أوردت صحيفة "ديلي صباح" التركية، أن تسريبات سفير
الإمارات العربية المتحدة في واشنطن، يوسف العتيبة، كشفت أنه نعت الرئيس الأمريكي دونالد
ترامب بأوصاف مسيئة.
ونقلت الصحيفة في مقال للكاتب التركي "رجب سولو"، أن التسريبات الجديدة كشفت أن السفير الإماراتي العتيبة وصف ترامب بأنه "عنيد واستبدادي".
وأورد المقال أن العتيبة وفقا للتسريبات كان معارضا قويا لترشيح ترامب للرئاسة الأمريكية، رغم أنه كان يشعر بالارتياح لعلاقته مع صهر ترامب، جارد
كوشنر.
وبحسب المقال الذي ترجمته "
عربي21"، فإن مجموعة جديدة من رسائل البريد الإلكتروني المسربة التي يزعم أنها تنتمي إلى العتيبة، وصلت إلى "ديلي صباح" التركية الأسبوع الماضي، وقام بتسريبها مجموعة تطلق على نفسها اسم "دي سي ليكس"، واتصلت باستخدام بريد إلكتروني من روسيا.
ولفت إلى أن هذه المجموعة اتصلت الشهر الماضي بثلاثة وسائل إعلامية أمريكية، وأبلغت عن التسريبات، وقدمت لهم بعض رسائل البريد الإلكتروني.
وتقول رسائل البريد الإلكتروني التي أرسلتها "دي سي ليكس" لصحيفة "ديلي صباح": "حصلنا على معلومات، وحين حللناها وجدناها صحيحة، وسنشارك جزءا منها مع الصحفيين".
وتقول المجموعة إن هدفها الحقيقي هو الكشف عن كل مصادر التأثير على السياسات الأمريكية والسياسيين باستخدام التمويل الأجنبي لشراء موقفهم، والتأثير عليهم.
وأوردت "ديلي صباح" أن السفارة الإماراتية اعترفت الشهر الماضي لوسائل الإعلام الأمريكية، بأن حساب الـ"هوت ميل" للعتيبة قد تم اختراقه بالفعل.
وقالت إن السفارة الإماراتية لم ترد على اتصال "ديلي صباح" للتحقق من المعلومات الواردة.
وأضافت أنه حتى الآن، لم ينف أحد صحة رسائل البريد الإلكترونى المنشورة في وسائل الإعلام، التي تنتمي إلى إحدى أكثر الشخصيات تأثيرا في واشنطن، التي تتمتع بعلاقات قوية مع الإدارة الأمريكية ووسائل الإعلام.
وكانت بعض وسائل الإعلام الأمريكية ذكرت سابقا انتقادات العتيبة للرئيس ترامب في رسائل البريد الإلكتروني، ولكن يبدو أن دفعة جديدة تظهر أنه يحتقره تماما.
وفي رسالة أرسلها إلى أحد مراكز أبحاث واشنطن في 22 تموز/ يوليو، أعرب العتيبة عن خيبة أمله في ترامب مرشحا للرئاسة عن الحزب الجمهوري حينها.
وبحسب التسريبات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن العتيبة أفاد بأنه من المحزن أن نراه مرشحا جمهوريا، مضيفا أن الناس يواجهون صعوبة في استيعاب الأمر، بأن دولة مثل الولايات المتحدة ستفرز رئيسا مثل ترامب، معلقا على أن الأمر غير منطقي، وأنه لا يعتقد بأن ترامب سيتغير أو يتعلم إن فاز بمنصب الرئاسة.
وتابع العتيبة: "في الحقيقة، أعتقد أن ترامب يشبه كثيرا أردوغان، إنه عنيد واستبدادي".
ووفقا للصحيفة، فإن العتيبة بعث بهذا الكلام إلى إليوت أبرامز، وهو مسؤول أمريكي سابق، وزميل في مجلس العلاقات الخارجية.
ويعرف أبرامز بمعارضته القوية لترامب خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2016.
وسألت "ديلي صباح" أبرامز ما إذا كانت هذه المراسلات مزيفة أم لا. وبدلا من إعطاء إجابة مباشرة، قرر أبرامز الإجابة بالقول: "لقد رأيت العديد من رسائل البريد الإلكتروني المزعجة، وقد تلقيت في الواقع الكثير منها، لا مزيد من التعليق".
وأرسل العتيبة رسالة إلكترونية أخرى إلى الصحفي البارز توماس فريدمان، ذكر فيها رأيا موجزا عن ترامب. إذ يقول فيريدمان في 20 تموز/ يوليو: "أعتقد أن بوتين وأردوغان وترامب هم نفس الشخص، نفس الخصائص والشخصية"، ولم ينكر فريدمان صحة البريد الإلكتروني.
علاقته بكوشنر
وعلقت الصحيفة بالقول، إن رسائل البريد الإلكتروني مثيرة للاهتمام بشكل خاص، بسبب أنها تكشف طبيعة العلاقات المميزة بين العتيبة وصهر ترامب ومستشاره الكبير جارد كوشنر.
وأفاد تقرير سياسي بأن كوشنر كان على اتصال دائم بهاتف عتيبة وبريده الإلكتروني، عقب اجتماعهما من خلال صديق مشترك في حزيران/ يونيو 2016.
وأشارت تقارير مختلفة إلى أن العتيبة برز مستشارا رئيسا لكوشنر، للقضايا المحيطة بالشرق الأوسط.
انقلاب تركيا
وتضمنت المراسلات التي قدمت لصحيفة "ديلي صباح"، محادثات العتيبة مع أصدقائه وزملائه بعد الانقلاب الفاشل في تركيا العام الماضي.
ويبدو أن رسائل البريد الإلكتروني في 15 تموز/ يوليو العام الماضي، تبين أن سفير الإمارات فوجئ بالتطورات في تركيا، حيث أخبر العديد من الصحفيين بأنه لا يعرف ما يجري في البلاد إلا من خلال وسائل الإعلام.
وفي العديد من سلسة الرسائل البريدية، ينكر العتيبة دور الإمارات ودوره الشخصي في الانقلاب على أي صعيد ومستوى.
اقرأ أيضا: ديلي صباح: الإمارات دعمت انقلاب تركيا بـ3 مليارات دولار
وفي العديد من الرسائل الإلكترونية الأخرى، علق العتيبة على الرئيس التركي أردوغان، بالقول إن الخلاف القوي مع تركيا حول الانقلاب العسكري في مصر ووضع الإخوان المسلمين معروف جيدا.
وفي سلسلة إيميلات بتاريخ 17 تموز/ يوليو مع ستيفن كوك، وهو خبير تركي في مجلس العلاقات الخارجية، يقول الأخير: "إنه سلطان القرن الحادي والعشرين، إلا أن بعض السلاطين كانوا حقا أخيارا". ولم يرد كوك على استفسارات صحيفة صباح اليومية.
وأشارت المجموعة المسربة للبريد إلى أنه سيتم نشر رسائل بريد إلكتروني مماثلة إلى وسائل الإعلام في الأيام القادمة.