انتخابات عامة في بريطانيا.. هل يؤثر العرب والمسلمون فيها؟
لندن - عربي21 - محمد عبد السلام18-May-1707:41 PM
شارك
انتخابات بريطانيا.. الحدث الأهم خلال الأسابيع المقبلة - أرشيفية
تستعد بريطانيا لانتخابات عامة مبكرة ستجري في الثامن حزيران/ يونيو المقبل، وهي الانتخابات التي تأتي في ظرف حساس وغير مسبوق وهو البدء في إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يتساءل فيه الكثيرون كل مرة عما إذا كان للصوت العربي وزن فاعل في الانتخابات التي تحدد مصير البلاد في بريطانيا.
ويوجد في بريطانيا حاليا نحو 3 ملايين مسلم، ونحو مليون عربي، بحسب التقديرات غير الرسمية، من بينهم أعداد كبيرة ممن يحملون الجنسية البريطانية ويتمتعون بكافة حقوق المواطنة في البلاد، فضلا عن أنه يوجد في الأحزاب الرئيسية البريطانية كُتل عربية منظمة، لكنه لا يزال من غير الملموس تأثير العرب على الانتخابات البريطانية بسبب أنهم غير منظمين ولا موحدين، فضلا عن أن البريطانيين من أصول عربية ومسلمة لا يتركز تأييدهم على حزب معين، وإنما يتوزعون على الأحزاب المختلفة.
ويقول العديد من المراقبين والمحللين إن الصوت العربي في الانتخابات البريطانية يُمكن أن يكون مؤثرا وذو أهمية كبيرة إذا ما تم تنظيمه بشكل جيد، وإذا ما التزم كل المواطنين البريطانيين من أصول عربية بالإدلاء بأصواتهم بنشاط واهتمام.
ووجهت الرابطة الإسلامية في بريطانيا نداء إلى كل البريطانيين المسلمين للتسجيل في الانتخابات فورا من أجل ضمان حقهم في الإدلاء بأصواتهم، كما دعتهم إلى ممارسة حقهم الانتخابي باختيار الأفضل في كل دائرة انتخابية وبغض النظر عن الحزب الذي ينتمي له هذا الأفضل.
ووزعت الرابطة تسجيل فيديو تدعو فيه كل المسلمين البريطانيين، سواء المنتسبين إليها أو غير المنتسبين، من العرب أو غير العرب، أن يقوموا بالتسجيل فورا للانتخابات قبل حلول يوم الـ22 من أيار/ مايو الحالي، حيث سيتم إغلاق أبواب التسجيل، على أن التسجيل للانتخابات لا يحتاج من الشخص سوى الدخول إلكترونيا إلى العنوان التالي: (www.gov.uk/register-to-vote)، فيما لا يستغرق الأمر أكثر من خمس دقائق فقط.
ويجوز للبريطانيين الذين يقيمون خارج المملكة المتحدة، أو يتواجدون في الخارج يوم الاقتراع، أن يقوموا بالتسجيل للانتخابات، أما عملية التصويت فيمكن القيام بها من خلال البريد أو من خلال توكيل شخص موثوق ليقوم بها بالنيابة عن المواطن البريطاني الغائب.
وقالت الرابطة في تسجيل الفيديو الذي حصلت عليه "عربي21" إنه "من المهم التصويت للانتخابات حتى نكون مسلمين مندمجين مع مجتمعنا البريطاني"، كما دعت إلى التواصل أيضا مع المرشحين للانتخابات من أجل دعوتهم لاتخاذ مواقف مؤيدة للقضايا التي تهم الجالية المسلمة في بريطانيا.
وينتهي الفيديو إلى القول: "هذه فرصتنا لاختيار أشخاص يمثلوننا بحق، خاصة وأن هذه الانتخابات ستجري خلال شهر رمضان المبارك".
ودعا الناشط العربي المعروف في بريطانيا، ورئيس مؤسسة قرطبة لحوار الحضارات الدكتور أنس التكريتي إلى التسجيل والتصويت في الانتخابات البريطانية بكثافة من قبل كل عربي وكل مسلم.
وأضاف في تصريح خاص لــ"عربي21" أن "المواطن البريطاني الذي يتحدر من أصول عربية يُعتبر صوته في غاية الأهمية لعدة أسباب، أما السبب الأول فهو أنه مواطن، ومن أبرز سمات هذه المواطنة هو المشاركة في صناعة مستقبل البلد الذي استوطناه، والانصراف عن هذا الحق هو ممارسة يظهر منها أن الإنسان ذاته ليس مقتنعا حتى الآن أنه طرف وأن له مصلحة في صناعة هذا المستقبل".
* أنس التكريتي: الصوت العربي يمكن أن يؤثر في السياسة البريطانية.
أما السبب الثاني الذي يجعل من المهم على كل عربي وكل مسلم التصويت في هذه الانتخابات -بحسب التكريتي- فهو أن "الصوت العربي مهم من ناحية التأثير على الملفات الكبرى والتي للناخب العربي مصلحة ورأي فيها، واليوم فإن العناوين الأبرز على كل الصعد والمجالات لها أثر مباشر أو غير مباشر بقضايا عربية كبرى، سواء القضية العربية المركزية وهي قضية فلسطين، أو قضية سوريا أو العراق وقضايا شمال أفريقيا والقرن الأفريقي، وكل هذه القضايا أصبحت حاضرة ضمن أولويات السياسة الخارجية البريطانية".
ويتابع الدكتور التكريتي: "كذلك فإن قضايا السياسات الداخلية المؤثرة في الإنسان العربي أيضا ينبغي أن يكون للصوت العربي تأثير، وعلى رأسها ما يتصل بقضايا التطرف والإرهاب والعنف وما يتعلق بالإسلاموفوبيا وبعض مظاهر العنصرية، وهذه كلها تؤثر على الإنسان العربي بشكل أو بآخر".
كما يلفت التكريتي أيضا إلى ضرورة "القدرة على التأثير"، حيث أصبح المجتمع العربي في بريطانيا قادرا على التأثير، وقادرا على أن يُفرز الناخب الجيد، وأصبح قادرا على تحييد الناخب ذي التطلعات السلبية، وهذه مسألة تعطي هذا المجتمع ثقلا".
وينتهي الدكتور التكريتي الذي سبق أن شارك في تأسيس أحد الأحزاب في بريطانيا وشارك في انتخابات سابقة إلى القول إن "هذه فرصتنا اليوم لأن نكون مؤثرين في القرار السياسي البريطاني، وأن يكون للمجتمع العربي ثقل سياسي وانتخابي ويستطيع بعد ذلك أن يحدد منظومة مصالحه وأولوياته".
يشار إلى أن أغلب أبناء الجالية العربية والمسلمة في بريطانيا يؤيدون حزب العمال الذي يقوده حاليا الرمز والناشط المعروف جيرمي كوربن، وهو الذي كان أحد رموز التضامن مع الشعب الفلسطيني طوال السنوات الماضية، وأحد قادة تحالف "أوقفوا الحرب" الذي عارض الحرب الأميركية البريطانية التي استهدفت العراق في العام 2003، كما يُعتبر كوربن أحد أبرز المتضامنين مع القضايا العربية، والرافضين للخطاب العنصري الذي يتبناه بعض رموز اليمين في بريطانيا.