نشرت صحيفة لبنانية مقربة من حزب الله تقريرا موسعا هاجمت فيه وزير الخارجية
جبران باسيل الذي يرأس في ذات الوقت التيار الوطني الحر، أحد أهم مكونات ما يعرف بتحالف الثامن من آذار بزعامة حزب الله الحليف لإيران والنظام السوري.
واستند تقرير صحيفة الأخبار في هجومه على الوزير باسيل الذي ينتمي للطائفة المارونية المسيحية لما سمته معدّته مهى زراقط "الاستعارات الدينية" التي استخدمها الوزير وصهر الرئيس الحالي ميشال عون في كثير من المناسبات الشهر الجاري، عبر مؤتمرات صحفية أو مقالات في الصحف ومنشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.
ويشير التقرير الذي حمل عنوان "استعارات باسيل الدينية تدقّ الخطر" إلى أن القصة بدأت عندما شبه حليف حزب الله رافضي القانون بـ"يهوذا المتهم بخيانة المسيح عليه السلام" بالقول: "أسبوع الآلام لازم يكون أسبوع قانون الانتخاب، واللي بيعتقد إنو (القانون) مات، (فهذا) متل صلب المسيح، بدنا ننصلب كلنا سوا ليقوم قانون الانتخاب، ما في عنا طريق تاني".
"صلب المسيح"
وتضيف الصحيفة أن استعارة باسيل لمفاهيم ومصطلحات دينية مسيحية لم تتوقف هنا، بل عاد في الثامن من الشهر الجاري وفي مقال له بصحيفة النهار إلى استخدام دلالات مسيحية خاصة في بلد يعرف بتنوعه الطائفي، حيث قال: "إن ساعة قانون الحريّة قد دقّت، وسنكون على موعد قيامته في زمن القيامة، فالصلب سبيل إلزامي إليها، سنحمله ونحمل أوجاعه من أجلها. والصلب فيه شوك التجريح، وخلّ التشويه، ولوحة التقسيم، ومسمار الاستيلاء، وحربة الشهادة".
أقرأ أيضا: الرئيس اللبناني يجهض مساع لتمديد عمر البرلمان الحالي
ويضيف في ذات المقال: "ليكن الموت، سياسيا كان أم ماديا، من أجل حريّتنا وهي أغلى قيمنا، ومن أجل حرية أولادنا وهم أغلى ما عندنا، ليكن الصلب في أسبوع الآلام، آلام المسيح والوطن، ما دامت القيامة آتية... قيامة قانون الحرية".
ورغم
الانتقادات التي وجهت له في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، لم يتوقف باسيل حسب الصحيفة عن أسلوبه، حيث استغل قرار الرئيس ميشال عون بمنع تمديد فترة مجلس النواب ليغرد على "تويتر" مشيدا بالقرار: "الويل لذلك الإنسان الذي يسلمه.. كم من يهوذا كان سيسلم اللبنانيين إلى التمديد في ذكرى يومهم المشؤوم في 13 نيسان لولا تأجيل الرئيس للجلسة".
ليعود في الخامس عشر من الشهر ذاته لاستخدام نصوص منسوبة للسيد المسيح في الإنجيل للحديث عن قانون الانتخاب بالقول:"آلوهي! آلوهي! لما شبقتني؟، فكري الجمعة كان عند أقباط مصر لكن الأحد جايي... وقانون الانتخاب كمان".
وترى الصحيفة أنه من الصعب تجاوز هذا الأسلوب في "وقت يشكو فيه المسيحيون أكثر من غيرهم من موجات القتل والتهجير التي تطالهم في دول المنطقة بسبب طغيان الفكر التكفيري الإسلامي، تماما كما يشكو فيه المسلمون "المكفَّرون" من أحكام الردّة ومن فتاوى الذبح والسبي"، حسب تعبيرها.
ويخلص التقرير إلى أن باسيل يتبع خطابا تكفيريا ضد خصومه، بالتساؤل: "ماذا يعني أن يخرج رئيس تيار سياسي، على صلة مباشرة برئيس الجمهورية، يقود معركة التفاوض على قانون انتخابي يرسم الخريطة السياسية المقبلة للبنان، ليحكي باسم الدين، ويحكم بالخيانة (التكفير؟) على معارضيه".
وتختم معدة التقرير حديثها بتوجيه انتقادات إلى النظام السائد في لبنان عموما بالتساؤل: "إذا كانت دولة الطوائف تستولي على أمورنا، باسم الله، من خلال قوانين الأحوال الشخصية، فمن الذي يقحم الله الآن في قانون الانتخابات؟ ولأي هدف؟".
وتلمح إلى النوايا الحقيقية للوزير بسؤال: "إنه يلجأ إلى الدين ليمنع النقاش حول القانون، وتصبح أي ملاحظة عليه هجوما على المسيح نفسه؟ أم إنه احتكار للهوية المسيحية لتقتصر على المنتمين إلى واحد من الحزبين المسيحيين الأقوى على الساحة السياسية اليوم؟".