قال نشطاء ومصادر في الداخل السوري، إن الغارات الجوية التي نفذها سلاح الجو الأردني ضد
تنظيم الدولة، الجمعة "استهدفت مواقع للتنظيم في منطقة تل أصفر بصحراء الريف الشمالي الشرقي لمحافظة السويداء".
وأكدت المصادر لـ"عربي21" أن الغارات استهدفت مقرا للاتصالات والمعلومات، ومخازن للأسلحة، وأسفرت عن سقوط قتلى.
وقال العضو السابق في المجلس العسكري بدرعا، العميد عبدالهادي الساري، إن "
الغارات الأردنية استهدفت معاقل
داعش في منطقة البقر إلى الجنوب الشرقي من تل أصفر، وشرق مدينة لاهثة إلى الشمال الشرقي من مدينة السويداء".
وأكد الساري لـ"عربي21" أن "الهجوم كان بواسطة مقاتلات أردنية، وطائرات مسيرة؛ قصفت مستودعا لداعش، وتم تدميره كاملا، إلى جانب تدمير مجموعة من الآليات"، مشيرا إلى أنه "لم يعرف إلى هذه اللحظة حجم الخسائر بين صفوف التنظيم".
وأصدر الجيش الأردني بيانا، السبت، قال فيه إن "طائرات من سلاح الجو الملكي دكّت أهدافا مختلفة لداعش في الجنوب السوري، منها موقع عسكري كانت قد احتلته، وكان يعود سابقا للجيش السوري".
وبحسب البيان؛ دُمرت مستودعات للذخيرة، ومستودعا لتعديل وتفخيخ الآليات، وثكنات لأفراد تنظيم الدولة، باستخدام طائرات بدون طيار، وقنابل موجهة ذكية.
ويأتي
القصف الأردني لمواقع التنظيم بتل أصفر؛ في وقت تحاول فيه قوات النظام السوري السيطرة على المنطقة، كما أكد النشطاء، مما يطرح تساؤلات حول التنسيق الأردني السوري، وخصوصا عقب زيارة العاهل الأردني لموسكو في 25 كانون الثاني/يناير الماضي، وتصريحات قائد الجيش الأردني الفريق محمود فريحات لقناة "بي بي سي" في كانون الأول/ديسمبر الماضي، والتي شدد فيها على أن "الأردن منذ بداية الأزمة السورية؛ لم يعمل ضد نظام الرئيس بشار الأسد في
سوريا نهائيا"، مؤكدا أن علاقة بين النظامين الأردني والسوري "لا تزال مفتوحة".
اقرأ أيضا: كيف قرأ محللون تصريحات قائد الجيش الأردني الأخيرة؟
تنسيق أردني سوري
من جهته؛ قال المحلل العسكري، اللواء المتقاعد محمد فلاح العبادي، إن "الغارة الجوية تمت بالتنسيق مع الجانب السوري، وحملت رسائل في طياتها، وخصوصا أنها أتت في ذكرى استشهاد الطيار
معاذ الكساسبة، التي صادفت الجمعة".
وأضاف لـ"عربي21": "أعتقد أن هنالك تنسيقا في الفترة الحالية بين الآردن والنظام السوري"، لافتا إلى أن "الطائرات الأردنية قادرة على الوصول إلى العمق السوري، ولا أعتقد أنها دخلت بدون علم النظام السوري، أو تنسيق مسبق معه".
وأوضح العبادي أن "الغارات الأردنية حملت رسالة مفادها أن الأردن لن يتوقف عن مكافحة الارهاب، وخصوصا إذا ما نال من أي جزء من الوطن".
وبالرغم من تواجد تنظيمات توصف بأنها "مبايعة" لتنظيم الدولة بالقرب من الحدود الشمالية الأردنية؛ إلا أن الطائرات الأردنية قصفت مواقع للتنظيم في البادية الشرقية لسوريا، إذ يتمركز في حوض اليرموك الغربي "جيش خالد بن الوليد" المقرب من تنظيم الدولة، والذي يبعد كيلومترات قليلة عن قرى أردنية حدودية، ويمتلك أسلحة ثقيلة ودبابات، كما قال قائد الجيش الأردني في مقابلته مع "بي بي سي".
توقيت الغارة وأهدافها
من جانبه؛ قال المحلل السياسي عامر السبايلة، إن "توقيت الغارة يدلل على أنها لم تأتِ نتيجة خطر أو عملية كان تنظيم الدولة يحضر لها".
وأضاف لـ"عربي21" أن الأردن بمثل هذه الغارات "يتخذ إجراءات استباقية للمعركة القادمة في الجنوب السوري، وهذا يعني أن الأردن شن غاراته بالتنسيق مع النظام السوري وروسيا".
واعتبر الغارات الأردنية "إعلانا رمزيا عن أن المملكة حسمت خياراتها في موضوع التحالفات على الأرض، استعدادا لمعركة الجنوب السوري، وأنها بدأت تتحرك ضمن رؤية ومصلحة أردنية بحتة؛ تحتم عليها التنسيق مع الداخل السوري".
وتابع السبايلة: "تحمل الغارات أيضا رسالة إلى أمريكا؛ مفادها أن المملكة ستخوض معركة الإرهاب، ومن الممكن أن تكون رأس الحرب فيها".
وأكد نشطاء في الداخل السوري لـ"عربي21" أن تواجد تنظيم الدولة في المنطقة الجنوبية المحاذية للحدود الأردنية؛ يمتد من منطقة حوش حماد، إلى بئر القصب، إلى تل أصفر، وصولا إلى تل دكوه جنوب مطار ضمير (15كم)، حتى جبل سيس (60كم) جنوب غرب مطار السين، إلى السبع بحرات حتى مدينة تدمر".