كثيرة هي النكسات التي مني بها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد
ترامب وإدارته منذ تسلمه رئاسة الدولة الأقوى في العالم، وعلى الرغم من سعي ترامب وإدارته للتقليل من حجم الانتقادات اللاذعة لأسلوب وشكل الإدارة داخليا وخارجيا فإن النكسات لا تزال حليفة تحركات رجل الأعمال الفائز بكرسي البيت الأبيض.
ومؤخرا تعرض ترامب إلى نكسة مؤلمة جديدة الجمعة عندما أفشل نواب جمهوريون جهوده لإلغاء نظام "أوباماكير" الصحي في ما يشكل فشلا جديدا في سلسلة النكسات التي تتعرض لها إدارته منذ توليها الحكم قبل شهرين.
قرارات حظر السفر
بعد أسبوع فقط على تنصيبه، أصدر ترامب أمرا تنفيذيا يمنع المسافرين من سبع دول غالبية مواطنيها من المسلمين إضافة إلى جميع اللاجئين من دخول الولايات المتحدة لفترة معينة. وأحدث القرار الذي تم الكشف عنه دون إنذار مسبق فوضى ولغطا وأثار الغضب حول العالم.
اقرأ أيضا: نكسة مدوية لترامب.. فشل في تعديل قانون "أوباما كير"
لكن محكمة فدرالية في ولاية واشنطن علقت العمل به معتبرة أنه ينتهك
الدستور الأمريكي الذي يمنع التمييز على أساس الدين، في ما شكل أول نكسة مهينة لترامب.
بعدما أيدت محكمة الاستئناف في سان فرانسيسكو تعليق العمل بالمرسوم، أصدرت الإدارة قرار حظر جديدا اعتبرت أنه أكثر التزاما بالقانون. ونص المرسوم الجديد على إغلاق حدود الولايات المتحدة أمام مواطني إيران وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوما، وأمام جميع اللاجئين لمدة 120 يوما. وعلى خلاف الحظر الأول، استثني العراق من الصيغة المعدلة للقرار.
مع ذلك، فقد علقت محاكم فدرالية في ماريلاند وهاواي تطبيق المرسوم الجديد.
ورغم أن المرسوم لا يسمي المسلمين فإن المحاكم أيدت الادعاءات التي تفيد بأن تصريحات ترامب، خلال حملته الانتخابية العام الماضي بأنه سيفتتح فترته الرئاسية بمنع دخول المسلمين، كانت كافية لتحديد الهدف من قراره.
وسيتم النظر في القضية في محكمة الاستئناف الفدرالية في فرجينيا.
روسيا
منذ اتخذت وكالات الاستخبارات الأمريكية خطوة غير مسبوقة العام الماضي عبر اتهام روسيا علنا بمحاولة التدخل بنتائج الانتخابات التي جرت في تشرين الثاني/ نوفمبر لصالح ترامب، تزايدت الأسئلة حول ما إذا كان بعض أفراد حملته الانتخابية قد تعاونوا مع موسكو.
هناك أربعة تحقيقات على الأقل تجريها لجان في الكونغرس للنظر في مسألة التدخل الروسي في الانتخابات.
اقرأ أيضا: نزعة "ترامب" بقمة مجموعة العشرين تكبد الدولار خسائر حادة
يشير الديمقراطيون إلى تدخل الكرملين في الحملة الانتخابية عبر اختراق رسائل البريد الإلكتروني التابعة لحزبهم حيث إنه تم تسريب عدد منها لاحقا ساهمت في خسارة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وزادت الشكوك حول البيت الأبيض الشهر الماضي مع استقالة مستشار ترامب للأمن القومي، مايكل فلين، بعدما اعترف بأنه ضلل الإدارة بشأن لقائه مع السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك قبل تسلمه منصبه.
أما وزير العدل جيف سيشنز، فابتعد لاحقا عن أي استجوابات متعلقة بروسيا بعدما تم الكشف أنه التقى كيسلياك كذلك قبل وصول ترامب إلى السلطة، وهو ما يتعارض مع شهادته التي أدلى بها خلال جلسة تثبيته.
وخلال جلسة استماع علنية في الكونغرس الاثنين، اتخذ مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، خطوة استثنائية عبر تأكيده أن الوكالة تحقق في الاتهامات الواردة لمعاوني ترامب خلال حملته الانتخابية بالتعاون مع موسكو للتأثير على الانتخابات. ونفى ادعاءات الرئيس بأن سلفه باراك أوباما قام بالتنصت عليه.
وستعقد لجان مجلسي النواب والشيوخ الاستخباراتية المزيد من الجلسات العلنية خلال الأسابيع المقبلة.
الرعاية الصحية
اضطر ترامب الجمعة، إلى سحب مشروع القانون الجمهوري المتعلق بالرعاية الصحية قبل التصويت عليه بقليل، ما عرقل تحقيق وعده الرئيسي خلال حملته الانتخابية بتفكيك نظام سلفه للرعاية الصحية "
أوباما كير".
وخطته الهادفة إلى خلق تنافسية بين شركات التأمين الصحي وخفض كلفة الأقساط لمعظم الأمريكيين كانت لتقلل بشكل كبير من نسبة المساعدات الحكومية المقدمة للأشخاص الذين لا يوفر لهم أرباب عملهم تغطية صحية. وبحسب التقديرات، فإنها كانت ستؤدي إلى فقدان نحو 14 مليون شخص للتغطية الصحية بدءا من الأسبوع المقبل.
وكان ترامب رمى بكل ثقله خلف الخطة إلا أن رجل الأعمال الملياردير وضع سمعته على المحك كشخص قادر على إبرام الصفقات من خلال الخطة.
ويبدو أن مشروع القانون انتهى، فيما سارع الرئيس الأمريكي للقول إنه سيوجه جهوده الآن إلى مسألة الإصلاحات الضريبية، وهو هدف آخر للجمهوريين.