طالب اللواء خليفة
حفتر الرئيس الأمريكي الجديد دونالد
ترامب، بضرورة اتخاذ موقف مماثل لموقف روسيا المؤيد له، معبرا عن ثقته في موقف ترامب، من المعركة التي يخوضها الليبيون ضد الإرهاب"، على حد قوله.
وأضاف حفتر، في حوار لمجلة "لوجورنال ديديمانش" الفرنسية، نشرت الأحد: "نتوقع من الرئيس ترامب موقفا إيجابيا لدعم "الجيش الليبي" (يقصد قواته) في مواجهة التنظيمات المتطرفة"، كما قال.
وفي هذا السياق، ذكر تقرير لوكالة أنباء "بلومبرغ" الأمريكية؛ أن ترامب ربما يسير على خطى نظيره الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع ملف
ليبيا، والاتجاه نحو دعم حفتر على حساب دعم رئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، "المدعوم من الإسلاميين"، بحسب التقرير الذي نشر منذ يومين.
وأثار طلب حفتر مساعدة ترامب، تساؤلات حول: ماذا يريد حفتر من ترامب تحديدا؟ وهل هي مغازلة للرئيس الأمريكي أم ضغط على الروس للاستمرار في دعم قواته؟ وهل دعم ترامب حال حدوثه سيتضارب مع موقف الولايات المتحدة الداعمة للقوات المسلحة في المنطقة الغربية وخاصة "البنيان المرصوص"؟
طمع واستجداء
وقال الضابط برئاسة الأركان الليبية بطرابلس، العقيد عادل عبد الكافي، إن "استجداء حفتر لـترامب يؤكد طمعه فى حكم ليبيا، وكل الدول تعلم ذلك، خاصة الولايات المتحدة التي دعمت القوات في الغرب الليبي في حرب سرت الأخيرة، وهي رسالة واضحة لحفتر".
وأضاف عبد الكافي لـ"عربي21": "أتصور أن وضع حفتر العسكري، والانقسامات العسكرية على مستوى ليبيا، أكدت للغرب أنه لا جدوى من دعم حفتر؛ لأنه لا يستطيع السيطرة العسكرية على الغرب والجنوب الليبي، ولو حصل دعم ترامب عسكريا ستكون حرب أهلية واسعة النطاق لا يمكن السيطرة عليها"، وفق تقديره.
من جانبه، قال الصحفي والناشط الليبي، مختار كعبار، إن "تصريحات حفتر ما هي إلا مغازلة للرئيس الأمريكي الجديد؛ أملا في الحصول على دعم منه، لكن الغرب بدأ يشك في قدرة حفتر على حسم أي معركة"، وفق قوله لـ"عربي21".
دعم سياسي
من جهته، رأى رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالمؤتمر الوطني السابق، محمد دومة، أن حفتر يريد وقف الدعم الأمريكي لما أسماها "المليشيات في الغرب الليبي"، وأنه يهدف إلى أن "تتبنى إدارة ترامب الجديدة الموقف الروسي نفسه في محاربة الجماعات المتطرفة"، حسب تعبيره.
وحول طبيعة الدعم المنتظر من ترامب، قال دومة لـ"عربي21": "ربما يكون دعم سياسي عبر تبني فكرة تشكيل حكومة جديدة داعمه للجيش (يقصد قوات حفتر)، ومناوئة للمليشيات الخارجة عن الشرعية"، على حد وصفه.
وأشار الناشط الفيدرالي من الشرق الليبي، أبو بكر القطراني، أن "سياسة واشنطن تعتمد على المصالح والتعامل مع القوي، وهي تتعامل مع الحكومة الموجودة في الغرب (
حكومة الوفاق) التي يدعمها المجتمع الدولي؛ لأنها تسيطر على مؤسسات سيادية مثل مصرف ليبيا المركزي ومؤسسة النفط".
وأوضح لـ"عربي21"، أن "دعم واشنطن لحفتر يعني تحقق أمرين: ترسيخ تقسيم ليبيا إلى دولتين، واحدة في الغرب وأخرى مجهولة الهوية لا تمتلك أي مؤسسات وتوجد في الشرق، أو المواجهة والحرب بين الطرفين، خاصة على موانئ النفط، لكني أتصور أن الخيار الأقرب هو وقوف الولايات المتحدة مع حفتر ودعمه"، حسب قوله.
مشاورات غير معلنة
وكشف مصدر موثوق لـ"عربي21"، أن روسيا تقوم الآن بمشاورات غير معلنة بين عدة أطراف عسكرية وسياسية في الداخل الليبي، منها خليفة حفتر والسفير الليبي السابق في أبوظبي، عارف النايض، الذي التقى معه مبعوث الرئيس فلاديمير بوتين الشخصي منذ أيام قليلة، لبحث هذه الوساطات والمشاورات.
وأكد المصدر القريب من هذه المشاورات، الذي رفض ذكر اسمه لحساسية موقفه، أنه "من المرجح أن يترأس عارف النايض مجلسا رئاسيا جديدا، بديلا عن رئاسي السراج الحالي، على أن تكون قيادة الجيش والشأن العسكري بقيادة حفتر، وهذا من الأمور التي يتشاور حولها"، بحسب المصدر.