أثار رفع محافظ
كركوك العراقية نجم الدين عمر كريم، علم إقليم
كردستان العراق فوق مبان حكومية بالمدينة، ردود فعل واسعة محلية وإقليمية، وحتى أممية، فيما أيدت الكتل الكردستانية في مجلس المحافظة الخطوة وصوتت على قرار يدعمها.
وعلى الرغم من أن محافظة كركوك الغنية بالنفط تقع إداريا خارج إقليم كردستان العراق، إلا أن الاتحاد الوطني الكردستاني يسيطر على معظم أراضيها منذ هجوم تنظيم الدولة على المحافظة عام 2014، ويسعى الأكراد إلى الاحتفاظ بها.
ومع اتساع ردود الفعل حيال قرار سلطات المحافظة، فإن التساولات الملحة تكمن في ماذا يعني القرار، وأبعاده على علاقة إقليم كردستان الذي بدا مؤيدا للخطوة، مع الحكومة المركزية في بغداد، إضافة إلى
تركيا وإيران.
اقرأ أيضا: أكراد كركوك يرفعون علم كردستان على المباني الرسمية
ماذا يعني رفع العلم؟
من جهته قال المحلل السياسي الكردي ريبوار عبد الله في حديث لـ"
عربي21" إن "القرار الذي اتخذ من مجلس محافظة كركوك يعتبر إحدى تداعيات عدم تنفيذ المادة 140 من الدستور، ويعتبر أيضا إحدى التداعيات لما يسمى عراق ما بعد مرحلة تنظيم الدولة".
وأوضح أن "كركوك أصبحت فيها حالة من الأمر الواقع الذي فرضته قوات البيشمركة في هذه المناطق عندما استرجعت من قبضة تنظيم الدولة، وأن أمام الحكومة العراقية إما أن تنفذ المادة 140 أو تقبل بالأمر الواقع".
ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن "القرار اتخذته جهة رسمية قانونية في مبنى مجلس محافظة كركوك، والصلاحيات الدستورية أعطته الحق لاتخاذ أي قرار يتعلق بمحافظتهم"، لافتا إلى أنه "قرار إداري، وليس سياسيا، لكن المصوتين على القانون هم الكتل الكردستانية".
ومن ناحية أخرى، فإن محافظ كركوك ومجلسها كانوا على تنسيق رسمي مع حكومة ورئاسة إقليم كردستان على القرار، حيث تم بموافقة جميع الكتل الكردستانية في الإقليم على رفع العلم في كركوك، حسبما ذكر عبد الله.
وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية العراقية، سعد الحديثي قد قال، الاثنين، إنه من الضروري رفع العلم العراقي لوحده في محافظة كركوك لأن رفع علم إقليم كردستان أمر غير دستوري، حسبما نقلت وسائل إعلام محلية.
وأضاف أن "الحكومة العراقية ترفض جميع المواقف الأحادية في هذا الجانب"، لافتا إلى أن "الدستور العراقي أوضح صلاحيات الحكومات المحلية في المحافظات التي لا ترتبط بإقليم، وكركوك واحدة من هذه المحافظات".
اقرأ أيضا: "نفط كركوك" يشعل الأزمة بين الأكراد.. ما علاقة المالكي؟
موقف تركيا وإيران
وعلى صعيد الموقفين التركي والإيراني من تلك الخطوة، قال ريبوار عبد الله إن "قرار رفع إقليم كردستان العراق فوق كركوك، لا يعني أن المحافظة أصبحت جزءا من الإقليم، وإنما هو قرار رمزي باعتبار علم الإقليم يمثل رمزية لكردستان".
ورأى في حديث لـ"
عربي21" أن "تركيا تريد أن تبقى كركوك جزءا من العراق، لكن بهوية تركمانية، وأن
إيران أيضا تريد أن تبقى المدينة جزءا من العراق وتحت هيمنة القوات الشيعية، التي تديرها حكومة بغداد".
وعن إمكانية تأثر علاقة الإقليم مع تركيا، قال عبد الله إن "حكومة إقليم كردستان لها علاقات واسعة جدا مبنية على أسس اقتصادية وتجارية وتفاهمات سياسية مع تركيا، ولهذا فإن الطرفين غير مستعدين لتصعيد يصل إلى إنهاء العلاقة بينهما".
وأعرب المحلل السياسي الكردي عن اعتقاده بأن "الخلاف بين تركيا وإقليم كردستان العراق حول كركوك، سيبقى إعلاميا بين ولا يمكن أن يؤثر مستقبلا على العلاقة بين البلدين".
وكانت تركيا قد انتقدت، الأربعاء، قيام مجلس محافظة كركوك برفع علم كردستان إلى جانب علم العراق على المباني الحكومية قبل يوم محذرة ضد اتخاذ "إجراءات أحادية الجانب".
وأعلن وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو لقناة "تي ار تي" التلفزيونية الحكومية: "برأينا التصويت الذي تم في مجلس المحافظة غير صائب".
وأضاف: "ليس من الصواب أولا تغيير التركيبة الإثنية لهذه المنطقة"، مضيفا أن "فرض الأمر الواقع" و"الإجراءات الأحادية الجانب" وسائل لا جدوى منها، مشددا بالقول: "نحن نؤيد وحدة أراضي العراق".
يشار إلى أن بعثة الأمم المتحدة في بغداد عبرت، الثلاثاء، عن "قلقها من هذه الخطوة التي رأت أنها من اختصاص الحكومة المركزية ولا ينبغي رفع أي علم في المحافظة غير العلم العراقي".