أعلنت حركة
النهضة عزمها مقاضاة "المعنيين بترويج افتراءات" عنها وعن نائب بكتلتها البرلمانية يملك شركة طيران خاصة، اتهمه محام بـ"تسفير
الإرهابيين من
تونس إلى بؤر التوتر".
وقالت النهضة، الجمعة، في بيان وقعه رئيسها راشد الغنوشي، واطلعت عليه "
عربي21"، إن النائب بكتلتها بمجلس نواب الشعب والرئيس المدير العام لشركة الطيران (سيفاكس إيرلاينز)
محمد الفريخة تعرض بإحدى القنوات التلفزيونية، في إشارة إلى قناة الحوار التونسي، إلى عملية تشويه وافتراء.
وأوضحت الحركة أن التشويه تعلق باتهام الفريخة بتسفير الإرهابيين، معتبرة ذلك في إطار "حملة تقودها جهات تستهدف النائب والحركة معا"، ومنددة بما وصفته بـ"أسلوب خسيس من التشويه والكذب يلجأ إليه بعض خصومها السياسيين، الذين تعوزهم المنافسة السياسية الشريفة"، وفق نص البيان.
خلال رمضان ليلا
وكان المحامي عماد بن حليمة قال إن شركة طيران تونسية خاصة قامت بـ170 رحلة جوية منظمة إلى تركيا لنقل مقاتلين بين سنوات 2012 إلى 2014، انطلاقا من مطار محافظة صفاقس إلى مطار "صبيحة" باسطنبول.
وتابع ابن حليمة، مساء الثلاثاء، خلال حضوره ببرنامج "24/7" على قناة الحوار التونسي بقوله، إن "مطار صبيحة لا يستقبل إلا الرحلات الداخلية أو المنظمة"، لافتا إلى أن "الرحلات التي انطلقت من صفاقس تمت خلال شهر رمضان ليلا".
وأضاف ابن حليمة، الذي كان يقصد بكلامه "سيفاكس إيرلاينز"، باعتبارها الشركة الوحيدة التي كانت خلال تلك الفترة، تستغل مطار صفاقس بشكل حصري قبل إيقاف نشاطها، "هات احسبوا كم طلعوا (صعدوا) من صفاقس وقداش (كم) رجعوا وهات نتثبت.. سنجد ألفين ما رجعوش (لم يعودوا)".
قائمات المسافرين
من جانبه قال محمد الفريخة إنه سيرفع مع حركة النهضة دعوى قضائية ضد المحامي ابن حليمة، مشيرا في تصريح خاص لـ"
عربي21" إلى أن شركته لم تقم برحلات إلى تركيا خلال شهر رمضان.
وأضاف: "انتقلت مؤخرا إلى مطار صفاقس وتأكدت بنفسي مع الجهات الأمنية من قائمات المسافرين في تلك الفترة، حيث اتضح لي رسميا خلوها من أي اسم لداعشي سافر انطلاقا من مطار صفاقس".
وأوضح الفريخة: "تحدثت مع رئيس فرقة الأبحاث بالمطار الذي أكد لي أنهم قاموا بجرد دقيق لقائمات المسافرين، ولم يعثروا على أي اسم من الإرهابيين الذين التحقوا بسوريا عبر تركيا أو غيرها".
ونقل الفريخة، الذي ترشح بشكل مستقل للانتخابات الرئاسية في 2014، عن المسؤول الأمني قوله إن السلطات الأمنية "تتحدى المحامي ابن حليمة وغيره أن يأتوا باسم واحد سافر من مطار صفاقس والتحق ببؤر التوتر".
حملة استهداف
وأضاف الفريخة أن "شركات الطيران ليست مسؤولة عن سجلات المسافرين بل هي من مهام السلطات الأمنية، لذلك أقول إنها عملية تشويه منظمة لشخصي ولشركتي ولحركة النهضة، ومس بسيادة البلاد وبالسلطات الأمنية"، وفق تعبيره.
واعتبر الفريخة أن "ما يروج له ابن حليمة هو استهداف سياسي"، متهما إياه بأنه "ينفذ تعليمات رجل الأعمال المثير للجدل كمال اللطيف، الذي يكن عداوة لي شخصيا ولحركة النهضة"، بحسب قوله.
وواصل بقوله بأنه سيقدم للمحكمة كل الأدلة والبيانات التي تظهر حملة الاستهداف التي تطالته وحركة النهضة، لافتا إلى وجود "أطراف تونسية وأجنبية يريدون نشر أخبار زائفة بهدف بث البلبلة في البلاد والمس باستقرارها واقتصادها"، وفق تعبيره.
من ناحيتها عبرت حركة النهضة عن "مساندتها المطلقة للنائب محمد الفريخة وتضامنها معه، ودفاعها عنه في مواجهة ما يتعرض له ومؤسسته من استهداف وافتراء".
وأكدت أن "اتهام شركة الطيران التي يرأسها الفريخة يهدف إلى تشويه شركات الطيران الوطنية، واتهام أجهزة الأمن وتخويف المستثمرين وضرب الاقتصاد الوطني".
وعرفت شركة "سيفاكس إيرلاينز"، التي توقف نشاطها في صيف 2015، أزمة خانقة عجزت إثرها على استيفاء ديونها، ما أدى إلى تنفيذ عقلة على حساباتها المالية وبروز أزمة لها بالبورصة.