحرية الأمريكية وقطع بحرية من القوات الأميرية القطرية في مياه دولة قطر، تتعلق بالعمليات البحرية، إضافة إلى تمارين بالاشتراك مع الطائرات.