تحقق قوات النظام والمليشيات المساندة لها؛ تقدما ملحوظا في ريف
حلب الشرقي، لتقترب من السيطرة على بلدة مسكنة، المعقل الأخير لتنظيم الدولة في محافظة حلب.
وقال ناشطون إن قوات النظام شارفت على دخول البلدة من المحاور الغربية والشمالية، فيما تشتد وتيرة المعارك في محيط البلدة الاستراتيجية للتنظيم وللنظام في آن معا.
وبحسب مصادر محلية، فإن مليشيات تابعة للعشائر المحلية متحالفة مع قوات النظام؛ هي من تقود المعارك ضد التنظيم، بإسناد مدفعي وجوي بشكل كثيف من مقاتلات حربية روسية وأخرى تابعة للنظام، إذ شنت المقاتلات في صبيحة يوم الثلاثاء؛ أكثر من 40 غارة جوية على بلدة مسكنة والقرى المحيطة بها، وفق مصادر إعلامية محلية.
وأكد مصدر محلي لـ"
عربي21" أن "المليشيات العشائرية التي تقاتل إلى جانب قوات النظام، هي قوات مكونة من الشبيحة من بلدات ريف حلب الشرقي، وعلى رأسها بلدة السفيرة".
ويرى المحلل العسكري، العميد الركن أحمد رحال، أن النظام يسعى من خلال السيطرة على بلدة مسكنة، إلى أن يظهر بمظهر الطرف القوي في محاربة الإرهاب.
وعبر رحال عن اعتقاده، في حديث لـ"
عربي21"، أن النظام ومن خلفه إيران يدركون أن قواعد اللعبة السورية قد تغيرت، فيما يأتي التقدم شرقي حلب بالقرب من الرقة، إلى مسكنة، "كورقة أخيرة يطرحها النظام قبل فتح معركة الرقة"، على حد وصفه.
ميدانيا، قال الناشط الإعلامي أحمد محمد إن "قوات النظام تنطلق في هجومها على بلدة مسكنة من محاور، وضحة والحايط، وقريتي رسم الغزال والكجلي على ضفاف نهر الفرات".
وتابع محمد في حديث لـ"
عربي21": "تحاول قوات النظام فرض طوق على البلدة، حتى تجبر عناصر
تنظيم الدولة على الانسحاب، بدلا من الدخول في مواجهات مباشرة".
وفي السياق ذاته، أكد محمد أن قوات النظام قامت بإعدام ثلاثة مدنيين في قرية الفرعية بمحيط مسكنة، بعد تقدمها إلى القرية التي كان يسيطر عليها تنظيم الدولة خلال اليومين السابقين.
وأضاف محمد أنه من بين الذين قامت قوات النظام بإعدامهم، رجل مسن يتجاوز عمره 60 سنة، كما قامت قوات النظام بحملة اعتقالات في كل المناطق التي تقدمت لها.
وحول سبب الإعدامات، قال محمد: "للآن لا تزال الأسباب مجهولة، لكن ليست المرة الأولى التي تقوم بها قوات النظام بإعدام المدنيين في المناطق التي تتقدم إليها، مثل ما جرى في بلدة الخفسة، إذ أعدمت قوات النظام 18 شخصا في القرية"، وفق قوله.
وغالبا ما تنفذ قوات النظام حملة الإعدامات هذه، بحق الأهالي الذين يرفضون مغادرة قراهم التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة.