قامت السلطات
الجزائرية بترحيل العشرات من
اللاجئين السوريين نحو الحدود الشرقية للمغرب منذ الاثنين الماضي، الأمر الذي دفع وزارة الداخلية للمملكة إلى شجب ما اعتبرته "تصرفات لاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين"، قبل أن تقوم بمنعهم من دخول الأراضي
المغربية.
وأكد بلاغ لوزارة الداخلية، الجمعة، أن "السلطات المغربية تعرب عن أسفها للوضعية المزرية لهؤلاء المهاجرين والظروف القاسية التي يمرون بها بالجانب الآخر للحدود المغربية، وشجبها للتصرفات اللاإنسانية للسلطات الجزائرية تجاه هؤلاء المهاجرين، لاسيما وأن الأمر يتعلق بنساء وأطفال في وضعية بالغة الهشاشة".
وسجلت السلطات المغربية محاصرة السلطات الجزائرية لـ55 من المواطنين السوريين بالتراب الجزائري على مستوى الحدود المغربية-الجزائرية القريبة من مدينة فجيج (شرق)، بعدما سمح لهم بالوصول إلى هذه المنطقة الحدودية عبر التراب الجزائري على شكل أفواج منذ ليلة 17 نيسان/ أبريل الجاري.
وعبرت السلطات المغربية، بحسب البلاغ، "عن استغرابها لعدم مراعاة السلطات الجزائرية أوضاع هؤلاء المهاجرين ودفعهم قسرا نحو التراب المغربي، وذلك في تصرفات منافية لقواعد حسن الجوار التي ما فتئت تدعو إليها المملكة المغربية".
وأكدت الوزارة أن "بلوغ هؤلاء المهاجرين لهذه المنطقة الحدودية رغم وعورة تضاريس المسالك المؤدية إليها عبر التراب الجزائري ورغم إكراهات الظروف المناخية الصعبة ما كان ليتم دون تلقيهم لمساعدة ودعم من قبل السلطات الجزائرية".
وأشارت إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها السلطات الجزائرية إلى محاولة
ترحيل مهاجرين صوب التراب المغربي، حيث تم تسجيل مثل هذه التصرفات في فترات سابقة".
وفي تصريح لـ"
عربي21" قال أحد الفاعلين الجمعويين بفكيك، إن أوضاع المهاجرين السوريين "جد مزرية"، كاشفا عن منع الجيش المغربي سكان المنطقة من مد يد المساعدة للاجئين "خوفا على حياتهم".
وقال إنه بمعية عدد من سكان المنطقة ساعدوا منذ البداية هؤلاء اللاجئين بمدهم بالطعام والشراب، إلا أنه منذ يوم أمس تعذر عليهم ذلك، بسبب منع الجيش المغربي من الاقتراب منهم لتواجدهم في منطقة التماس مع الجارة الجزائر، مضيفا أن المنطقة التي يتواجد فيها هؤلاء السوريون أصبحت "منطقة عسكرية".
ولفت الفاعل الجمعوي إلى وجود مجموعتين من المهاجرين، بينهم العديد من النساء (ثلاث منهم حوامل) وأطفال ومسنون، وأكد وجود ثلاث حالات حرجة لنساء يحتاجون للمساعدة الفورية.
وكشف عن قيام الجيش المغربي بإعادة اللاجئين إلى منطقة التماس مع الجزائر، وذلك بعد تسلسلهم خلال الأيام الماضية إلى ضواحي مدينة فيكيك.
وقال إن عددا من الفاعلين الجمعويين وسكان المنطقة أرادوا مساعدة هؤلاء اللاجئين إلا أن الجيش المغربي "منعهم بحجة خوفه على حياتهم، لأن الجانب الجزائري قد يطلق عليهم الرصاص الحي".
في سياق متصل، حذر فرع حزب الاتحاد الاشتراكي بفكيك، في بيان له، من قيام السلطات الجزائرية باستئناف "عملياتها اللاإنسانية متى سنحت لها الفرصة الملائمة لذلك مما سيؤدي إلى وصول أعداد أخرى نحو مدينة
فكيك".