تتصاعد أزمة الثقة داخل حزب
العدالة والتنمية، بسبب طريقة تدبير
الحكومة التي آلت رئاستها إلى سعد الدين
العثماني رئيس المجلس الوطني (برلمان) للحزب، وذلك بعد اتهامات لرئيس الحكومة بعدم التشاور مع الحزب وقيادته لإخراج حكومته.
التطور الجديد مثله بلال تليدي، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، وعضو لجنة الاستوزار بالحزب، الذي جاء في تصريحات سعد الدين العثماني، التي أعلن فيها أن "لجنة الاستوزار" كانت على علم بالمشاورات.
ابن كيران آخر من يعلم
وكشف بلال تليدي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، أن أمين عام حزب العدالة والتنمية لم يعلم بتفاصيل تشكيل الحكومة ومكونات أغلبيتها، رافضا الزج بـ"لجنة الاستوزار" (لجنة تقنية منتخبة تضم 61 عضوا لحسم وزراء الحزب) في نقاش لا علاقة لها به.
وأضاف بلال تليدي في تصريح لـ"
عربي21": "الدكتور سعد الدين العثماني لم يخبر أعضاء اللجنة بأي تفاصيل، وفي بداية اللقاء ترك الكلمة للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وفضل عدم الكلام بحجة عدم ترتيب كلمته وأفكاره".
وتابع تليدي أن "العثماني لم يعلق بأي كلمة حين قال الأمين العام بأن تركيبة التحالف ستظهر في يومين أو ثلاثة".
ويرى مراقبون أن الجديد الذي حمله تصريح تليدي، يكمن في أن لجنة الاستوزار كانت صباح السبت 25 آذار/مارس، فيما كان ميلاد الأغلبية الحكومية في مساء ذلك اليوم، ورغم أن رئيس الحزب لم يعلم بموعد تشكيل الأغلبية لأن رئيس الحكومة لم يخبره.
وأوضح تليدي أن العثماني أقحم لجنة الاستوزار في الموضوع، فذكر في كلمته الحجاجية أن لجنة الاستوزار كانت على علم بتفاصيل التحالف السداسي، وأنها وضعت في الصورة ولم تبد أي موقف معارض، وحاول أن يجعل من ذلك حجة على تزكيتها للمسار التفاوضي الذي باشره.
وتابع: "الحقيقة، للتاريخ، وليس لأي غرض آخر، أن كلام رئيس الحكومة الدكتور سعد الدين العثماني لم يكن دقيقا، بل جانب الصواب بالمرة".
وزاد: "فبصفتي عضوا في هذه اللجنة، أؤكد أن اللجنة باشرت عملها وسط تساؤلات كثيرة أبداها عدد من الإخوة الذين لا أحب ذكر أسمائهم، ممن اعترضوا بأدب على طريقة تطبيق المسطرة وانتخاب لائحة المرشحين للاستوزار الثلاثين من غير وضوح الرؤية".
وأفاد: "وللتاريخ دائما وحتى يكون الأمر واضحا لدى الجميع، وحتى أبرئ ذمتي وأقدم هذه الشهادة، أن الدكتور سعد الدين العثماني اختار زمنه بدقة لكي يخبر اللجنة بأن الاتحاد الاشتراكي سيدخل الحكومة، إذ أكد بأنه لا يمكن تشكيل الحكومة من غير اتحاد اشتراكي في آخر اللقاء دون إعطاء أي تفاصيل تذكر".
لجنة الاستوزار
وقال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إن لجنة الاستوزار كانت على علم بتفاصيل تشكيل الحكومة وبدخول الاتحاد الاشتراكي، وأن أعضاءها لم يعترضوا وباشروا عملية الترشيح للاستوزار وفق ما تنص عليه المسطرة.
سعد الدين العثماني الذي كان يتحدث في لقاء الفريق البرلماني لحزبه الجمعة، قال إن مشاركة حزب العدالة والتنمية في الحكومة كما في العملية السياسية برمتها لا تنطلق لا من طمع ولا من خوف من المشاركة في الحكومة أو التموقع السياسي.
وذكر العثماني أن "الموقع الذي ناله حزب العدالة والتنمية بالحكومة هو انتصار للعدالة والتنمية في ظل السياق السياسي الموجود"، وتابع: "كونه حافظ على رئاسة الحكومة والقطاعات التي كانت لديه، والقيادات التي نجحت في الاستحقاقات الأخيرة لم يكن سهلا، ووجودها هو انتصار للعدالة والتنمية".
وشدد رئيس الحكومة على أن حفاظ الحزب على موقعه بالحكومة هو التجسيد الفعلي للإرادة الشعبية، منبها إلى أنه وكرئيس للحكومة لن يسمح أو يفرط في القرار الذي يمكله، سياسيا ودستوريا.
ويعتبر مراقبون أن الخرجات الإعلامية لبعض قيادة الحزب، تكشف درجة التوتر غير المسبوق في حزب العدالة والتنمية، الذي تحول إلى رقم صعب في المعادلة السياسية
المغربية.
ويرى مراقبون للعدالة والتنمية أن الخرجات الإعلامية تعني أزمة ثقة تتنامى بشكل كبير داخل التنظيم، فيما تتجاهل القيادة الجواب المؤسساتي وتختار التراشق الإعلامي عبر الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي.