نشر معهد واشنطن للدراسات تقريرا، تحدث فيه عن التدخل السعودي في
اليمن، وعن قدرة تغيير معارك الحدود مسار التدخل، وحسابات الرياض في اليمن.
وجاء في التقرير أن "من شأن طبيعة جغرافيا الحدود
السعودية-اليمنية أن تجعلها عرضة للهجمات التي يقودها
الحوثيون في مناطق جازان وعسير ونجران".
وأشار التقرير إلى أن "أرض الحوثيين في محافظة صعدة هي أشبه بنتوء تلتف حوله الحدود السعودية. وتُعدّ منطقة جازان قطعة من الأراضي السعودية الواقعة بين الحدود اليمنية والبحر الأحمر، ما يجعل معظم المحافظة (بما فيها مدينة جازان وميناؤها ومصفاة جديدة بطاقة تكريرية تبلغ 400 ألف برميل يوميا، ومنطقة صناعية جديدة) تحت مرمى صواريخ الحوثيين البالستية قصيرة المدى وقذائفهم التكتيكية بعيدة المدى".
وذكر أن مدينة
نجران تبعد نحو 20 كيلومترا فقط عن الحدود، ما يجعلها عرضة حتى لأسلحة الحوثيين التكتيكية قصيرة المدى، على غرار الراجمة من طراز ""BM-27 Uragan، وهي منظومة مدفعية صاروخية متعددة الأنابيب من عيار 220 ملم.
ولفت تقرير معهد واشنطن إلى أنه منذ نيسان/ أبريل 2015، شنّ الحوثيون وحلفاؤهم حربا حدودية مكثفة وناجحة على نحو متزايد عبر استخدام أساليب مختلفة.
ولفت المعهد إلى أنه بالإضافة إلى نصبهم الكمائن للقوافل العسكرية واجتياحهم حصون حدودية صغيرة، استولى الحوثيون على منشآت كبيرة تابعة لـ"حرس الحدود السعودي"، ودمروها، واحتلوا أجزاء من قرى غير مأهولة، مثل الربوعة في جنوب شرق عسير.
وأعلن مسؤولون سعوديون أنهم لن ينشروا محصلة القتلى العسكريين إلى حين انتهاء الحرب، لكن تقديرات غير مؤكدة تُشير إلى أن الرقم الحالي هو عدة مئات على الأقل.
ويُعدّ إطلاق صواريخ متعددة الأنابيب على البلدات الحدودية ومدينة نجران مصدر الخطر الأكبر الذي يحدق بالمدنيين؛ إذ لا يمكن لبطاريات الدفاع الصاروخي السعودية "باتريوت" اعتراضها.
ووفقا لمسؤولين سعوديين، تعرضت مدينة نجران وحدها لأكثر من عشرة آلاف قذيفة مدفعية صاروخية منذ بدء الحرب.
وذكر المعهد أن القوات الموالية للرئيس اليمني المخلوع علي صالح أطلقت 18 صاروخا باليستيا على الأقل في المجال الجوي السعودي، لا سيما النسخ المختلفة المطوّرة من صواريخ "سكود- سي" (الكورية الشمالية "هواسونغ 6") بمدى 500 كيلومتر.
وأشار إلى أنه في 26 أيار/ مايو، أعلن الحوثيون عن تطوير منظومة صواريخ تكتيكية بمدى 75 كيلومترا تدعى "Piercing Star-2" ("النجم الثاقب")، مماثلة لصواريخ "أم-75" التي طوّرتها حركة "حماس" في قطاع غزة.
ويبدو أنه تمّ استخدام هذا السلاح للسماح بشكل خاص للحوثيين والعناصر المتحالفة معهم باستهداف مواقع مثل مدينة جازان وميناؤها من دون استهلاك مخزونهم المتضائل من الصواريخ بعيدة المدى. ورغم أن بيانات المتمردين حددت القواعد الجوية السعودية كأهداف لهجماتهم الصاروخية، سقطت الأسلحة عموما في مناطق مأهولة بالمدنيين.
وقال إنه في حين اعترضت بطاريات "باتريوت" التي باعتها الولايات المتحدة إلى المملكة العديد من الصواريخ، يسقط أحيانا الحطام الناتج عن الاعتراض على المنازل، والمناطق التجارية، والمناطق الأخرى المأهولة بالسكان في جنوبي غرب البلاد. وتجدر الملاحظة أنه تمّ إغلاق جميع المطارات المدنية في جازان، وعسير، ونجران منذ تموز/ يوليو 2015؛ بسبب خطر الهجمات الصاروخية.
وبين أنه خلال الأشهر القليلة الماضية، كانت الصواريخ موجهة بشكل أكبر شمالا باتجاه ساحل البحر الأحمر، بما في ذلك نحو الطائف وجدة، الواقعتين على جانبي مكة المكرمة. ومنذ أيلول/ سبتمبر، أعلنت القوات الموالية لصالح عن استخدامها النسخة المطوّرة بمدى أبعد من "سكود- سي" التي تحمل اسم "بركان 1"، ويُزعم أنها تصل إلى مدى 800 كيلومتر، وهي مسافة بعيدة بما فيه الكفاية لضرب جميع المدن الثلاث المذكورة أعلاه.
ومنذ 26 آذار/ مارس 2015، يشن التحالف العربي بقيادة السعودية، وبمشاركة البحرين، عمليات عسكرية في اليمن ضد قوات الحوثيين والموالين للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح.
ويقول التحالف إنه يقوم بعملياته استجابة لطلب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بالتدخل عسكريا لـ"حماية اليمن وشعبه من عدوان المليشيات الحوثية"، في محاولة لمنع سيطرة قوات الحوثيين وصالح على اليمن بالكامل؛ بدعوى معاناتهم من تهميش اقتصادي وإقصاء سياسي.
وتتهم السعودية إيران بدعم تحالف مسلحي "الحوثي ـ صالح".