نشر معهد واشنطن للدراسات تقريرا، تحدث فيه عن الشخصية العسكرية
الإيرانية، المقرر أن يصبح سفيرا إيرانيا في
العراق.
وقال المعهد إنه في الآونة الأخيرة، أكّدت "مصادر مختلفة أنه سيتمّ تعيين العميد ايرج
مسجدي من «الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، وهو كبير مستشاري قائد «فيلق القدس» قاسم سليماني، ورئيس الأركان السابق لمقر «رمضان» في «الحرس الثوري»، ليصبح السفير الإيراني المقبل في العراق".
وقال المعهد إن مسجدي متورط بعمق "في أنشطة «فيلق القدس» في العراق خلال السنوات العديدة الماضية، التي أسفر الكثير منها عن مقتل أو جرح أو اختطاف عدد من جنود القوات الأمريكية وقوات التحالف، فضلا عن اغتيال عدد من مسؤولي المحافظات في العراق الذين اختلفوا في الرأي مع
طهران".
وأشار إلى أن السفير الجديد من المتوقع أن يستفيد من خبرته في مجال العمليات والاستخبارات؛ لزيادة وتيرة تحوّل المنظمات شبه العسكرية الشيعية في العراق إلى عناصر أكثر قوة من جهاز أمن الدولة، مع قدرة أكبر للتأثير على الانتخابات المقبلة والسياسة العراقية إلى حد بعيد.
وأشار المعهد إلى أن "فيلق القدس" له وجود كبير في العديد من البعثات الدبلوماسية الإيرانية في جميع أنحاء العالم، خاصة في مناطق الصراع.
وبين التقرير أن انخراط «الحرس الثوري» في العمليات الخارجية يعود إلى عام 1980، عندما قام بتدريب المجاهدين الأفغان لمحاربة الغزاة السوفييت. وفي وقت لاحق، قام بتدريب شيعة لبنانيين، وأسّس «حزب الله» كمجموعة مظلة لعدة جماعات شيعية مقاتلة تحارب الجيش الإسرائيلي في لبنان.
وأكد المعهد أنه في مقابلة مع وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء في حزيران/ يونيو الماضي، تحدث مسجدي عن "المهمة التاريخية" للجمهورية الإسلامية المتمثلة بدعم كافة الدول الإسلامية والجماعات المقاتلة التي تحارب "الصهيونية والإمبريالية"؛ لكي يمكن "تسريع" الهدف النهائي بتدمير إسرائيل.
كما أشار مسجدي حينها إلى أن إيران تتبع دبلوماسية أجنبية على ثلاث جبهات متوازية: رسمية، وتنظيمية مسلحة (أو "ثورية")، وشعبية، كما حدّدها المرشد الأعلى خامنئي. ووفقا للعميد، فهذا يعني أنه على الرغم من ممارسة إيران أعمالا رسمية مع الحكومات الإقليمية، إلا أنها تحافظ أيضا على روابط وثيقة مع الجماعات المسلحة والأحزاب؛ من أجل التأثير على الأحداث المحلية والرأي العام.
ويعدّ مسجدي، بحسب معهد واشنطن، من دعاة زيادة عمق إيران الإستراتيجي؛ عبر استمرار حملات الهيمنة في جميع أنحاء المنطقة. حتى أنه دعا إلى شمل الضفة الغربية في هذا العمق الاستراتيجي.
في العام الماضي، وخلال مؤتمر عُقد في طهران تحت عنوان "الجهاد سيستمر"، قال: "علينا ردع إسرائيل من مهاجمة إيران؛ عبر إبقائها منشغلة على حدودها الخاصة.. علينا زيادة قوتنا في الضفة الغربية وقطاع غزة.. علينا تسليح الضفة الغربية".
ولفت إلى أنه في ظل تعيين مسجدي سفيرا في بغداد، فمن المحتمل أن تعزّز إيران دعمها المالي والمادي والتوجيهي لـ«منظمة بدر» و «وحدات الحشد الشعبي» (الشبكة الرسمية للمليشيات الشيعية). وهذان الوكيلان يديران حاليا مرافق تدريب في النجف والحلة، على التوالي، حيث يعدّان متطوعين عراقيين للقتال في العراق وسوريا.
وحتم بقوله إن طهران تهدف على الأرجح إلى إعدادهم للفترة التي تعقب هزيمة تنظيم «الدولة الإسلامية» في العراق مباشرة، سواء أكان ذلك يعني نشرهم في سوريا على نطاق أوسع، أو حتى إعادة تجميعهم لمواجهة إسرائيل.