بعد إمطار الرئيس الأمريكي دولة الاحتلال
الإسرائيلي بالثناء غير المشروط، وعمل على صناعة التاريخ بزيارته إلى
حائط البراق الإسلامي، وتعهد بالوقوف إلى جانبها، فاز الرئيس المثير للجدل بـ"قلب إسرائيل".
شاشة التلقين
ومن خلال خطابة ظهر الثلاثاء في "متحف إسرائيل"، الذي اختتم به زيارته لـ"إسرائيل"، تمكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد تسليطه الضوء على رغبة النظام الإيراني في تدمير "تل أبيب"، من الفوز بضحكات وتصفيق حار من جمهور من الأعيان الإسرائيليين، بحسب موقع "تايمز أوف إسرائيل".
وعبر نص خطابة الذي يظهر تباعا على شاشة التلقين، قال ترامب: "القادة الإيرانيون يدعون بشكل روتيني إلى تدمير إسرائيل"، وحينها خرج عن النص المكتوب، وأضاف: "ليس مع ترامب، صدقوني"، حيث قوبلت تلك العبارات بهتافات وحفاوة، وقال مبتسما: "أنا أحبكم".
وعلق الموقع على الموقف السابق بقوله، "هذه الثواني القليلة لخصت زيارة ترامب إلى إسرائيل، فمن تعبيره عن التضامن الغريزي مع الدولة اليهودية، وتعهده بحمايتها، والبهجة التي استضافته بها تل أبيب"، منوها بأن كل هذا الحجم من التأييد يأتي "بعد ثماني سنوات من الشعور بالدعم المشروط الذي منحه الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما"، وتعهد ترامب بأن " إدارته ستقف دائما مع إسرائيل".
وأشار الموقع إلى تأكيد ترامب أن الفلسطينيين على "استعداد للتوصل إلى سلام"، في حين رأى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلاف ذلك، وظهرت واضحة الخلافات حول القضية الفلسطينية في كلمة كل من ترامب ونتنياهو في المتحف.
طريقة عكسية
فنتنياهو يريد أن يصدق بأنه قادر على صنع السلام مع العالم العربي، وأن العديد من القادة العرب الذين التقاهم ترامب في الرياض سيقومون بالضغط على الفلسطينيين باتجاه اتفاق يمكن لإسرائيل القبول به بأمان، بحسب الموقع الذي قال: "على النقيض من ذلك، من الواضح أنه تم إقناع ترامب بأنه يجب العمل على العملية بطريقة عكسية".
وبالاعتماد على محادثاته في السعودية، أكد الرئيس الأمريكي أن لديه "اعتقادا راسخا بأن بإمكان إسرائيل والفلسطينيين صنع السلام، وهي بداية لعملية سلام في جميع أنحاء الشرق الأوسط".
ونوه الموقع الإسرائيلي إلى أن اليمين الإسرائيلي يشعر "ببعض خيبة الأمل، لعدم نقله السفارة الأمريكية للقدس، وانتقاده المشروع الاستيطاني، إضافة لعدم تحركه لمحاولة إلغاء الاتفاق النووي مع إيران"، منوها إلى وجود "بعض المخاوف بشأن حجم صفقات الأسلحة والاتفاقيات الأخرى التي أبرمها مع السعودية، والتأثير الذي يمنحه مبلغ 380 مليار دولار على شكل استثمارات للسعوديين في واشنطن".
وتابع: "هناك خيبة أمل من تسريبه المرجح لمعلومات استخباراتية إسرائيلية للروس، وعلاقته بروسيا، حليفة عدد كبير من أعداء إسرائيل، كما أنه لم يتخذ خطا أكثر تشددا مع عباس"، حول دفع الرواتب لعائلات الأسرى والشهداء.
حب متبادل
ومع كل ذلك، فإن ما جرى خلال ختام زيارته أوجد "شعورا عاما في إسرائيل بأن الزيارة كانت ذات محتوى كبير، قام به رئيس وعائلته يدعمان إسرائيل بشكل صريح"، موضحا أن الأمر "المثير للاهتمام؛ رؤية مدى الراحة التي ظهرت على نتنياهو برفقة ترامب، ورؤية ميلانيا ترامب وهي تصفق على كلمات نتنياهو ضد سياسة السلطة الفلسطينية".
ولفت "تايمز أوف إسرائيل" إلى أن خطاب ترامب في المتحف كان "بكل تأكيد هو الصدى الأكبر لخطاب يلقيه رئيس أمريكي في تأييد شرعية إسرائيل في عاصمتها"، وزعم ترامب أن "علاقة اليهود بأرضهم المقدسة قديمة وأبدية، ويعود تاريخها إلى آلاف السنين، بما في ذلك عهد الملك داوود الذي تحلق نجمته اليوم بفخر على علم إسرائيل".
وأضاف الموقع: "لا يعرف الإسرائيليون أكثر من الأمريكيين كيف ستسير ولاية ترامب الرئاسية، فهم لا يمكنهم التأكد مما سيقوله أو يفعله، أو حتى كيفية تأثير ما قاله أو فعله على ولايته"، منوها إلى أنه "جاء إلى القدس، وعبر عن حبه لإسرائيل، وأشاد بازدهارها، ولم يحاول التلاعب بالكلمات في إدانة (الإرهاب الإسلامي)، وتعهد بمحاربته وبالوقوف مع إسرائيل ضد إيران".
واعتبر الموقع الإسرائيلي أن صورة وقوف ترامب احتراما عند حائط البراق الإسلامي (يطلق عليه اليهود حائط المبكى ويعتبرونه من أقدس المواقع اليهودية)، "غطت على صورة السلفي ولخصت الرحلة"، مشيرا إلى أن "الكثير من الإسرائيليين عقب زيارة ترامب، على الأرجح، سيفكرون بأن يكون هناك مودة وحب متبادل".