نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" تقريرا لمراسلها جون ريد في خان يونس، حول الغضب الذي يسود قطاع
غزة؛ بسبب الحصار الذي فرض على
قطر، التي تؤدي دورا مهما في إعادة إعمار غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية للمحتاجين فيها.
ويصف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، مظاهرة في خان يونس، حيث تجمع أكثر من 150 امرأة وطفلا خارج مسجد يحملون الأعلام القطرية والفلسطينية واللافتات التي كتب عليها "النصر لقطر" و"كلنا قطر".
ويشير الكاتب إلى أن هذه المظاهرة هي من تنظيم حركة
حماس، وتمت في مدينة حمد، وهي مدينة سكنية تم إنشاؤها بمساعدات قطرية، ويقطنها حوالي 2000 شخص من المحتاجين في غزة.
وتنقل الصحيفة عن أم بلال شراب، قولها إن "قطر كانت دائما حاضنة للثورة الفلسطينية"، ووجهت الشكر للأمير السابق لقطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي سميت المدينة السكنية والمسجد، اللذان بنيا بعد الحرب الأخيرة عام 2014 على غزة، باسمه.
ويقدر التقرير أن الأخبار بفرض الحصار على قطر، أكبر مانح لغزة، هزت حركة حماس، وينقل عن عضو المجلس التشريعي عن حركة حماس في خان يونس يحيى موسى، قوله: "ما يحصل الآن هو مؤامرة أمريكية للسيطرة على النفط والغاز، ولتغيير النظام في قطر.. فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعقيدته وسياسات الكاوبوي التي يتبعها لا تحترم القانون الدولي".
ويلفت ريد إلى أن الضغط على قطر، التي وعدت بأكثر من مليار دولار لمشاريع في غزة منذ الحرب، يأتي وسط ضغوط سياسية واقتصادية على حركة حماس، التي تدير قطاع غزة.
وتنقل الصحيفة عن المتحدث باسم حركة حماس، فوزي برهوم، قوله: "إن هذه محاولة لخنق حركة حماس، ومعاقبة المليوني فلسطيني الذين يعيشون في غزة؛ لجعلهم يثورون ضد حركة حماس.. إنها جزء من مخطط بين
إسرائيل والسلطة الفلسطينية، بمباركة من أمريكا.. إنها جريمة ضد الإنسانية".
ويفيد التقرير بأن ترامب كان قد خصّ حركة حماس دون غيرها من المجموعات، بأنها تتسبب "بكارثة أمنية وإنسانية"، مشيرا إلى أن حركة حماس تتهم إدارة ترامب بالتعاون مع إسرائيل وغيرها للإطاحة بها، وقد أثارت مغادرة بعض مسؤولي حركة حماس لقطر، التكهن بأن قطر تحت ضغط شديد للتخفيف من علاقتها بحركة حماس.
وينوه الكاتب إلى أن غزة تواجه انقطاعا في التيار الكهربائي، الذي يعتقد مسؤولو حركة حماس أنه من تدبير السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس، بالتعاون مع إسرائيل وأمريكا للإطاحة بها، لافتا إلى أن إسرائيل وافقت هذا الأسبوع على طلب من السلطة الفلسطينية، بتخفيض الكهرباء التي تمد بها غزة، التي لا تعمل أكثر من 4 ساعات يوميا قبل هذا التخفيض.
وتذكر الصحيفة أن المنسق الإنساني في المناطق الفلسطينية روبرت بايبر، حذر من أن مشكلة الكهرباء قد تتسبب بـ"انهيار كامل للخدمات الأساسية"، بما في ذلك الصحة والماء والصرف الصحي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو سعى للنأي بنفسه عن أزمة الكهرباء هذا الأسبوع، قائلا إنه "لا مصلحة لبلاده في التصعيد مع حركة حماس".
وبحسب التقرير، فإن تصريح نتنياهو جاء بعد تخمينات بأن الأزمة المتفاقمة قد تدفع بحركة حماس وإسرائيل إلى حرب رابعة خلال أقل من عقد، منوها إلى أن الحرب السابقة أثرت على الاقتصاد الإسرائيلي، وشوهت صورة إسرائيل في الخارج، وكان تصرف نتنياهو خلال تلك الحرب موضوع تقرير لاذع من مراقب الدولة.
ويقول ريد إن "حركة حماس لا رغبة لها أيضا في اندلاع حرب أخرى، لكنها مستعدة إن اضطرت إليها، حيث قالت إن السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط قد تعجلها، ونقل عن برهوم، قوله: (إن انفجارا في غزة ليس في صالح إسرائيل ولا الفلسطينيين.. والسياسة الأمريكية خطيرة ومتسرعة، ولن تكون لصالح المنطقة)".
وتورد الصحيفة أن وفدا من حركة حماس حاول الحصول على المزيد من الكهرباء من مصر، التي تمد غزة بجزء من الكهرباء، وتسيطر على معبر رفح، لافتة إلى الدور المهم الذي تؤديه قطر بصفتها وسيطا بين حركة حماس وإسرائيل، حيث قال كبير الباحثين في معهد دراسات الأمن الإسرائيلي كوبي ميخائيل: "على حركة حماس وإسرائيل التفاوض مع بعضهما، لكن كلاهما لديه تحفظات على التعاون المباشر مع الجانب الآخر.. وهنا تؤدي قطر دورا حيويا".
وتختم "فايننشال تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن الأزمة مع قطر أبرزت مدى اعتماد إسرائيل على الفاعلين الدوليين، مثل قطر، لتمويل مشاريع إعادة البناء في غزة، وتغطية الاحتياجات الإنسانية لشعبها المحتاج، بالرغم من سعيها لعزل حركة حماس.