شهدت مدينة سرباز في إقليم
بلوشستان السني في
إيران؛ احتجاجات واسعة ردا على اعتقال أجهزة الاستخبارات الإيرانية الشيخ فضل الرحمن كوهي أحد أبرز الدعاة السنة، على خلفية موقفه من المشاركة الإيرانية في الحرب الدائرة في
سوريا.
وأصدر كوهي فتوى يحرم فيها الذهاب إلى سوريا والمشاركة بالحرب، منتقدا بشدة المغريات المادية التي تقدمها السلطات الإيرانية للمشايخ والدعاة والمقاتلين من أجل الذهاب لدعم نظام الأسد.
وحرّم الداعية السني الذي يعمل إمام جمعة قرية بشامغ في مدينة سرباز في إقليم بلوشستان؛ الصلاة على القتلى الإيرانيين الذين يقتلون دفاعا عن بشار الأسد وقال في احدى خطبه: "من يذهب إلى سوريا لدعم النظام السوري الظالم، ويقتل هناك دفاعا عن الأسد؛ تحرم الصلاة عليه، ويجب ألا يدفن بمقابر المسلمين"، واصفا من يذهب لدعم بشار الأسد بأنه "ظالم".
ودافع كوهي عن الثورة السورية ضد الأسد قائلا: "الشعب السوري المسلم يريد أن يتخلص من النظام المستبد، وأن يتمكن من الحصول على حقوقه وحريته داخل بلده، ولكن هناك من يأتي من خارج الحدود السورية ليدافع عن النظام"، في إشارة إلى مشاركة إيران العسكرية بسوريا.
وردا على حادثة الاعتقال؛ شهدت مدينة سرباز احتجاجات واسعة، وحمل دعاة ومشايخ البلوش في رسالة وجهت إلى حاكم الإقليم السلطات الإيرانية المسؤولية عن سلامة الشيخ فضل الرحمن، مطالبين بإطلاق سراحه بأسرع وقت.
ووجه مدعي عام مدينة زاهدان في بلوشستان للشيخ فضل الرحمن كوهي تهمة دعوة وتجنيد الشباب البلوش للانضمام إلى الجماعات "الإرهابية"، زاعما أن تصريحاته "المتطرفة"، باتت تهدد الأمن القومي الإيراني بسبب هجومه على سياسات إيران الداخلية والخارجية.
ويرفض مشايخ السنة البلوش التهم التي وجهت للشيخ كوهي، مطالبين السلطات الإيرانية بإطلاق سراحه حتى لا تتوسع دائرة الاحتجاجات المنددة باعتقاله في الإقليم السني.
يذكر أن الشيخ فضل الرحمن كوهي يترأس مدرسة أنوار الحرمين في بشامغ "سرباز" في إقليم بلوشستان السني بإيران وحذر كوهي عدة مرات الشعب البلوشي من الانخراط في صفوف قوات
الحرس الثوري الإيراني، والتوجه إلى سوريا لدعم بشار الأسد مقابل قطع أراضي سكنية أو رواتب شهرية.
ويقدم الحرس الثوري الإيراني في إقليم بلوشستان الذي يعاني من الفقر والتهميش، امتيازات خاصة لمشايخ السنة الراغبين بالذهاب إلى سوريا ودعم الأسد، لكن النخب السنية الإيرانية اعتبرتها خطة لزج أهل السنة في مشروع إيراني طائفي عابر للحدود، يحاول النظام الإيراني من خلاله، رفع التهم الطائفية التي باتت تلاحقه بسبب سياسته التوسعية في سوريا والعراق واليمن.