بدأت، منذ قليل، مرحلة الصمت الانتخابي، استعدادا لبدء عملية التصويت في
الاستفتاء التركي على
التعديلات الدستورية، صباح الغد، في 81 محافظة بالجمهورية التركية.
ويصوت نحو 55 مليون ناخب، على 18 مادة، ستحول
نظام الحكم في
تركيا من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي، -في حال التصويت بالموافقة عليها-.
وشهد الشارع التركي، خلال الأربع والعشرين ساعة التي سبقت حالة الصمت الانتخابي، تكثيفا لعملية الدعاية الانتخابية، ومنافسة قوية بين فريقي التصويت بـ"نعم" والتصويت بـ"لا".
وخلال جولة لـ
"عربي21" لمتابعة انتهاء مرحلة الدعاية الانتخابية، التي تنوع شكلها وحجمها من منطقة لأخرى، تفاوتت آراء الناخبين لنتائج التصويت العامة، ويرى أنصار كل فريق أن النتيجة النهائية للاستفتاء ستكون لصالح فريقه.
أنصار "لا"
وعلى صعيد رافضي التعديلات الدستورية، توقع القيادي بحزب الشعب الجمهوري (CHP)، بمنطقة شيرين إيفلر بإسطنبول، يالسين أوزوك، أن تصل نسبة التصويت بـ "لا" 52% في عموم القطر التركي.
وأضاف أن نسبة التصويت في بعض مناطق تمركز الحزب ستصل نسبة "لا" إلى نحو 70% لاسيما مدينة إزمير وما حولها ، أما اسطنبول فمن المتوقع أن تحصل "لا" على 55%.
وقال المشرف على خيمة الدعاية الرئيسية في منطقة بهجلي ايفلر بإسطنبول، لحزب الشعوب الديمقراطي (HDP)، حمزة يالمظ، لـ"
عربي21" إن الأكراد سيرجحون كفة التصويت بـ"لا" في محافظات شرق تركيا، حيث الكتلة التصويتية الرئيسية للحزب، مؤكدا أن نتيجة التصويت العامة، بحسب استطلاعات الحزب، من المتوقع أن تتجاوز 56% بـ"لا".
ومن أمام خيمة الدعاية لفريق "لا"، قال القيادي بحزب الشعوب الديمقراطي، آدم برهان، إن غالبية فريق "لا"، فقراء وضعفاء، ولا تمتلك حملتهم الانتخابية الكثير من الأموال، في مواجهة الحملة القوية للتصويت بـ"نعم" والتي يقودها حزب العدالة والتنمية (الحزب الحاكم)، لافتا إلى أنهم يتعرضون إلى بعض المضايقات من الشرطة التي تزيل دعايتهم وتمنعهم من التواجد في بعض الأماكن المزدحمة -على حد قوله-.
وقالت موظفة بالمطار تدعى زارا كارام: "سأصوت بـ"لا" لأنني لا أحب أن يستمر أردوغان في الحكم".
وأكد الطالب بجامعة اسطنبول، علي تامور، أنه سيصوت بـ"لا" لأنه لا يريد أن يصبح أردوغان سلطانا بدلا من رئيس.
وقالت مصممة الأزياء، شيدا أزوجان، أنها ستصوت بـ"لا"، لأنها فقط لا تحب أردوغان رغم أنها ترى أن الموافقة يمكن أن تفوز بـ 51% وتحصل "لا" على 49%.
وداخل محل إطار سيارات، بمنطقة يني بوسنة، قال صاحب المحل، الشاب الثلاثيني، كاظم سويضال، إنه سيصوت بـ"نعم" حرصا على استقرار الأوضاع واستمرار حكومة حزب العدالة والتنمية الحالية بمشاريعها الضخمة وبوجهها الإسلامي الذي يربطهم بأمجادهم العثمانية، مؤكدا أن جميع أفراد عائلته السبعة سيصوتون بـ"نعم" عدا أخ واحد ينتمي لحزب الحركة القومية، سيصوت بـ "لا".
أنصار "نعم"
أما على صعيد مؤيدي التعديلات الدستورية، فأكد القيادي بحزب العدالة والتنمية في منطقة باجلر بإسطنبول، كامل يني، أنه من المتوقع أن يتم الموافقة على الاستفتاء بـ"نعم" بنسبة تتراوح ما بين 52 إلى 62% على مستوى تركيا، لاسيما وأن آخر الاستطلاعات التي نُشرت أشارت إلى حصول الموافقة على التعديلات الدستورية نسبة 61.4%، مشيرا إلى أن نسبة "نعم" في مدينة اسطنبول ستصل إلى 55% من الأصوات.
ومن منطقة بايلك دوزو، أكد آدم سليمان الموظف الحكومي المتقاعد والبالغ 62 عاما بأنه سيصوت بـ"نعم" لأنه يريد أن يستمر أردوغان وتستمر الاستفادة من المنظومة الصحية الحالية ويتمتع بالمزايا التي حصل عليها في عهده، مؤكدا أن أسرته ستصوت كلها بـ"نعم".
وأكد علي أطيان، البالغ من العمر 75 عاما أن جميع أفراد عائلته ستصوت بـ"نعم" لأنهم يجدون اهتماما كبيرا من الدولة بتوفير الرعاية الصحية وتحسين أحوالهم المعيشية.
وقال خالد ارزم، من ولاية ريزا إنه وأولاده سيصوتون بـ"نعم" لأنهم يرون أن تركيا تتجه نحو العودة لأصولها المسلمة تحت راية حزب العدالة والتنمية، بعد أن شاهدوا حرية الحركة للمحجبات في الشارع دون مضايقات، وحرية الشعائر الدينية.
وقال، تشاتن صولاق إوغلو، من ولاية ريزا إنه وكل عائلته وأصدقائه، سيصوتون بـ"نعم" من أجل استمرار مشاريع طيب أردوغان الكبيرة، ووقوفه شامخا في مواجهة مؤامرات الاتحاد الأوربي.