كشف المعلق المعروف بيتر أوبورن في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"، عن الأموال التي تقدمها
الأسرة الحاكمة في
البحرين سرا إلى
المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وقال أوبورن، إن البحرين لا تقدم فقط ما يقدر بعشرين بالمئة من الدخل السنوي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي يسجل على حساب مشروع حوار البحرين. بل إن ما حصل عليه المعهد في عام 2015 من مملكة البحرين يقترب كثيرا من سبعة ملايين
جنيه إسترليني، أي إنه لا يبتعد كثيرا عن نصف الدخل الإجمالي للمعهد خلال تلك الفترة.
وأضاف أن موقع "ميدل إيست آي" قام خلال الأسابيع القليلة الماضية بتحقيق خاص به، وبشكل مستقل عن صحيفة "الغارديان" ومنظمة "بحرين واتش"، حول مصادر تمويل المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية. ووصل إلى الاستنتاج بأن التمويل الذي يحصل عليه المعهد من البحرين قد يكون في واقع الأمر أكبر بكثير من المبلغ الذي أوردته صحيفة "الغارديان".
وكانت صحيفة "الغادريان" البريطانية، كشفت عن أن المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية قد "تلقى سرا خمسة وعشرين مليون جنيه إسترليني من العائلة الحاكمة في البحرين"، أي ما يعادل 5.31 مليون دولار، وتقول صحيفة "الغارديان" إن هذا المبلغ يشكل ربع الدخل الإجمالي للمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.
وفي حسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الذي ينتهي في الثلاثين من أيلول/ سبتمبر 2015، بلغ إجمالي دخل المعهد خلال تلك الفترة ستة عشر مليونا وثمانمائة وتسعة وستين ألف جنيه إسترليني (16،869،000 جنيه). من هذا المبلغ هناك ثلاثة ملايين وخمسمئة وثمانية وأربعين ألف جنيه إسترليني (3،548،000 جنيه) ترتبط بحوار المنامة، الذي يعقد نهاية هذا الأسبوع، بالإضافة إلى بعض "ندوات أمنية إقليمية".
ونقل أوبورن عن "الغارديان" قولها إن هذا المبلغ مقدم من العائلة الحاكمة في البحرين. إلا أن موقع "ميدل إيست آي" حصل على معلومات تفيد بأن النقد الخاص بحوار المنامة لا يشتمل على كل الأموال التي حصل عليها المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من البحرين. و"لقد جرى تنبيهنا إلى أن مبلغا غامضا من المال قدره مليونان ومئة وثمانية وستون ألف جنيه (2،168،000 جنيه) كان قد دون في حسابات السنة المالية لعام 2015 على أنه (تبرعات) طوعية وردت إلى المعهد".
ويدون المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية عادة بالتفصيل جل ما يرده من دخل ويقسمه إلى مبالغ صغيرة جدا ومحددة المقادير، ومن ذلك على سبيل المثال مبلغ ثمانية آلاف جنيه إسترليني مدونة على أنها وردت من البحرية الأمريكية كمساهمة في تمويل دراسة حول "النظرية الإيرانية بشأن تطوير الصواريخ البالستية".
إلا أن مبلغ المليونين ومئة وثمانية وستين ألف جنيه (2،168،000 جنيه)، بحسب أوبورن، استثني من ذلك ولم يرد مجزأً ولم يفصل فيه على الإطلاق، وكل ما قيل هو إن هذا المبلغ جاء من مصدر واحد، وإنه عبارة عن تبرع دفعته وزارة الخارجية في البحرين بالدينار البحريني.
ولفت إلى أن هناك بندا آخر غامضا في حسابات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية يخص ما يسمى بـ"النشاط البحثي غير المقيد"، وقيمته مليون وأربعمئة وأربعة وثمانون ألف جنيه إسترليني (1،484،000 جنيه). متسائلا: "من أين جاء هذا المبلغ؟".
وأكد أوبورن أنه لا يجد أي تفسير في الحسابات، رغم أنها في العادة تعطي معلومات مفصلة حول كل مبلغ يرد إلى المعهد مهما كان صغيرا. وبحسب المعلومات التي حصل عليها موقع "ميدل إيست آي" فإن الجزء الأكبر من هذا المبلغ جاء أيضا من مملكة البحرين.