تناول كاتب ألماني خسارة
حلب لصالح النظام السوري، "ما يشكل نكسة كبيرة للعواصم
الغربية التي لم تجرؤ، باستثناء التعبير عن إدانتها، على التحرك ضد موسكو في مواجهة مجزرة لم تحرك الرأي العام"، وفق قوله.
وتحت عنوان "حلب.. رمز لعجز وعدم مبالاة الغرب"، قال الكاتب الصحفي داميان ستروكا، إن حلب بوصفها "أسوأ مأساة في القرن الواحد والعشرين" أو "حمام الدم" أو "المجزرة" أو "سريبرينتسا الجديدة"، لم يحرك الغرب ساكنا لأجلها، واكتفى بالتنديد جراء هجوم قوات النظام السوري برئاسة بشار الأسد، التي تتلقى دعما من إيران وروسيا.
وأضاف أنه "حتى مع إداناتهم المتكررة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ظل عجز الغرب واضحا للغاية".
وكانت المستشارة الألمانية أنغيلا
ميركل، وصفت مؤخرا الوضع في حلب بأنه "عار"، وانتقدت دعم روسيا وإيران لـ"نظام الأسد في تحركه الوحشي ضد شعبه".
وأكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في برلين، الثلاثاء أنه "من واجبنا التصرف، انتظرنا كثيرا للقيام بذلك على المستوى السياسي (...) علينا التصرف على المستوى الإنساني"، مذكرا أنه دعم القيام بتدخل عسكري في عام 2013 بعد مقتل المئات باستخدام الأسلحة الكيميائية في
سوريا، قبل تخلي الولايات المتحدة عن ذلك في اللحظة الأخيرة، إلا أن الغرب لم يحرك ساكنا حتى اليوم.
من جهته، اعتبر رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، الخميس، أن من واجبه التأكيد على أن أوروبا "ليست غير مبالية بمعاناة الشعب السوري"، وفق زعمه.
وفي الأيام الماضية، كتبت صحف مختلفة في القارة العجوز افتتاحيات عدة تدين ذلك. وقالت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية إن حلب هي "مقبرة الشرق الأوسط للأوهام الغربية".
بينما نددت صحيفة "دي فيلت" الألمانية بالصمت، مشيرة إلى أن "المجتمع الدولي كرر أنه لن يقف متفرجا مرة أخرى أمام سقوط مدنيين عزل ضحايا لاستبداد قادة دمويين. ولكن هذا كان نفاقا. لأن هذا ما يحدث تماما أمام أعيننا في حلب".
تضامن خجول
ونقل الكاتب الألماني عن لوران جوفرين من صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية، قوله: "يمكن للرجال والنساء والأطفال في حلب أن يموتوا، فنحن لن نحرك ساكنا"، محملا الرئيس الأمريكي باراك أوباما مسؤولية "تراجع المشاعر الإنسانية في الكوكب".
ولم يكن هناك أي ضغوطات شعبية تذكر على القادة الغربيين. وعلى الرغم من تكرار صور الرعب والمأساة في حلب، ومشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص صورا لأطفال قتلى أو مصابين أو مبتوري الأطراف عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم يكن هناك موجة تضامن واسعة مع المدينة السورية، مثل تلك التي انطلقت في التسعينيات مع البوسنة والهرسك.
ومن لندن إلى وراسو، كانت موجة الاحتجاجات صغيرة للغاية، وحتى في ألمانيا حيث يقيم مئات الآلاف من اللاجئين السوريين، لم يتم تنظيم أي تحرك كبير.
وأعربت المستشارة الألمانية مؤخرا عن صدمتها من تظاهر مئات الآلاف من الألمانيين للتنديد بمشروع معاهدة التبادل الحر عبر الأطلسي الذي تؤيده، مقابل الصمت على ما يجري في سوريا.
ونقل ستروكا عن السباحة السورية، يسرى مارديني، التي شاركت في أولمبياد ريو دي جانيرو الماضي ضمن فريق اللاجئين، التي أثارت قصة هروبها من بلادها الممزقة بالحرب تعاطفا دوليا، قولها إنها تتفق مع ميركل.
ولكنها تعترف بأنه "عندما أشاهد ما يحدث في سوريا، أذهب للبكاء في غرفتي كل يوم (...) المشكلة أنه لا يمكنني القيام بأي شيء".
بينما يتهم محمد أبو حجر، وهو لاجئ سوري في برلين، الحكومات الغربية بالتواطؤ مع النظام السوري.
وقال اللاجىء بحسب ما نقلته وكالة "فرانس برس": "الحكومات الغربية متورطة لدرجة أنها لم تقم بأي شيء لوقف المجازر. واختارت (الجماهير) تجاهل أسوأ جريمة في هذا القرن".
وفي سراييفو فقط، تجمع آلاف من المتظاهرين للتضامن مع حلب.
ويوضح موجو أغونيتش، الذي خبر حصار المدينة البوسنية الذي استمر 43 شهرا، وأدى إلى مقتل 10 آلاف شخص بينهم طفلته ابنة الثماني سنوات: "نحن في سراييفو نفهم ماذا يحدث. لا يمكننا البقاء صامتين".