تعرض سلاح الجو التابع للنظام السوري منذ بدء الثورة إلى ضربات متلاحقة ونكسات على الرغم من مواصلة ما تبقى من طائراته تنفيذ غارات ضد المدنيين وقوات المعارضة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وفي ظل الضربة الأمريكية التي وقعت في وقت مبكر اليوم الجمعة ضد
قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية وإخراجها من الخدمة يعاني سلاح الجو السوري من تهالك مكوناته وتقادم طائراته والتي يعود تصنيع أغلبها إلى سنوات السبعينات بالإضافة إلى فقدانه عشرات الطائرات خلال سنوات الثورة الست وانشقاق العديد من الطيارين علاوة على سوء صيانة الطائرات وكثرة طلعاتها الجوية ما أدى تراجع أعداد الطائرات الصالحة للتحليق.
وأشار معهد واشنطن في تقرير له عن القدرات الدفاعية الجوية السورية إلى أن النظام سخّر الكم الأكبر من القوة الجوية لتنفيذ عمليات قصف بدائية ومميتة في الدرجة الأولى وفي الدرجة الثانية على دعم وإسناد قواته على الأرض لمواجهة الثورة.
اقرأ أيضا: واشنطن توجّه ضربات عسكرية ضد النظام السوري (فيديو)
ويلفت المعهد في تقرير سابق اطلعت عليه "
عربي21" أعده المقدم "إيدي بوكس"، وهو ضابط في سلاح الجو الأمريكي، إلى أن النظام السوري ورغم امتلاكه 600 طائرة مقاتلة فإن القادرة على العمل بشكل فعال لا تزيد عن 200 طائرة لتنفيذ أعمال قتالية تتوزع ما بين 150 طائرة مقاتلة مجنحة و50 مروحية.
وأشار المقدم بوكس إلى أن طائرات النظام السوري العاملة تختلف بدرجة الفاعلية لافتا إلى أنه ونظرا لتردي عمليات الصيانة فإن الأسد ليس قادرا على تشغيل سوى 50 بالمائة من الـ 200 طائرة.
وأوضح أن الطائرات من طراز ميغ 25 و29 وسوخوي 24 وكلها روسية الصنع على الرغم من استعداد النظام لاستخدامها في المعارك إلا أنها غير قادرة فنيا على التدخل بسبب تصميمها كطائرات لمعارك جو- جو وليس ضد أهداف أرضية.
ووفقا لإحصائيات نشرتها مواقع الثورة السورية، فإن النظام السوري خسر من طائراته العسكرية في عام 2012 فقط 147 طائرة ما بين مجنحة ومروحية.
اقرأ أيضا: تعرف على المطار الذي استهدفته الصواريخ الأمريكية (خريطة)
وأشارت الإحصائيات إلى أن المعارضة في تلك الفترة استخدمت الرشاشات الثقيلة وبضع صواريخ مضادة للطائرات غنمتها من النظام في إسقاط 106 طائرات وتدمير 38 طائرة خارج الخدمة كانت تستخدم كاحتياطي لقطع الغيار لأي خلل يصيب الطائرات العامة خلال الهجمات على المطارات مثل مطار منغ وتفتناز وأبو الظهور.
وعلى الرغم من امتلاك النظام السوري لنحو 40 طائرة تدريب إلا أن هذه الطائرات ليست مخصصة للمناورة والأعمال القتالية وتطير بسرعات منخفضة ما يجعل من السهل إسقاطها بواسطة مضادات أرضية، وبعد امتلاك المعارضة رشاشات ثقيلة توقف النظام السوري عن استخدام طائرات التدريب لأغراض قتالية.
الخبير العسكري السوري العميد الركن أحمد الرحال قال إن الضربة الأمريكية الأخيرة للنظام السوري ساهمت في تراجع القدرات الضعيفة بالأصل لسلاح جو النظام.
وقال الرحال لـ"
عربي21" إن الضربة وعلى الرغم من محدوديتها إلا أنها أفقدت النظام 14 طائرة من أصل قرابة 60-70 طائرة هي كل ما تبقى من سلاح الجو الذي كان يمتلك 450 طائرة.
ولفت إلى أن الطائرات المتبقية حاليا تعود إلى حقبة السبعينات والثمانينات وانتهى عمرها فعليا ولم تعد قادرة سوى على قتل العزل بطريقة بدائية.
وأشار الرحال إلى أن النظام كان يمتلك 80 قاعدة ومطارا عسكريا لكنه خلال سنوات الثورة خسر الكثير منها بالإضافة لتعرض البقية لأضرار كبيرة ونقص في العديد من المستلزمات.
وأضاف: "لولا تهالك سلاح الجو السوري ووصوله إلى مرحلة الخطر لما تدخلت روسيا"، لافتا إلى أن "الطيران السوري في حالة يرثى لها والضربة الأمريكية جاءت لـ"تزيد الطين بلة" على النظام".
ولفت الرحال إلى أن الضربة الأمريكية كشفت تهالك أنظمة الدفاع الجوي السوري والتي لم تتمكن من رصد أو التعامل مع أي صاروخ من تلك التي عبرت المتوسط باتجاه الشعيرات.
وأشار إلى أن الصواريخ الأمريكية حلقت فوق الساحل السوري وفوق القواعد العسكرية الروسية ولم يعترضها أحد، مشددا على أن النظام غير قادر على التصدي من الناحية العسكرية وحتى لو امتلك القدرة فهو سياسيا أضعف من الرد.
وحول توقعاته بإمكانية شن النظام السوري لهجمات أخرى على غرار خان شيخون قال الرحال إن الضربة الأخيرة ستجعل نظام الأسد يفكر مئة مرة قبل تكرار ما حصل بعد الضربة الموجعة في الشعيرات.
يشار إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر أوامره بتوجيه ضربة صاروخية للنظام السوري ردا على مجزرة خان شيخون والتي استخدم فيها السلاح الكيماوي ضد المدنيين في ريف إدلب وراح ضحيتها نحو أكثر من 100 شخص بينهم أطفال ونساء.
وأطلقت بوارج أمريكية في البحر الأبيض المتوسط 54 صاروخا من طراز
توماهوك تجاه قاعدة الشعيرات العسكرية الجوية جنوب شرق حمص ما أدى لإخراجها من الخدمة وتدمير حظائر الطائرة و14 مقاتلة داخل القاعدة.