تواجه القوات
العراقية مقاومة شرسة في المعارك التي تخوضها في الموصل ضد
تنظيم الدولة، في جنوب غرب المدينة.
وقال الفريق الركن عبد الغني الأسدي قائد قوات مكافحة الإرهاب في معركة الموصل، لـ"فرانس برس" إنه "بالنسبة لمنطقة (المأمون) مجمع شقق، تعتبر مهمة جدا للسيطرة على طريق بغداد والأحياء المحيطة بها".
وأضاف أن "المقاومة عنيفة وشرسة لأنهم يدافعون عن هذا الخط، وهو في تقديرنا الخط الرئيسي بالنسبة لهم".
وتعرضت منطقة المأمون إلى أضرار كبيرة، فقد دمرت منازل والطرقات مليئة بالحفر بسبب انفجار الألغام بينما تراكم حطام السيارات فوق بعضها البعض.
وأطلقت
القوات العراقية في 17 تشرين الأول/أكتوبر، عملية واسعة لاستعادة السيطرة على الموصل، وتمكنت قبل شهر من استعادة كامل الجانب الشرقي من المدينة.
وتمكنت القوات العراقية من تحرير مناطق مهمة في الجانب الغربي للموصل، أبرزها مطار المدينة ومعسكر الغزلاني، إضافة إلى أحياء وقرى.
قال العميد بجهاز مكافحة الإرهاب (تابع للداخلية) عبد الجبار المياحي، إن "قوات الجهاز تمكنت خلال الساعات الماضية في محور القتال الجنوبي للموصل، من تدمير 3 دراجات نارية مفخخة يقودها انتحاريون، ودمرت عجلتين (سيارتين) مفخختين، وقتلت نحو 51 مسلحا، فضلا عن الاستيلاء على أسلحة رشاشة ثقيلة مثبتة على عجلات نوع بيك أب حديثة".
وذكر المياحي، لـ"الأناضول" أن المعركة الدائرة تجري في مناطق تتسم جغرافيتها بأنها مخالفة تماما لمناطق الجانب الأيسر (الشرقي)، من حيث تشعبها وتداخل بعضها مع البعض الآخر، وضيق أزقتها وانحناءات شوارعها.
وبيّن أن التنظيم يعتمد على الدراجات النارية الصغيرة في نقل مسلحيه أو تفخيخها وقيادتها من قبل الانتحاريين، الأمر الذي يعقّد المعركة ويؤخر موعد حسمها، ويكلف القوات خسائر في الأرواح والمعدات.
وتابع المياحي: "طيران
التحالف الدولي عالج خلال الساعات الماضية 7 مفارز لإطلاق قنابر (قذائف) الهاون من عيار 120 ملم في حي المنصور المجاور لحي وادي حجر، وعالج أيضا نحو 5 عجلات مفخخة".
ولفت إلى أن "الدعم الجوي لطيران التحالف لا يقتصر على معالجة الأهداف المسلحة للتنظيم، بل تزويد القوات العراقية بمعلومات هامة عن تجمعات المسلحين وخططهم وتحركاتهم ومحاور هجماتهم بعد أن تلتقطها الأقمار الصناعية".
وأوضح أنه "ما يزال عدد من قناصة التنظيم يتموضعون في شقق المأمون جنوبي الموصل، والقوات وضعت خطة محكمة لتطهير هذه المواقع من المسلحين خلال الساعات القليلة القادمة لضمان مواصلة القوات العراقية التقدم وضمان عدم تعرضها لخسائر".
وفي الجانب الشرقي المحرر من الموصل، قتل مدني وأصيب اثنان آخران بهجوم صاروخي نفذه تنظيم الدولة على الجانب الشرقي المحرر لمدينة الموصل، بحسب مصدرين عسكري وطبي.
وقال العقيد أحمد الجبوري، من قيادة "عمليات تحرير نينوى"، إن "طائرة مسيرة (بدون طيار) للتنظيم، ألقت قنبلة على منطقة الرشيدية قرب جامع الورشان شمالي المدينة، ما أدّى إلى مقتل مدني وإصابة اثنين آخرين أحدهما امرأة".
وأوضح: "هجمات التنظيم على الجانب الشرقي المحرر، تراجعت بشكل ملحوظ بعد تحرير القوات الأمنية عددا من الأحياء في الجانب الغربي من الموصل".
من جانبه أكد الطبيب عمر نعمان، مسؤول المراكز الصحية شرقي الموصل، أن "الموقع الطبي في حي العربي شمالي الموصل، استقبل صباح اليوم، جثة رجل في عقده الرابع كان قد قتل بسقوط قنبلة تحملها طائرة مسيرة، بحسب رواية من كان برفقة الجثة".
وأضاف أن "الهجوم تسبب أيضا بإصابة امرأة ورجل، وجرى نقلهما إلى المركز الصحي ذاته وتقديم الإسعافات الأولية لهم".
وذكرت تقارير صحفية، أن القوات العراقية، تبحث بين الرجال الفارين من الموصل عن عناصر من تنظيم الدولة قد يحاولون الاختباء بين المدنيين، وتستجوب الرجال الفارين لمعرفة ما إذا كان لديهم أي ارتباط مع تنظيم الدولة أو تعاونوا معه.
وفرّ آلاف المدنيين بينهم الكثير من النساء والأطفال، عبر مناطق صحراوية ليلا ونهارا على مدى أيام، منذ بدء هجوم القوات العراقية في 19 شباط/فبراير، لاستعادة
غرب الموصل من سيطرة التنظيم.
وعندما وصلت مجموعة منهم إلى قرية السلام الصغيرة الواقعة إلى جنوب الموصل، تم عزل النساء والأطفال ووضعهم في منطقة مظللة حيث قدم لهم الطعام والماء، بينما يتم اصطحاب الرجال إلى منطقة مجاورة للتحقيق. طرحت عليهم أسئلة أولا حول أسمائهم التي تتم مقارنتها لاحقا مع قاعدة بيانات، ثم تطرح أسئلة للحصول على معلومات. ويتم اقتياد المشبوهين بينهم إلى مكان آخر لطرح مزيد من الأسئلة.