انتهت جلسة
مجلس الأمن الدولي الطارئة، الجمعة، لبحث الضربة الأمريكية في
سوريا، وشهدت مشادات حادة بين مندوبي الدول، واتهامات متبادلة لا سيما بين روسيا وبوليفيا والنظام السوري من جهة، وأمريكا وبريطانيا وفرنسا من جهة أخرى.
وجاءت الجلسة بعد هجوم كيميائي لقوات رئيس النظام السوري بشار الأسد، أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصا.
وانعقد الاجتماع بطلب من بوليفيا التي اعتبرت أن إطلاق الأمريكيين حوالي 60 صاروخا على قاعدة جوية في سوريا يشكل "انتهاكا للقوانين الدولية"، في حين أيدت المملكة المتحدة الضربة الأمريكية.
وطلبت روسيا، الحليف الرئيس للنظام السوري، عقد الاجتماع، بعد أن نددت بالضربة الأمريكية التي اعتبرتها "عدوانا على دولة ذات سيادة"، وفق تعبيرها.
اقرأ أيضا: روسيا تعلق اتفاقا عسكريا مع أمريكا وتطالب باجتماع أممي طارئ
من جهتها، رفضت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة طلب بوليفيا عقد الجلسة بشكل سري لمجلس الأمن لمناقشة الوضع في سوريا.
وهاجم مندوب بوليفيا العملية الأمريكية في سوريا، وفق ما تابعته "
عربي21"، وقال إنها "تهدد مباحثات السلام في جنيف وأستانة".
وقال إن "استخدام القوة لا يكون مشروعا إلا في حال الدفاع عن النفس"، مضيفا أن عدم إجراء تحقيق في مجزرة خان شيخون انتهاك للقانون الدولي.
وأضاف سفير ممثل بوليفيا أن الضربة الأمريكية لسوريا تعد عملا أحادي الجانب، وخرقا للقانون الدولي.
في حين، هاجم سفير المملكة البريطانية المتحدث السابق ممثل بوليفيا، وعبر عن أسفه أن الأخير انتقد الضربة الأمريكية ولم يهاجم "النظام المجرم" في سوريا، وفق تعبيره.
وقال ممثل
بريطانيا إن بلاده تدعم ما قامت به أمريكا ضد الدكتاتور الذي استخدم الغاز السام ضد شعبه، مناشدا روسيا بأن تتخلى عن سياستها "الفاشلة"، وأن تنضم للمجتمع الدولي "لإحقاق الحق".
وتساءل ممثل بريطانيا: "لماذا نحمي ديكتاتورا في سوريا انتهك كل المواثيق الدولية؟"، مضيفا: "لو لم تستخدم روسيا حق الفيتو سبع مرات لما كرر الأسد جرائمه".
واعتبر أن "الأسد يتحدى المجتمع الدولي ويسخر من روسيا حليفته"، منتقد أن روسيا أكدت بي السابق أن الأسد سيكشف عن السلاح الكيماوي الذي بحوزته.
وشدد في نهاية كلمته على دعم بلاده الضربة الأمريكية ضد نظام الأسد، معتبرا أن ما حدث يشكل إنذارا لدمشق.
هجوم روسي حاد على الضربة الأمريكية
بدوره، هاجم المندوب الروسي في كلمته الضربة الأمريكية في سوريا، واعتبرها "عدوانا صارخا"، معتبرا أن "العدوان الأمريكي في سوريا لا يقوم إلا بتعزيز الإرهاب"، وفق قوله.
وزاد بالقول إن "الولايات المتحدة انتهكت القانون الدولي بمهاجمة سوريا"، مضيفا أن "تبعات ذلك بالغة الخطورة".
وقال وفق ما تابعته "
عربي21" إن "النداءات بحل سياسي في سوريا منافقة بعد ما حصل من ضربة أمريكية في سوريا"، متسائلا: "ماذا هذا الهاجس تريدون التخلص من النظام في سوريا؟".
وهاجم مندوب روسيا نظيره البريطاني، ووصف المملكة المتحدة بـ"الاستعمارية"، وقال إن موسكو لا تريد صراعا مع الدول العربية، في حين تحاول دول من بينها بريطانيا أن تعمل على خلاف بيننا وبين الدول العربية.
وعبر عن رفضه لاستنكار المجتمع الدولي استخدام روسيا "حقها" في الفيتو، وطالب أمريكا بـ"الكف عن أعمالها العدونية والعمل مع الجميع لمحاربة الإرهاب".
