في الوقت الذي تستعد فيه اللجنة
الرباعية الخاصة باليمن للانعقاد، الإثنين المقبل، في ألمانيا بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى
اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، تعرف مدينة
المخا (غرب اليمن) تصعيدا عسكريا أسفر عن 15 قتيلا من الحوثيين والقوات الحكومية، بينهم ضابط رفيع.
تصعيد في المخا
وقتل على الأقل 15 في
معارك بين الحوثيين وحلفائهم من قوات الرئيس المخلوع من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى، أفادت مصادر عسكرية وطبية السبت.
وقالت المصادر العسكرية إن معارك الأربع والعشرين ساعة الأخيرة تركزت في شرق مدينة المخا وشمال هذه المدينة الواقعة على البحر الأحمر والتي كانت استعادتها القوات الحكومية قبل أكثر من شهر.
ومنذ خسارتهم المخا يبدي المتمردون الحوثيون وحلفاؤهم مقاومة، ويحاولون بلا جدوى التقدم في الناحية الشرقية من المدينة، بحسب المصادر ذاتها.
كما دارت مواجهات شمال المخا عند صد هجوم للحوثيين في شمال منطقة اليختل الرابطة بين المخا والخوخة. وتقع اليختل على بعد 14 كلم من المخا وهي تحت سيطرة القوات الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي.
وأفاد مصدر طبي عن مقتل 8 حوثيين وإصابة 15 آخرين بجروح تم نقلهم إلى مستشفى العلفي بمدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون.
مقتل ضابط رفيع
كما قتل ضابط رفيع يعد أحد أبرز القيادات الميدانية بالقوات الحكومية، بقصف في معارك ضد الحوثيين وحلفائهم، شرق مدينة المخا، حسبما أفاد مصدر عسكري.
وأوضح المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن العقيد صالح الصبيحي قائد الاستطلاع في اللواء الأول مشاة، و4 من مرافقيه، تعرضوا لصاروخ حراري أطلقه الحوثيون على عربتهم ما أدى إلى مقتلهم على الفور.
ويعد الصبيحي ثالث أبرز القادة الميدانيين الذين قُتلوا في عملية "الرمح الذهبي"، بعد نائب رئيس هيئة الأركان اللواء أحمد اليافعي في 22 شباط/ فبراير الماضي، وقائد اللواء الثالث حزم العميد عمر الصبيحي في 7 يناير/كانون الثاني الماضي.
و"اللواء الثالث حزم" أحد الألوية التي تشكلت في عدن بدعم من قوات التحالف، وأخذ اسمه من عملية "عاصفة الحزم".
وتخضع مدينة المخا وميناؤها البحري لسيطرة القوات الحكومية اليمنية منذ 23 يناير/كانون الثاني 2017، عقب عملية عسكرية واسعة أطلقها الجيش اليمني في 7 من الشهر ذاته تحت مسمى "الرمح الذهبي".
رباعية اليمن
في سياق متصل تعقد اللجنة الرباعية الخاصة باليمن، الإثنين المقبل، اجتماعا جديدا في العاصمة الألمانية برلين، من أجل بحث الأزمة المتصاعدة منذ أكثر من عامين، وذلك بمشاركة المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، بحسب مصدر مقرب من الأخير.
وقال المصدر المقرب من ولد الشيخ، مفضلا عدم نشر اسمه، إن الاجتماع سيحضره وزراء خارجية اللجنة الرباعية (أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات)، بالإضافة إلى وزير خارجية سلطنة عمان يوسف بن علوي.
وستدرس الرباعية، بحسب المصدر، إمكانية إقرار خارطة الطريق الأممية بشكل نهائي، بالتزامن مع إكمال عاصفة الحزم التي تتزعمها السعودية، عامها الثاني في السادس والعشرين من آذار/ مارس الجاري، وقبل اجتماع مرتقب لمجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، أواخر الشهر.
وتحضر سلطنة عمان باعتبارها دولة ضامنة لتنفيذ أي اتفاق سيتم التوصل إليه في برلين، من قبل الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح.
وعقدت اللجنة آخر اجتماع لها بشأن الأزمة اليمنية في برلين يوم 16 شباط/ فبراير الماضي، وتم فيها تكليف ولد الشيخ بالقيام بجولته الجديدة بالمنطقة التي يقوم بها حاليا.
وسيضطر المبعوث الأممي إلى قطع جولته في المنطقة والتي كان قد استهلها قبل أيام بالكويت ثم السعودية، من أجل المشاركة في اجتماع الرباعية.
وكان ولد الشيخ قد التقى، الخميس، في الرياض، وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، لكن وكالة الأنباء السعودية الرسمية التي أوردت الخبر، لم تكشف عن أية تفاصيل بخصوص اللقاء.
ومن المقرر أن يلتقي المسؤول الأممي، غدا السبت، بالرئيس اليمني عبد ربه منصور الرياض.
فيما ستتأجل زيارته لصنعاء من أجل لقاء وفد الحوثيين وحزب صالح، حتى أواخر الشهر الجاري، بحسب ذات المصدر.
"الطريق الوحيد"
في سياق آخر قال رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، السبت، إن استعادة العاصمة صنعاء وباقي المحافظات من سيطرة الحوثيين والمتحالفين معهم، هو "الطريق الوحيد المضمون لإنهاء الانقلاب" في البلاد.
وأضاف بن دغر، في تغريدة له على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، أن "الحكومة وجهت وزارة الصحة بسرعة علاج جرحى الحرب".
حديث بن دغر، يأتي في الوقت التي تواصل قوات الحكومة اليمنية معاركها ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح لاستعادة صنعاء عن طريق مديرية نهم التي توصف بأنها البوابة الشرقية للعاصمة، والتي تبعد عنها قرابة 50 كلم.
وتقول القوات الحكومية إنها باتت مسيطرة على معظم المواقع المهمة في هذه المديرية الجبلية التي تدور فيها اشتباكات ضد الحوثيين منذ قرابة عام ونصف.
ويسيطر الحوثيون وقوات صالح منذ سبتمبر/ أيلول من العام 2014 على العاصمة صنعاء بقوة السلاح، مع سيطرتهم على عدة محافظات أخرى في اليمن.