سلّطت منظمة العفو الدولية قبل أيام، في تقريرها عن تصفية 13 ألف معتقل سوري في سجون
النظام السوري، الضوء على أبشع صور التصفية الجسدية للمعتقلين، ولكن ما يعانيه السوريون في العاصمة السورية دمشق منذ أعوام من تضييق وحملات أمنية، والذي اشتد مؤخرا، لا يقل فظاعة وإجراما عما يجري في أقبية سجون النظام السوري من انتهاكات بعيدا عن عدسات الكاميرات.
وأكدت مصادر ميدانية وأخرى حقوقية خاصة في دمشق، لـ"
عربي21"، أن
التعذيب المتنوع في العاصمة التي وصفوها بـ"السجن الكبير" لا يقل فتكا عما يجري في الخفاء داخل السجون، فكل سوري يقطن العاصمة أو ينحدر منها، سواء أكان رجلا أم مسنا كبيرا أم سيدة، وصولا إلى الفتيات والأطفال الذين يعيشون في خطر كبير على مدار الساعة، فالاعتقالات بحقهم لا تتوقف، بل تضاعفت منذ تقرير منظمة العفو الدولية ولم تنقطع قبلها.
وأضافت المصادر الخاصة أن اعتقال الفتيات "طالبات، موظفات، مهجرات" وصل لمستويات عالية جدا مؤخرا، وأن الاعتقالات تنفذ من قبل مخابرات الأسد على أسس الكراهية والحقد الطائفي الذي يصيب أبناء المناطق التي ثارت ضد النظام السوري منذ عام 2011.
وبحسب المصادر، فإن اختطاف الطالبات عاد بشكل كبير إلى الواجهة، وإن السياسة المتبعة مؤخرا تجري على غير المعتاد، فلم تطلب الجهات الخاطفة أي أموال كـ"فدية" لإطلاق سراح المختطفات، بل ما أن تختطف أي فتاة حتى يختفي أثرها بشكل كامل، ولا تعلم عائلتها من هي الجهة التي تقف وراء الاعتقال، ولا المكان الذي تتواجد فيه ابنتهم.
أسلوب جديد للتصفية
المصادر الخاصة قالت إن مخابرات النظام السوري، خاصة فرعه الجوي، بالإضافة إلى الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق الأسد "ماهر الأسد"، بدأتا بسياسة جديدة لتفريغ العاصمة من شبابها والرجال، عبر اعتقالهم قسريا، بعد أن عزف بعضهم من شباب ورجال عن التجنيد طواعية ضمن قواتها، ومن ثم تقوم بإرسالهم في أقصر فترة زمنية للجبهات ضد تنظيم الدولة في القلمون وحمص، وبعضهم تم إرساله إلى دير الزور بشكل فوري عقب الاعتقال، وفي أولى النتائج عاد بعض المعتقلين جثثا هامدة لذويهم، دون معرفة المكان الذي قتلوا فيه.
فتيات المناطق المهجرة
وقال الناشط الإعلامي في العاصمة، ريبال عبد الهادي: إن شبيحة من الطائفة العلوية المتطوعين ضمن قوات الدفاع الوطني والجيش النظامي، وممن ينتشرون على أسوار الغوطة الغربية من دمشق، ينتقمون لفشلهم العسكري السابق في دخول مدن وبلدات في الغوطة، كـ"داريا والمعضمية وخان الشيح" وغيرها، من خلال القيام بأعمال التشبيح على نساء تلك المناطق، بعد تهجير المقاتلين من
أبناء تلك المناطق نحو الشمال السوري، منفذين بحقهم أعمال اعتقال عشوائي، واختطاف، وغيرها الكثير من أساليب البطش.
وأضاف عبد الهادي: لقد أصبحت مئات العائلات دون "جدار حماية" من بطش المليشيات المشكلة على أسس طائفية، خاصة الفتيات اليافعات، من اعتقال وشتم متعمد، وفي حالات عديدة مصادرة أوراقهم الثبوتية بشكل عشوائي، وفي حالات أخرى عمليات اختطاف فتيات بشكل فردي بعد أن إجبارهن على النزول من وسائل النقل تحت تهديد السلاح.