لليوم الـ14 على التوالي، يواصل
الأسرى الفلسطينيون في
سجون الاحتلال الإسرائيلي إضرابهم المفتوح عن الطعام، من أجل الحصول على أدنى حقوقهم المشروعة، وتحسين أوضاعهم داخل المعتقلات الإسرائيلية، في ظل التفاف جماهيري كبير، وانتهاكات مستمرة بحقهم من سلطات الاحتلال.
وتحت عنوان إضراب "الحرية والكرامة"، ارتفع عدد الأسرى المضربين إلى نحو 1600 أسير، في سجون الاحتلال الإسرائيلي كافة، وشرع الأسرى في إضرابهم الجماعي بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2017، رفضا لإجراءات سلطات الاحتلال التي تفاقم معاناتهم، ولإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وغير ذلك من المطالب الإنسانية المشروعة.
وحول أهم تطورات الإضراب داخل السجون الإسرائيلية، أكدت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين عن الطعام "تتجه نحو الخطورة، بعد فقدانهم أكثر من عشرة كيلوغرامات من أوزانهم، وحدوث هبوط في ضغط الدم وآلام حادة في الرأس والمعدة والمفاصل وضعف القدرة على الحركة، لدى العديد من الأسرى".
وأوضحت اللجنة في بيان لها وصل "
عربي21" نسخة منه، أن وحدة القمع العسكرية الإسرائيلية المختصة بالسجون والتي يطلق عليها اسم "اليماز"، "تقتحم غرف الأسرى المضربين فجر كل يوم وتجري حملات تفتيش واسعة في غرفهم وتصادر الملح، وتخضعهم للتفتيش العاري"، وفقا لشهادات للأسرى المضربين في سجن "عوفر" الإسرائيلي.
اقرأ أيضا: إضراب الأسرى.. رسائل لا يحملها البريد (بورتريه)
وأشارت اللجنة إلى أن سلطات السجون الإسرائيلية "تتعمد تقديم الطعام للأسرى المضربين نوعا من التعذيب النفسي، كما أنها تحرمهم من المياه الباردة، وتضطرهم إلى شرب المياه الساخنة، في الوقت الذي صادرت فيه ملابسهم الشخصية، وأبقت فقط على الملابس التي يرتدونها (الشاباص)، حيث لا تسمح لهم بغسيلها سوى مرة واحدة أسبوعيا".
وقررت المؤسسات الحقوقية "التوقف الكامل عن المثول أمام محاكم الاحتلال، ابتداء من اليوم، وذلك التزاما بقرار اللجنة الوطنية لمساندة الإضراب"، وفق إفادة اللجنة التي نوّهت إلى أن إدارة سجون الاحتلال "ما زالت تمنع محامي المؤسسات الحقوقية من زيارة الأسرى المضربين عن الطعام، باستثناء سجني عوفر وعسقلان".
اقرأ أيضا: ميدل إيست آي: لهذا أضرب الأسرى الفلسطينيون عن الطعام
ولفتت إلى أن إدارة السجون مستمرة في عمليات نقل الأسرى، موضحة أن فعاليات إسناد الإضراب في المحافظات كافة متواصلة، حيث ستخصص اليوم الصلوات في الكنائس، وتقرع أجراسها إسنادا للأسرى، مع استمرار الفعاليات في ساحة السرايا وسط مدينة غزة.
الإطعام عنوة
من جانبه، حذّر رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى، عبد الناصر فروانة، من إقدام سلطات الاحتلال على إطعام الأسرى المضربين عنوة، وهو ما يعرف بـ"التغذية القسرية"، وذلك بموجب القانون الإسرائيلي الذي صادق عليه "الكنيست" الإسرائيلي في 30 تموز/ يوليو 2015.
وأوضح في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه، أن تصريحات قادة ووزراء الاحتلال المتطرفة تجاه الأسرى "تؤكد النوايا والخطط الخطيرة التي يعكف الاحتلال على إعدادها لمواجهة المضربين"، مؤكدا أن "التغذية القسرية للأسرى المضربين؛ هي من الخيارات المطروحة من قبل الاحتلال".
ويرى فروانة وهو أسير محرر، أن "لجوء الاحتلال للتغذية القسرية أو حتى التهديد بها، هو أحد أشكال التعذيب والمعاملة القاسية التي تحظرها الاتفاقيات الدولية ويجرمها القانون الدولي"، موضحا أن "إطعام الأسرى بالقوة يمثل انتهاكا لحرياتهم الشخصية وحقهم في سلامة أجسادهم".
وقال: "إن إقدام الاحتلال على هذه الخطوة لا يهدف إلى الحفاظ على حياة الأسرى، وإنما من أجل كسر معنوياتهم وإرهابهم".
وبيّن أن دخول الأسرى في إضراب مفتوح عن الطعام احتجاجا على سوء معاملة سلطات الاحتلال لهم، هو "أحد أشكال الاحتجاج السلمي لمواجهة إدارة السجون الإسرائيلية وانتهاكاتها المستمرة والكبيرة بحق الأسرى، وهو حق مشروع كفلته القوانين الدولية".
وتعتقل سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية، بحسب إحصائية هيئة شؤون الأسرى، التي أكدت وجود نحو 1200 أسير مريض، بينهم 12 مصابا بمرض السرطان، و17 يعانون من أمراض في القلب.