قالت منظمات طبية عالمية إن الأعراض التي ظهرت على
ضحايا الهجوم الكيميائي الأخير في سوريا، تشير إلى تعرضهم لغاز الأعصاب الذي يؤدي إلى ضيق حاد في التنفس قد يفضي إلى الموت.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية في بيان أصدرته من جنيف الأربعاء، أن ضحايا هجوم
خان شيخون في إدلب السورية، ظهرت عليهم أعراض تماثل التعرض لمواد كيماوية فسفورية عضوية، وهي فئة من المواد الكيماوية التي تتضمن
غاز الأعصاب.
غاز السارين
وأضافت المنظمة في بيانها أنه من المرجح أن نوعا من المركبات الكيماوية استخدم في الهجوم، لأن الضحايا لم يصابوا بجروح خارجية ظاهرة، ولاقوا حتفهم جراء تلاحق سريع لأعراض مماثلة لغاز
السارين، تشمل ضيقا حادا في التنفس.
وأشارت إلى أن خبراءها في تركيا يقدمون الإرشاد للعاملين في القطاع الصحي في إدلب بشأن تشخيص وعلاج المرضى، كما أرسلت أدوية مثل أتروبين، وهو ترياق لحالات التعرض لمركبات كيماوية، بالإضافة لمنشطات لعلاج الأعراض.
اقرأ أيضا: الغرب يستبق لقاء مجلس الأمن باتهام الأسد بقصف خان شيخون
من جهتها قالت الولايات المتحدة إن الوفيات في الهجوم على محافظة إدلب سببها التعرض لغاز السارين، وهو غاز أعصاب بعد أن أسقطته طائرات سورية، والأمر ذاته أكدته منظمة أطباء بلا حدود التي أشارت إلى أن الأعراض التي ظهرت على الضحايا تشير إلى تعرضهم لغاز أعصاب مثل السارين.
وغاز السارين مركب يحتوي على الفسفور العضوي وهو غاز أعصاب، في حين أن غاز الخردل وغاز الكلور اللذين يعتقد أن النظام استخدمهما أيضا في السابق ليسا كذلك.
في سياق متصل رفض مدير منظمة "الأطباء تحت النار"، هاميش جوردون، المزاعم الروسية التي قالت إن الهجوم الكيميائي على مدينة "خان شيخون" في محافظة إدلب السورية، استهدفت مستودعا يحتوي على مواد سامة تابعة للمسلحين الذين يقاتلون في العراق.
يبطل مفعوله
وأكد جوردن خبير في الأسلحة الكيميائية، في تصريحات لـ"بي بي سي"، أن هذه الادعاءات غير صحيحة حيث إن غاز السارين، الذي تم استخدامه في الهجوم، سيدمر وسيبطل مفعوله إذا تم تفجيره في المستودع.
اقرأ أيضا: التايمز: لهذه الأسباب قصف الأسد خان شيخون بالكيماوي
من جانبها أكدت الجمعية الطبية السورية الأمريكية أن أعراض المصابين في الهجوم تتوافق مع الآثار التي تسببها مركبات الفوسفور العضوية مثل السارين الذي تم حظره تحت اتفاقية الأسلحة الكيميائية.
وقد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان عن ارتفاع أعداد ضحايا الهجوم الكيميائي إلى 72 قتيلا، ومن بينهم 20 طفلا.
وتواجه المستشفيات في إدلب صعوبة في التعامل مع أعراض الهجمات الكيميائية بسبب القصف المتكرر للمرافق الطبية من قبل القوات الموالية للحكومة ونقص المعدات الطبية.
اقرأ أيضا: بطاقة تعريفية للأسلحة الكيماوية ومستخدميها بسوريا
وكانت لجنة تحقيق في أوضاع حقوق الإنسان تابعة للأمم المتحدة في سوريا قالت في وقت سابق، إن القوات الحكومية السورية استخدمت غاز الكلور القاتل في عدة مناسبات، لكن قوات النظام نفت هذه الاتهامات.
وقتل مئات المدنيين في هجوم بغاز السارين في الغوطة الشرقية لمدينة دمشق في آب/أغسطس عام 2016.