انتقد السياسي الإيراني وعمدة طهران السابق، غلام حسين كرباسجي، سياسة بلاده العسكرية في سوريا بشدة.
وقال كرباسجي، مخاطبا الحرس الثوري والمحافظين، خلال افتتاح مقر حملة الرئيس الإيراني والمرشح للانتخابات الرئاسية حسن روحاني، في أصفهان: لا تقولوا بأنها غيرة على الدين، أو بأنها للدفاع عن الحرم، حساباتكم كلها لعبة خاطئة"، في إشارة إلى التدخل العسكري الإيراني بسوريا، الذي يروج له الحرس الثوري تحت يافطة الدفاع عن مزار السيدة زينب بسوريا.
يذكر أن مصطلح "الدفاع عن الحرم" تم الترويج له في وسائل الإعلام الإيرانية؛ لإعطاء شرعية شيعية للتدخل الإيراني في سوريا، ومعناه الدفاع عن مزار السيدة زينب فيها.
وأضاف كرباسجي: "نريد أن يعمّ السلام في لبنان واليمن وسوريا، ويتم الدفاع عن المظلومين هناك، ونعزز قوة الشيعة في هذه الدول، ولكن هذا العمل لا يمكن أن يتم فقط عن طريق تقديم الأموال وشراء السلاح والقتل".
وطالب كرباسجي بحل الأزمة السورية دبلوماسيا بدلا من إرسال الشباب الإيراني إلى هناك ليقتل، مضيفا: "المسؤولون في هذه الحكومة يقولون: اسمحوا لنا أن نستخدم القوة الدبلوماسية لحل الأزمات التي تشهدها المنطقة".
وتابع: قوة الدبلوماسية وإمكانيتها استطاعت أن تجلس مع أقوى ست دول في العالم، وتحل أكبر أزمة عقوبات كانت موجودة في مجلس الأمن الدولي، وبإمكانها أن تحل هذه الأزمة (الأزمة السورية)، تحترق قلوبنا بسبب مقتل شبابنا، لماذا نرسل شبابنا ليقتلوا هناك؟".
ولاقت انتقادات عمدة طهران السابق حول سوريا ردود فعل غاضبة، من أبرزها هجوم صحيفة كيهان، المملوكة للمرشد علي خامنئي.
وقالت كيهان: "تصريحات كرباسجي تمثل طعنة دقيقة في قلب السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث شكك كرباسجي في تضحيات المدافعين عن الحرم وتفانيهم".
وأضافت كيهان: "ادعى كرباسجي عدم وجود حاجة لإرسال قوات إيرانية إلى سوريا للدفاع عن مزارات الشيعة وأهل البيت هناك، وأنه يجب التفاوض مع الإرهابيين".
ومضت كيهان في تقريعها لعمدة طهران السابق: "لا يتذكر كرباسجي أنه في الأعوام الأولى من الحرب السورية لم تتم دعوة إيران للاجتماعات التي عقدت حول سوريا على الإطلاق، وكانت أمريكا والسعودية وقطر وتركيا هم من يجتمعون لتحديد مصير الشعب السوري، ولكن اليوم، وبعد تضحيات القوات الإيرانية بسوريا، إيران هي من تعقد الاجتماعات حول سوريا، وهي التي تقرر من يشارك في هذه الاجتماعات".
من جانب آخر، بعث كبير المراسلين الإيرانيين في سوريا حسن شمشادي رسالة عتاب إلى عمدة طهران السابق؛ بسبب ما اعتبره هجوما لاذعا بحق القوات الإيرانية التي تشارك بالحرب في سوريا دفاعا عن الأمن القومي الإيراني، وطالب كرباسجي بالاعتذار للقوات الإيرانية الموجودة في سوريا ولعوائل القتلى الإيرانيين الذين لقوا مصرعهم هناك.
وصمم موقع ضباط الحروب الناعمة، التابع للحرس الثوري الإيراني، صورة لكرباسجي وهو يقع بين عناصر تنظيم الدولة، وكأنه جاهز للنحر، مكتوب عليها: السيد كرباسجي، لولا القوات الإيرانية في سوريا لأصبح وضعك الآن هكذا.
بدوره كشف رئيس السلطات القضائية في أصفهان أحمد خسروي وفا عن تشكيل ملف جنائي وتقديم لائحة اتهامات بحق عمدة طهران السابق كرباسجي على خليفة التصريحات التي أدلى بها حول مشاركة الحرس الثوري الإيراني في سوريا".
وأضاف خسروي وفا في مقابلة مع وكالة ميزان أن تصريحات كرباسجي "تحمل شبه جنائية وسوف يتم استدعاء هذا الشخص إلى المحكمة في أصفهان"، في حين قالت إذاعة زمانة الإيرانية إن التهم التي وجهت لكرباسجي هي "إهانة قتلى القوات الإيرانية المشاركة للدفاع عن مزار السيدة زينب بسوريا".
يذكر أن الإصلاحيين يحاولون كسب أصوات الناخب الإيراني؛ من خلال انتقاد السياسة الخارجية في سوريا، التي يعتبرون أنها تستنزف ميزانية الحكومة.