فتح إعلان مسؤول أمريكي قيام
إيران بإجراء اختبار صاروخ باليستي متوسط المدى في تموز/ يوليو الماضي، باب التساؤل واسعا عن توقيت التصريح، وفي ما إذا كان الهدف منه بدء إدارة
ترامب بمواجهة إيران.
وكان المسؤول الذي رفض شر اسمه، قال إن التجربة الصاروخية أجريت في موقع قرب سيمنان. وتابع بأن آخر تجربة أجريت على هذا النوع من الصواريخ كانت في تموز/ يوليو 2016.
وعلى الفور قال المتحدث باسم البيت الأبيض، شون سبايسر، في تعليق على الموضوع: "نبحث ذلك. نحن على علم بأن إيران أطلقت ذلك الصاروخ. نتحرى طبيعة الأمر، وسأحاول إطلاعكم على المزيد في وقت لاحق".
وسارعت إيران إلى القول، الثلاثاء، إن اختبار صاروخ باليستي أجرته ليست جزءا من اتفاقها النووي مع القوى العالمية ولا أي قرار لمجلس الأمن الدولي يؤيد الاتفاق.
ولم يؤكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أو ينفي الاتهامات الأمريكية بأن بلاده أجرت اختبارا صاروخيا يوم الأحد لكنه قال إن إيران لن تستخدم الصواريخ أبدا في مهاجمة دولة أخرى.
ووجه وزير الخارجية الإيراني تحذيرا إلى الولايات المتحدة وطالبها بعدم البحث عن "ذريعة" لإثارة "توترات جديدة" بخصوص برنامج
الصواريخ البالستية الإيراني.
ترامب يبدأ خطوته الأولى
من جهته، فسر المحلل السياسي الدكتور يحيى الكبيسي تلك الخطوة بالقول إن "إدارة ترامب تحاول البدء بجمع كل الفردية الممكنة لتطويق إيران"، لافتا إلى أن "طرح أمريكا للموضوع يأتي في إطار خطة ترامب بشأن إيران".
وقال الكبيسي في حديث لـ"
عربي21" إن "هذه خطوة أولى باتجاه فرديات أخرى حول قضايا أخرى لجمع ملف يستطيع ترامب تسويق رؤيته التي طرحها في حملته الانتخابية حول محاصرة إيران".
وأضاف أن الاتفاق النووي تحدث عن الصواريخ البالستية، لكنه لم يحدد بشكل واضح ما هي المحددات الملزمة لإيران حول هذه القضية، مستبعدا أن يكون للصواريخ تهديد عسكري جدي لأن مداها بسيط.
وبشأن ما إذا كان ترامب بحاجة ترامب لمبررات حتى يبدأ بتسخين الملف الإيراني، قال الكبيسي: "بالتأكيد هناك حاجة لإقناع الجمهور الأمريكي بهذه القضية، وإذا ما عدنا إلى تجربة جورج بوش الابن لوجدنا أنه أيضا جمع فرديات حول الخطر العراقي في تلك اللحظة لتسويق ضرب العراق".
وأردف: "إذا كان ترامب جادا في محاولة تطويق إيران وتحديد نفوذها في محاولة الوصول إلى عقوبات اقتصادية أو عسكرية على إيران، فإنه بحاجة إلى قرار من الكونغرس الأمريكي وإقناع الجمهوري الأمريكي، بالخطر الإيراني".
وتابع الكبيسي: "بجمع هذه الروايات حول الصواريخ وقضية
الملف النووي وقضايا أخرى يستطيع ترامب بالتعاون مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو أن يجهز المسرح الأمريكي لعمل شيء ضد إيران".
اقرأ أيضا: إيران تعترف بالتجربة "الباليستية" وفرنسا تعبر عن قلقها
وعلى صعيد اتصال ترامب بالعاهل السعودي وتطابق رؤاهم بشأن سياسيات إيران بالمنطقة، قال الكبيسي إن "هناك محاولة من ترامب للربط بين الملف النووي من جهة والنفوذ الإيراني في المنطقة وجعله بسلة واحدة حتى يستطيع أن يسوق رؤيته بخصوص إيران".
وكان مصدر السعودي قال الاثنين، إنه الاتصال بين الزعيمين الرئيس الأمريكي وملك السعودية، كان فيه "تطابقا بوجهات النظر بشأن السياسات الإيرانية في المنطقة".
وبموجب قرار مجلس الأمن الدولي 1929، فإنه "يحظر على إيران القيام بأي أنشطة تتعلق بصواريخ باليستية قادرة على حمل أسلحة نووية، وعلى الدول اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لمنع نقل التكنولوجيا ذات الصلة أو تقديم مساعدات فنية".
وندد السناتور بوب كوركر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بإيران الاثنين بعد تقارير عن إجرائها التجربة، وقال إنه سيعمل مع المشرعين الآخرين وحكومة الرئيس دونالد ترامب لمحاسبة طهران.