وصف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي
مون، الوضع في قطاع
غزة بأنه "حساس للغاية"، محذرا من "
انفجاره" مالم ترفع القيود المفروضة عليه، التي تحول دون تحقيق التنمية لدى الفلسطينيين.
ودأب كي مون الذي كان يتحدث في جلسة لمجلس الأمن حول فلسطين عن التعبير عن "قلقله" مما يحدث في الأراضي الفلسطينية وغزة تحديدا، لكن المنظمة الأممية التي يرأسها فشلت على مدى السنوات الماضية في رفع
الحصار عن أكثر من مليوني فلسطيني محاصرين في بقعة جغرافية ضيقة، ما خلق أوضاعا
بائسة في غزة، وحالة من الإحباط سيطرت على شريحة واسعة، لا سيما الشباب.
دولاران يوميا
من جهته، أشار النائب المستقل في المجلس التشريعي ورئيس اللجنة الشعبية لكسر الحصار عن غزة، جمال الخضري، لـ"
عربي21"، في وقت سابق، إلى أن الإحباط واليأس هما توصيف حقيقي لما يعانيه قطاع غزة؛ مشيرا إلى أن الفقر يسيطر على 80 في المئة من السكان الذي يعيشون على المساعدات المقدمة لهم.
وقال إن نسبة البطالة في غزة مرتفعة بشكل خطير في أوساط الخريجين، إذ بلغت أكثر من 60 في المئة، فيما يعيش البعض على أقل من دولارين يوميا، وهي نسبة الدخل الأدنى عالميا.
وفيما يتعلق بإعادة الإعمار، أكد الخضري أن "من بين 12 ألف منزل دمر خلال الحرب الأخيرة في 2014 جرى بناء ثلاثة آلاف منها فقط حتى الآن؛ بينما يرفض الاحتلال الإسرائيلي إدخال مواد بناء لثلاثة آلاف أخرى تم تمويل بنائها من الأونروا والجهات المانحة؛ أما الستة آلاف المتبقة لا يوجد لإعادة بنائها أي تمويل حتى الآن".
سياسة "التنقيط"
وقال: "إن الاحتلال يريد أن يطيل أمد الحصار ويقف في طريق إعادة الإعمار من أجل استمرار المأساة والمعاناة في قطاع غزة"، مشيرا إلى أن المؤسسات الدولية أيضا تعاني معاناة شديدة بفعل الحصار الذي يعطل عجلة الإعمار ويمنع الاحتلال بموجبه إدخال الإسمنت ومواد البناء الأخرى ويتبع معها سياسة التنقيط".
واتفق الخضري مع بان كي مون حين حذر من انفجار وشيك في غزة التي زاد عدد سكانها خلال 10 سنوات من الحصار لأكثر من نصف مليون نسمة، وقفز الإجمالي إلى حاجز المليونين في بقعة جغرافية ضيقة جدا، داعيا في الوقت ذاته جميع الأطراف لتدارك الموقف وحل الأزمات المتراكمة قبل فوات الأوان.
ولم يخف الشاب محمد الصعيدي امتعاضه مما وصفه الوضع المتردي في غزة، وقال في حديث لـ"
عربي21"، الجمعة، إن "الوضع النفسي متدهور أكثر من الاقتصادي بسبب الآثار الناجمة عن الانقسام والفقر والبطالة والحصار، خاصة إغلاق المعابر المحيطة في غزة في وجه الشباب".
وقال الصعيدي إن هناك أزمات كثيرة يعاني منها القطاع، أبرزها أزمة الكهرباء ونقص غاز الطهي، وغلاء الأسعار، وكلها عقبات في طريق تحقيق حياة كريمة للشباب في غزة.
وحذّر من استمرار الحصار على غزة، قائلا إن "هذه البيئة خصبة لتنامي التطرف والعنف، وإذا ما استمر الضغط بهذا الشكل على القطاع، فربما يؤدي ذلك في النهاية إلى خلق مشاكل لا يمكن التعامل معها، فقد يتوجه الشباب إلى العنف إذا لم تحققت رغباته بالانفتاح على العالم الآخر".
غير صالحة للعيش عام 2020
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد)، أكدت في تقرير اطلعت عليه "
عربي21" أن قطاع غزة قد يصبح غير صالح للسكن بحلول عام 2020، إذا ظل الحصار الإسرائيلي، واستمر التدهور الحاصل في شتى مجالات الحياة.
وسلط التقرير الضوء عن الأزمات الخطيرة في غزة فيما يتعلق بالمياه والكهرباء، فضلا عن تدمير البنية التحتية الحيوية.
وأشار إلى أن 95 في المئة من مجمعات المياه الجوفية الساحلية مصدرا رئيسا للمياه العذبة في قطاع غزة، غير صالح للشرب.
وأورد أن "الحصار الاقتصادي الذي فرض منذ عام 2007 أدى بالفعل إلى وقف عمليات الإنتاج، وفقدان فرص العمل على نطاق واسع، حيث فرض حظر شبه كامل على الصادرات من غزة، وقيدت الواردات والتحويلات النقدية تقييدا شديدا، وأوقف تدفق جميع السلع فيما عدا السلع الإنسانية الأساسية".
الأمر الذي أدى لإفساد الحياة في قطاع غزة وجعلها مكدرة وغير صالحة للعيش بحلول عام 2020، وفق التقرير الأممي.