كشفت مصادر خاصة لـ"
عربي21"، الاثنين، عن زيارة يجريها وفد من أبرز القادة السياسيين
السنة في
العراق إلى مملكة الأردن لحضور اجتماع مغلق مع العاهل الأردني
الملك عبد الله الثاني.
وقالت إن وفدا ضم قادة تحالف القوى العراقية "رئيس البرلمان سليم الجبوري، ونائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي، ونائب رئيس الوزراء السابق صالح المطلك، غادر أمس الأحد إلى عمان للقاء الملك".
وفي حديث مع "
عربي21"، أكدت النائبة عن تحالف القوى انتصار الجبوري، تلك الزيارة، وقالت إن "الزيارة تأتي ضمن جهود يبذلها العاهل الأردني لبحث
التسوية السياسية التي طرحها
التحالف الوطني (الشيعي)".
وأوضحت النائبة أن "التسوية السياسية طرحت في بيت نائب الرئيس أسامة النجيفي على الهيئة السياسية لتحالف القوى، وطرحت مرة ثانية في بيت رئيس البرلمان سليم الجبوري، ورفضت في المرتين".
وعن مدى نجاح الأردن في لعب دور بلملمة البيت السياسي السني، قالت الجبوري إن "على الأردن بذل الجهود في جمع البيت السني وتوحيد موقف قادته، وعلى الأخير السماع إلى صوت الحكماء والقبول بما يطرحه".
وبخصوص التسوية، أكدت النائبة العراقية أن القادة السنة يحملون معهم ملفات عدة لطرحها في اجتماعهم مع الملك، ومن أبرزها "وجود ضمانات دولية لتلك التسوية، ونسبة المكون السني ضمن الحشد الشعبي، وإعادة النازحين إلى مدنهم المحررة".
ولفتت إلى أن الهيئة السياسية كان من المقرر أن تعقد اجتماعا لمناقشة التسوية السياسية، اليوم الأحد، لكن مغادرة قادة التحالف إلى الأردن لحضور الاجتماع مع الملك أخر ذلك، وقد تجتمع غدا.
يذكر أن الملك عبدالله الثاني، كان قد التقى القادة الثلاثة في نيسان/ أبريل 2015، في قصر الحسينية، وتم بحث التطورات الراهنة في المنطقة، وبشكل خاص مستجدات الأوضاع على الساحة العراقية، وجهود الحكومة العراقية في محاربة التنظيمات الإرهابية.
وفي حينها، أطلع المسؤولون العراقيون الملك على مجريات الأمور التي يشهدها العراق حاليا، معربين عن تقديرهم "لوقوف ومساندة الأردن بقيادة جلالته للعراق، وفي الحفاظ على وحدته وسيادته وتحقيق مستقبل أفضل للعراقيين جميعا"، وفقا لـ"بترا" الأردنية.
ووصفت النائبة الجبوري هذه الزيارة بأنها بمثابة المحاولة الأخيرة للخروج من الأزمة الحالية التي يمر بها العراق بشكل عام والمكون السني على وجه الخصوص، ولا سيما أن مدنه تتعرض لقصف وتدمير ونزوح على يد تنظيم الدولة والمعارك الجارية.
وأشادت بالجهود التي يبذلها الأردن في جمع السياسيين العراقيين وتوحيد موقفهم، مشيرة إلى أن المحافظات السنية بحاجة إلى دعم كبير من الدول العربية والمجتمع الدولي بشكل عام.
ودعت النائبة عن محافظة الموصل جميع الدول العربية، ولا سيما دول الجوار، إلى الوقوف مع المكون السني في العراق، لأنه يعاني من نزوح كبير وتشريد ودمار لمحافظاته وقصف يومي على يد تنظيم الدولة في محافظة الموصل.
إقرأ أيضا: هل يدخل الأردن كطرف ضاغط لتمرير "تسوية الحكيم"؟
وكان الحكيم قد زار الأردن، في 8 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، واستمرت الزيارة ليومين، أطلع خلالها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني على آخر التطورات العسكرية في العراق ومشروع التسوية السياسية لمرحلة ما بعد "داعش".
وقال النائب عن التحالف الوطني حبيب الطرفي، في تصريح سابق لـ"
عربي21"، إن "زيارة الحكيم إلى الأردن كانت بطلب من الملك عبدالله، لبحث عدد من القضايا، ومنها وثيقة التسوية، والقمة العربية المقبلة التي سيستضيفها الأردن".
وأضاف أن "الزيارة كانت إيجابية، لأن الأردن الأكثر اعتدالا بين الدول العربية ودول الجوار العراقي ومتفهم لما يجري على الساحة العراقية"، لافتا إلى أن "تحالف القوى يعتمد على دول الجوار بشكل كبير".