وقال ممثل روسيا: "يا للسخرية أنتم تقتلون المدنيين في الموصل العراقية وما تنقلوه في سوريا أكاذيب".
مستودع للمعارضة
وزعم المندوب الروسي أن"هجوم خان شيخون استهدف مستودعا للمعارضة المسلحة فيه أسلحة كيماوية".
وقال إن "الجهة التي شنت الهجوم على خان شيخون غير مهتمة بإجراء تحقيق بشأنه".
وأضاف أن "مشروع القرار الأمريكي البريطاني الفرنسي مغلوط ومخالف للحقيقة، لذلك رفضناه"، مضيفا: "على الدول الغربية وقف الحجج الواهية ضد روسيا".
أمريكا: جرائم الأسد لن تمر دون عقاب
من جانبها، هاجمت مندوبة والولايات المتحدة الأمريكية نظام الأسد، مؤكدة أنه "انتهك القانون الدولي، وقام بأعمال إجرامية تصدم الضمير الإنساني".
وأضافت أن الأسد اعتقد أن بإمكانه الإفلات من جرائمه، لأنه يعلم بأن روسيا تدعمه وهي تقف بظهره وتسانده، لا سيما بعد استخدامها للفيتو سبع مرات حتى الآن.
وقالت: "لن نقف مكتوفي الأيدي بعد الآن، لا سيما حين يستخدم الأسد الأسلحة الكيميائية، ولدينا أدلة تثبت أنه استخدمها في خان سيخون مؤخرا".
وأكدت أنه "حان الوقت لأن نقول كفى، وحان الوقت للعمل، ويجب أن لا نسمح بأن يستخدم الأسد الكيماوي مجددا"، مشددا على أن "جرائم الأسد لن تمر دون عقاب".
وقالت ممثلة أمريكا إن "الأيام التي نسمح فيها للنظام السوري بأن يقتل شعبه باستخدام الأسلحة الكيماوية قد ولت، وهذه رسالتنا له".
وانتقدت ممثلة الولايات المتحدة روسيا ودورها في التعهد بأن لا يملك النظام السوري أسلحة كيماوية، وقالت إن ما حصل في خان شيخون يدل على واحد من أمرين، إما أن سوريا تتلاعب بروسيا من خلال احتفاظها بأسحلة كيميائية حتى اليوم، أو أن روسيا غير كفوءة بأن توفي بتعهدها بتسليم النظام كل ما يملك من أسلحة كيماوية".
وأشارت مندوبة أمريكيا في مجلس الأمن إلى أن "دعم الأسد لن يؤدي إلا إلى مزيد من القتل".
وحملت روسيا مسؤولية ما يحصل في خان شيخون لدعمها "المجرم الأسد"، مضيفة أن موسكو "قامت بالتغطية على جرائم الأسد في سوريا".
النظام السوري: الضربة الأمريكية عدوان
في المقابل، تساءل ممثل النظام السوري في مجلس الأمن في بداية كلمته: "ما هو توصيف الهجوم الأمريكي وفقا لميثاق الأمم المتحدة؟"، واصفا الضربة الأمريكية بأنها "عدوان همجي سافرن استهدف إحدى قواعدنا الجوية".
وشدد على أن "ما حصل عدوان هاشم يمثل اختراقا لميثاق الأمم المتحدة"، مضيفا: "مصممون على مواصلة عملنا رغم الضربة الأمريكية".
وزعم مندوب النظام السوري أن من استخدم الأسلحة الكيماوي في خان شيخون وقام بتخزينها هناك هي المعارضة المسلحة، نافيا مسؤولية نظام الأسد عن الهجوم الكيماوي.
وادعى أن النظام السوري "لا يملك أسلحة كيماوية ولم يستخدمها مطلقا".
"أمريكا تحمي جيهة النصرة"
وزعم مندوب النظام السوري في كلمته أن ما أسماه "عدوان اليوم" هدف إلى "إنقاذ جبهة النصرة من قواتنا النظامية بعد تقدمها".
وقال إن "أمريكا تقود تحالفا مزعوما ضد داعش، لكنها تعمل على إضعاف جيش سوريا وقتل المدنيين"، مهاجما دور السعودية وتركيا في سوريا ومتهما أنهما تعملان على دعم الإرهاب وتمويله.