احذف الألف من كلمة اسم يصير سمّاً، بدل الواو بالألف يصير وسماً.. الغرب هو الذي يسمّي الأسماء للعالم لسيطرته على وسائل الإعلام الكبرى.
تذكر أيّدك الله برحمته، أن سوريا جمهورية! ومصر كذلك، أما ليبيا فكانت جماهيرية، ولها صفة العظمى حتى يتقطع بك اللهاث أقصى النفس، ليس للمسميّات في هذه الأرض ذات الطول والعرض أسماء من اسمها شروى نقير من نصيب. جمهورية وتحكمها عصابات من خمسين سنة. تذكّر أنّ تاريخ الصهيونية كان تاريخ لعب بالألفاظ، "أرض من غير شعب"، "الأمن مقابل السلام".. هذه أمثلة:
سمّى محتكرو أدبيات الإعلام وصائغو التسميات العاهرةَ التي تشتم حتى في الأفلام الراقية، تلك التي تأكل بثدييها وما تحت ثدييها: عاملة جنس! الأفلام والروايات الغربية والعربية التي تدافع عن المومس الفاضلة لا تعدّ ولا تحصى، وبانتظار أن يصير لها عيد كعيد الأم أو يوم المرأة، ويذهب البعض أنّ يوم فالنتاين هو تشجيع للسياحة الجنسية الساكنة، على سبيل المثال: فلم "امرأة جميلة" لريتشارد غير وجوليا روبرتس، وهي قصة سندريلا، لكن السندريلا هذه المرة عاهرة، وتعمل على العداد، الساعة بمائة دولار، وفلم "الذي لا يغفر" لكلينت استود..، هناك في المكتبة الروائية والسينمائية أكداس أفلام وكتب بطلتها مومس وقديسة!
وقد انتشر هذا الاسم، في مصر أم الدنيا بعد الانقلاب! فانقلاب مصر هذه المرة انقلاب عقب ثورة، فإذا قلب المُلك انقلب كل شيء، فالانقلابات السابقة رمادية أو بيضاء، وللعاهرة أسماء أو صفات أخرى مثل بنات الهوى، وبنات الليل، "إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنْفُسُ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى".
سمّى أبطال الإنتاج هؤلاء- إنتاج قيم العولمة والتغريب والتنكير- الخمرةَ مشروباً روحياً، والمشروبات الروحية مكلفة، وغالية، والخمرة عصير عنب منبوذ أو معذّب فوق النار، وعلى الخمرة ضرائب حتى في البلاد المنتجة لها، وتتلف الجسد والعقل، وفي الهند لا توزع إلا ببطاقات ويقف شاربوها على الدور، وتحرّم في الأماكن العامة وهي بلاد هندوسية، وهي في الإسلام من الموبقات السبع، وأم الخبائث، وفي المسيحية أمثلة كثيرة تنصح بتجنبها، مثل: رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 18 وَلاَ تَسْكَرُوا بِالْخَمْرِ الَّذِي فِيهِ الْخَلاَعَةُ، بَلِ امْتَلِئُوا بِالرُّوحِ" وثمة عبارات أقل في الكتاب المقدس تغضي عنها، وقد وجدت مسيحيين أحباشا وهنودا، ينكرونها ولا يشربونها؟ ومن حكم الله في الطبائع أنّ الخمر عليها ضرائب في المطارات والمعابر، وكذلك الدخان، لكن الربح كافر، لذلك وجدت الحكومات أن تدعو إلى النقيضين كما في الدخان فسمحت بالبيع بعد أمرين متناقضين: التحذير والإغراء!
سموا القيام بعمل قوم لوط أحسن اسم، لم تحظ به مناكير أخرى: مثلية، والمثلية حرية وحقوق إنسان، وحورب دستور مرسي هكذا أطلق عليه مع أنه استفتي عليه استفتاء صحيحاً لم نره مثله من قبل، وكفّر الدستور عالميا. التكفير له ألوان.
استعاضوا الله عزّ وجلّ بالسماء، وأحياناً بالتاريخ، وقالوا: التاريخ لا يرحم.
سمّوا الحرب الاستعمارية، بالانتداب وحالياً يسمى بمكافحة إرهاب، وضع شبابا وصبايا في الفراش باسم الريلتي. سموا تزوير الإرادة الشعبية في بلادنا بالديمقراطية. اخترع موالو السيسي استمارات التمرد، وهم في سوريا بغنى عن تلك الألاعيب، فالصناديق تعمل بالتزوير الذاتي!
قسموا العالم الذي خلقه لله للإنسان إلى عوالم: أول وثاني وثالث، سموا كمّ الأفواه أمنا واستقرارا. سمّوا الممثل الذي مثل رياح أمشير كل في حال، نجماً وصرنا به نهتدي في ظلمات البر والبحر.. تصوّر أن الحشاش جورج وسوف نجم وميريام كلينك أيضا نجمة!
سموا الانقلاب ثورة، المجرم الشامل بطلا ورئيساً وقائداً رمزاً. أهل البلد، المواطنين، سمّوهم بالسكان المحليين، المنقرضين الأمريكيين أهل البلد بالأمريكيين الأوائل وهو لقب جيد، لا بأس بلقب ما دام أهله منقرضين.
خطف الناس إلى ما وراء الشمس اسمه الغربي الناعم "إخفاء قسري"، محمود حسين مثلا الذي لا يتذكره زملاؤه الذين ثاروا على مرسي، الجرائم التي يرتكبها غربيون، سبب معظمها إن لم يكن كلها: خلل عقلي، استعباد الناس وتركعيهم مصالحة وطنية، الصنم ايدولاً، منحونا صنما على عشرات الألاف من الضحايا لنقدسه اسمه الأوسكار.
قوات سوريا الديمقراطية اسم جميل لقوات اغتصابيه، العفو الدولية لشدة عدلها تساوي بين جريمة قتل واحدة وجريمة قتل عشرات الألاف وتقول: أخطأ الجميع. سمّي حفتر لواءً ويستقبل في العواصم الغربية صاحبة الأسماء مع أن بلده ليس فيها رتب. سمي السيسي مشيرا، ويستقبل في عواصم أوريا الديمقراطية وتعقد معه الصفقات الصفيقة، ويُمنح الشرعية الدولية و. المحلية، التكفير الغربي أشر من تكفير داعش.. لكنه أكثر نعومة.
يقول البير كامو: "تسمية الأشياء بغير مسمياتها مساهمة في بؤس العالم".
أمس تناقل الأصدقاء حوارا في التلفزيون السويدي. مذيع أجرى مقابلة مع فنان سويدي أسلم، فتنطع صديق لاجئ ينّور الأصدقاء قائلا: إن المذيع الذي قطع البرنامج محترف، ولا غبار على سلوكه المهني، فهو برنامج فن وليس برنامج جدل، وقد يكون هذا صحيحا لكن في النشرة الواحدة يرد اسم الإسلام مقرونا بالإرهاب عدة مرات. مثال ديمقراطية الغرب منع وزير الخارجية التركي في دولتين أوربيتين لمخاطبة شعبه وزيارة سفارته، الغرب الديمقراطي يتعاطى مع طغاة سطوا على الشرعية بالدبابة ويستقبلهم بالأحضان!
أعمال عدائية، حرب وقائية، علمانية، زنزانات غوانتنامو : وحدات..