دفع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة في قطاع
غزة، للبحث عن مصادر بديلة للطاقة؛ أملا في قهر الظلام، الذي يحل ضيفا كل مساء على أجزاء واسعة من القطا،ع الذي يعاني منذ سنوات عديدة أزمة في إمدادات الطاقة بفعل تهالك محطة التوليد الوحيدة التي قصفها الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة ودمر أجزاء منها.
وبعد أن جرب المواطن الغزي حسين عبد العاطي عددا من مصادر الطاقة التقليدية المختلفة كالشموع ومولدات الكهرباء الصغيرة وغيرها من الوسائل، تمكن أخيرا من التغلب على انقطاع التيار الكهربائي، عبر تركيب ألواح الطاقة الشمسية، حيث تُوفر إنارة كافية للاستخدام المنزلي دون الشعور بأزمة الكهرباء التي يعاني منها سكان قطاع غزة.
تحقق الأمان الكافي
وقال عبد العاطي في حديث مع "
عربي21" إن ألواح الطاقة الشمسية تحقق الأمان الكافي وذات تكلفة "معقولة"، مقارنة بالوسائل التقليدية للطاقة، قائلا :"الكثير من الأصدقاء والجيران بدأوا بتركيب الألواح الشمسية في منازلهم وهناك مؤسسات ومراكز تساعد الراغبين على تقسيط مبالغ التركيب في المنازل".
وتابع :" إنها طاقة نظيفة وآمنة وتستمر طوال فترة الانقطاع الكهرباء وأصبحنا لا نشعر بأزمة الكهرباء، فاحتياجات منزلنا من الطاقة متوفرة على مدار الساعة بفضل الألواح الشمسية".
من جهته أكد طارق لبد المتحدث باسم شركة توزيع الكهرباء في غزة، أن الشركة تبنت مؤخرا مشروعا لحل أزمة الانقطاع المتفاقمة للتيار الكهربائي التي تتواصل منذ أكثر من 10 سنوات.
وقال لبد في حديث مع "
عربي21" أن الأزمة دفعت الشركة للتفكير في الحلول الإبداعية للتخفيف عن كاهل المواطنين فكانت فكرة إمداد المنازل بالطاقة الشمسية البديلة.
آمنة ونظيفة
وتابع لبد "المشروع عبارة عن عدة مراحل تنتهي مرحلته الأخيرة بإمداد نحو 10 آلاف منزل في أرجاء قطاع غزة بالألواح الشمسية، ويتوقع أن يوفر 10 ميجا واط من الكهرباء لشركة التوزيع" .
وعن التكلفة قال لبد "التكلفة الإجمالية تبلغ حوالي 1800 دولار موزعة على أقساط للتخفيف على المواطنين ". موضحا أن الطاقة الشمسية آمنة، ونظيفة، حيث يوفر اللوح الشمسي الواحد 1 كيلو وات من الكهرباء، تكفي للأغراض المنزلية المختلفة، باستثناء أجهزة تحويل الطاقة الحرارية.
وأضاف "الطاقة لا تكلف مستخدمها أي شئ سوى الرسوم الثابتة للشراء أول مرة فهي تصبح فيما بعد طاقة مجانية، واذا ما انتشرت الطاقة الشمسية البديلة، فربما تشتري شركة التوزيع الكهرباء الفائض عن استخدام المواطنين مستقبلا".
وعن تفاقم
أزمة الكهرباء، أكد لبد عدم وجود حلول فعلية حتى الآن تساهم في حل الأزمة وبالتالي كانت هذه الفكرة للتخفيف من حدة المشكلة التي يعاني منها قطاع غزة .
إعفاء من الضرائب
يذكر أن وزارة المالية في غزة، قررت إعفاء كافة مستلزمات وأجهزة
الطاقة البديلة من الضرائب والجمارك المفروضة عليها بدءا من مطلع العام .
وقالت الوزارة في بيان لها اطلعت عليه "
عربي21"، إن هذا القرار جاء نظراً لتفاقم أزمة الكهرباء في قطاع غزة، وتيسيراً على المواطنين في توفير البدائل.
ويعاني القطاع من أزمة متفاقمة في إمدادات الكهرباء منذ أكثر من 10 سنوات بسبب قصف الاحتلال محطة التوليد الوحيدة، وضعف شبكات التوزيع، مع زيادة الحاجة للكهرباء بفعل الزيادة الكبيرة في عدد السكان.