حقّقت قوات
سوريا الديموقراطية الجمعة مزيدا من التقدّم في
الرقة، معقل
تنظيم الدولة الأبرز في سوريا، بعد سيطرتها على حيّ في شرق المدينة، رغم مقاومة شديدة يبديها التنظيم.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن: "بعدما سيطرت بشكل كامل على حي البتاني في شرق مدينة الرقة الخميس، انطلقت قوات سوريا الديموقراطية إلى حي الرميلة المجاور ليل" الخميس-الجمعة.
وأضاف في تصريح عبر الهاتف لوكالة فرانس برس أن "اشتباكات عنيفة تدور بين الحيين"، مشيرا إلى أن "مقاومة تنظيم الدولة الإسلامية عبر القناصة والطائرات المسيرة والألغام، تعرقل تقدم قوات سوريا الديموقراطية"، وهي فصائل معظمها كردية يدعمها التحالف الدولي بقيادة واشنطن.
وفي حيي المشلب والصناعة، المجاورين لحي البتاني والواقعين تحت سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، شاهدت مراسلة فرانس برس مبان مدمّرة بالكامل ومنازل انهارت جدرانها وأخرى اخترقها الرصاص، في دمار يدل حجمه على شراسة المعارك التي شهدها هذان الحيّان.
ويمتلئ الشارع بطوله بخليط من مظاريف رصاص فارغة وحجارة وثياب وأحذية مرمية في كلّ ناحية، فضلا عن سيارات محترقة وأخرى لم يبقَ منها سوى هياكلها، بحسب مراسلة فرانس برس.
ولاحظت المراسلة أن المنازل بدت خالية تماما من المدنيين، ولم يكُن هُناك سوى مقاتلين يتّخذون من المنازل مقرّات لهم، يجلسون أمامها أو يطلّون على شرفاتها.
ولم تُفارق طائرات التحالف الدولي أجواء المدينة التي دوّى فيها انفجار ضخم، تبيّن لاحقا أنه ناتج عن غارة جوية ضد موقع للتنظيم، وفقَ ما قال لفرانس برس مقاتل كان يقف على شرفة منزل يشاهد منه تصاعد الدخان.
وكان مقاتل من قوّات سوريا الديموقراطية في حيّ الرميلة المجاور قال الخميس لوكالة فرانس برس، إنّ عناصر تنظيم الدولة يستخدمون سيارات مفخّخة في المدينة القديمة لعرقلة تقدّم قوات سوريا الديموقراطية.
وأضاف المقاتل الذي اتخذ "آبو" اسما حركيّا له (30 عاما): "كلّما تراجعوا، يزرعون الألغام خلفهم".
وأوضح "آبو" أنّ "المدنيّين العالقين في الرقة، وغالبيتهم في وسط المدينة، لا يتمكّنون من الفرار خلال النهار بسبب قناصة تنظيم الدولة".
ومن المدنيين القليلين الذين التقتهم فرانس برس في المدينة عبد الحليم عليوي (56 عاما) ووالدته العجوز، التي استلقت بجانبه على الأرض بعدما تمكّن مقاتلو سوريا الديموقرطية من فتح طريق آمن لهما للفرار.
وقال عليوي: "قبل عشرة أيام، كنّا جالسين أمام المنزل نتحدث، فسقطت علينا جمرة نار، ودخلنا مسرعين إلى البيت. أختي نعيمة أصيبت في بطنها ونزفت. بقيت على قيد الحياة ستة أيام ثم ماتت. وأخي محمد أيضا مات. ولا تزال جثتاهما في المنزل".
وأضاف: "حاولنا الفرار مرات عدة إلا أن (تنظيم) الدولة أرجعونا".
من ناحيته أكد عبد الرحمن أن مقاتلي التنظيم يبطئون تقدم قوات سوريا الديموقراطية في أجزاء عدة من مدينة الرقة، بينها المدينة القديمة.
وأضاف: "تجهد قوات سوريا الديموقراطية للحفاظ على المواقع الجديدة في المدينة القديمة؛ بسبب القنص الكثيف وهجمات الطائرات المسيرة التي تلقي القنابل".
وسيطر تنظيم الدولة على الرقة في بداية 2014.
وحاصرت قوات سوريا الديموقراطية الرقة أشهرا عدة قبل اقتحامها في 6 حزيران/يونيو 2017، وباتت تسيطر على نحو 30 بالمئة منها، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.