"الحاجة أم الاختراع".. بهذه الكلمات بدأ السوري مصطفى العبدالله حديثه لـ"
عربي21" حول استخراجه
غاز الميثان بالاعتماد على
روث الحيوانات، وهو "الاختراع" الذي بات منتشرا بشكل كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة فصائل الثورة بعد غلاء أسطوانات الغاز.
ووصل سعر
أسطوانة الغاز إلى ما يقارب 13 ألف ليرة سورية، أي ما يعادل 25 دولارا أمريكيا، وهو مبلغ كبير جدا بالنسبة لآلاف العائلات التي لا تستطيع تأمين قوت يومها.
وقال العبدالله الذي يعيش في
ريف إدلب، إن "الفكرة بدأت عندما كنت أعاني كل مرة من تأمين استبدال أسطوانة الغاز عند نفادها؛ بسبب قلة الأسطوانات، ناهيك عن ثمنها المرتفع، حيث تحولت إلى الاعتماد على ما يعرف بالببور، وهو أداة قديمة ترجع إلى خمسينيات القرن الماضي، وكان وقتها منتشرا بشكل كبير في أغلب منازل السوريين، إلا أن تشغيله يعتمد على الكاز الذي ارتفع سعره أيضا ليصل إلى 325 ليرة سورية للتر الواحد".
وأضاف: "بعدها؛ جاءتني فكرة استخراج غاز الميثان من روث الحيوانات، ولأنني أقوم بتربية بقرة في منزلي؛ أردت الاستفادة من روثها لإنتاج الغاز، فعملت على تجميع روث البقرة، وبدأت التجرية الأولى ببرميل متوسط، حيث قمت بوضع الروث فيه مع المياه، وأحكمت إغلاقه كي لا يتسرب الأوكسجين إليه، وتركته يتخمر فترة من الزمن بعد أن قمت بتمديد أنبوب بطريق (الشرار) كأنبوب أسطوانة الغاز، وأوصلته بالغاز، وعندما تخمر قمت بتشغيله، وبالفعل حصلت على الغاز".
وأوضح أن الكمية التي استخرجها في تجربته الأولى كانت قليلة، "حيث كنت أقوم بتحضير الشاي والقهوة وبعض الأشياء البسيطة، بما يعادل تشغيلا لمدة نصف ساعة يوميا"، مشيرا إلى أن ذلك دفعه إلى تجربة ثانية ما زال يستخدمها حتى الآن، وهي تتمثل في "حفر بئر بشكل بيضوي يضع فيه الروث والمياه".
وتابع: "وضعت مقابل كل وعاء روث؛ ثلاثة أوعية من الماء، وقمت بضغط البئر، وبعد انقضاء فترة التخمير؛ بدأت باستعمال الغاز الذي بدأ يخرج بمقدار ما يكفيني حاجتي، إذ يعمل هذا البئر على إنتاج ما يكفي لتشغيل ما مدته سبع ساعات يوميا.. ومنذ أكثر من ستة أشهر وإلى الآن؛ لم أدفع ليرة واحدة على شراء الغاز".
استعانة ببرنامج تلفزيوني
أما المواطن محمد العلي، الذي يقطن جبل الزاوية بريف إدلب السورية؛ فهو الآخر له تجربته في صناعة غاز الميثان، حيث قال لـ"
عربي21" إن الفكرة انقدحت في ذهنه بعد أن شاهد برنامجا تلفزيونيا حول استخراج غاز الميثان من روث الحيوانات دون تكلفة.
وأضاف أن "الفكرة تعتمد على روث الحيوانات، وهي مادة متوفرة بشكل كبير وخاصة في الأرياف، مما دفعني للمسارعة إلى تنفيذها، حيث بدأت بتجميع روث يكفي لملء خزان صغير، واتبعت الطريقة التي شاهدتها على التلفاز، والتي تعتمد على تخمير الروث بعد خلطه بالمياه، وحصلت بالفعل على هذا الغاز دون أي ثمن أو تكاليف".
وأوضح العلي أن أهالي قريته سخروا منه في البداية، وضحكوا عليه عندما شاهدوه وهو يحاول استخراج الغاز، مبينا أنه بعد عدة تجارب فاشلة؛ نجح في استخراج الغاز، مما دفع الذي كانوا يسخرون منه إلى السير على خطاه.
وقال إن العديد من الأهالي طوروا عملية استخراج الغاز من خلال حفر الآبار التي تساعدهم على توفير ما يسد حاجاتهم من الغاز، مشيرا إلى أن هذه الطريقة باتت منتشرة بشكل كبير في المناطق السورية المحررة.
ودعا العلي المنظمات العاملة في المناطق المحررة، إلى مساعدة الأهالي من خلال تقديم الدعم اللازم لحفر آبار كبيرة لتوليد كميات أكثر من غاز الميثان؛ تقي الأهالي عذاب البحث عن أسطوانات الغاز العادية، وغلاء ثمنها".
ومن الجدير بالذكر؛ أن النظام السوري قام بقطع أبسط مقومات الحياة عن كل منطقة خرجت عن سيطرته بشكل فوري، مما دفع أهالي تلك المناطق إلى البحث عن بدائل تؤمن لهم استمرارية الحياة.