قال المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي، ياسين أقطاي، إن خطوة مقاطعة دول خليجية لقطر، وعلى رأسها
السعودية، تهدف إلى إشعال حرب أهلية إسلامية، مشيرا إلى أن الرياض لا تدرك ذلك.
ونقل أقطاي عن رئيس تحرير صحيفة "يني شفق" التركية، إبراهيم كارغوال، قوله إن هناك خطة تهدف لـ"مشروع الحرب الأهلية الإسلامية" في المنطقة، و"التي كانت تتقدم خطوة بخطوة في العامين الماضيين".
وتابع أكتناي في مقال نشرته "يني شفق"، مستشهدا بكلام كاراغوال: "لقد تم الترتيب المسبق في السنوات الأخيرة الماضية للتحضيرات الفرعية لتلك الخطة الرئيسية... ونحن نرى كارثة تقترب خطوة خطوة... ما لم يكن هناك تدخل عاجل".
وأضاف القيادي في حزب العدالة والتنمية التركي، قائلا: "إن ردود فعل الأطراف الفاعلة الهامة في العالم الإسلامي، بسيطة وتضعف يوما بعد يوم ضد الاحتلال الصهيوني وهجمات المحتل التي يتجاهلها العالم الإسلامي، في حين أن هذه القوى توحدت سريعا ضد
قطر، ما أدى إلى خيبة أمل كبيرة جدا فيما يتعلق بوجود وطبيعة العالم الإسلامي".
واستطرد: "هذه الخيبة تشجع أعداء الإسلام وتقول لهم إن جميع الخطط ضد الإسلام يمكن تنفيذها بسهولة ويسر".
واعتبر أن تصنيف المملكة العربية السعودية لحركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين كـ"إرهابيتين"، وبسعيها لمعاقبة قطر بسبب دعمها لهما، بمثابة "الضغط على زر تشغيل تلك العملية (مشروع الحرب الأهلية الإسلامية)، والتي ستضر بها قبل أي بلد آخر".
ورجح أقطاي أن تكون السعودية غير مدركة لـ"الخطر القادم في نهاية المطاف في حين أن
تركيا تدركه بكل تفاصيله، وتحذر منه".
وتابع أن "الأخطار المحدقة التي تهدد مكة المكرمة والمدينة المنورة، يمكن أن تُرى بشكل أوضح من الجانب التركي، وتركيا عند رؤيتها هذه الأخطار لن تقف مكتوفة الأيدي أبدا".
واعتبر أن الدفاع عن قطر "يعني الدفاع عن العالم الإسلامي، وعلى وجه الخصوص الدفاع عن المملكة العربية السعودية".
وأضاف: "إن الدفاع عن قطر لا يعني الوقوف بوجه المملكة العربية السعودية أو تأييد طرف دون آخر، في الأزمة الخليجية، ولكن يبدو واضحًا وجليًا أنه في النهاية هناك فخ لإيقاع ضرر أكبر بالجميع دون استثناء، وعلى وجه الخصوص وبالدرجة الأولى المملكة العربية السعودية".
وحذر من أن "هناك توجها متزايدا مهيمنا في الولايات المتحدة الأميركية فيما يتعلق بالربط بين الإرهاب والإسلام، سواء كان إسلاما معتدلا أو غير معتدل، وذلك التوجه يقول إن المصدر الحقيقي المباشر للإرهاب هو الإسلام، بل القرآن بحد ذاته".
وتابع تحذيراته قائلا: "أصحاب هذا التوجه هم الذين يقومون حاليا بجر العالم الإسلامي خطوة بخطوة نحو عدم الاستقرار، وخير دليل على ذلك العنف وأجواء الحرب التي أشعلوها والعمليات التي قاموا بشنها عن طريق المنظمات الإرهابية، المدعومة من قبلهم".
ودعا الدول الإسلامية إلى "رص الصف والتوحد والسعي والبحث عن السبل لدرء التهديدات التي تهددنا، وكون أن المملكة العربية السعودية الحاضنة لأقدس مدينتين إسلاميتين، وكونها تعتبر قلب العالم الإسلامي، فالمطلوب منها أن تكون على قدر أكبر في تحمل المسؤولية بمثل هذه الأجواء من اللااستقرار، وتحتضن كل المسلمين، بغض النظر عن اختلافاتهم الطائفية والعرقية".
وقال إن إصدار "قائمة الإرهاب" الأخيرة من بعض الدول الخليجية، و"التي تضمنت اسم رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي، الذي يبلغ من العمر 91 عاما، لهو إشارة واضحة على الفخ الذي رُسم للإيقاع بالمملكة العربية السعودية".
وتساءل المسؤول في حزب العدالة والتنمية: "من يقوم بنصب هذا الفخ ضد المملكة العربية السعودية، بإدراج الدكتور القرضاوي على لائحة الإرهاب، وهو الذي حاز قبل شهرين على جائزة تعتبر الأكثر شهرة والأكبر في المملكة العربية السعودية وهي جائزة الملك فيصل؟".
وأوضح أن "الناظر عن كثب لهذه القائمة التي أصدرت بشكل جماعي من المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والبحرين ومصر، يسهل عليه رؤية المتورطين ومعرفتهم ولأي نوع من الاضطرابات يخططون".
وبيم أنه "من الواضح أنه في حين تم الإعلان فعليا على أن قطر هي المسؤولة عن الإرهاب، حاول الجميع الاهتمام بأعمالهم الخاصة بإرسال معارضيهم إلى الدوحة".