في الوقت الذي يحتدم فيه الجدل في تل أبيب حول مستقبل تعاطيه مع
إسرائيل، تبين أن الطاقم الذي سيعمل إلى جانب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، سيكون الأكثر تماثلا مع اليمين الإسرائيلي المتطرف.
وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم، أن أحد أوفر المرشحين حظا لتولي منصب وزير الخارجية سيكون رئيس مجلس النواب الأسبق الجمهوري "نيوت غينغريتش"، الذي يزايد على اليمين الديني والعلماني الصهيوني في مواقفه المتطرفة تجاه الفلسطينيين.
وأعادت "يديعوت" للأذهان حقيقة أن غينغريتش سبق له أن أنكر وجود الشعب الفلسطيني، ناهيك عن دعمه غير المتحفظ للإجراءات العسكرية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.
من ناحيتها، عرضت قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة الليلة الماضية، مقطع فيديو يظهر فيه غينغريتش وهو ينتقد "تراخي" إسرائيل في قمع حركة حماس وعدم توجيه "ضربة قاصمة" لها.
وأشارت "يديعوت" إلى أن المرشح الآخر الذي يمكن أن يعين وزيرا للخارجية هو المندوب الأمريكي الأسبق في الأمم المتحدة "جون بولتون"، أحد منظري اليمين الأمريكي المحافظ الأكثر تطرفا.
ونوهت "يديعوت" إلى أن بولتون سبق أن رفض الاتفاق النووي مع إسرائيل ودعا إلى توجيه ضربة استباقية للمنشآت الإيرانية، وحث على منح إسرائيل غطاء ودعم في حال قامت بمهاجمة إيران.
وذكرت الصحيفة أن حكومة اليمين المتطرف في "تل أبيب" ستشعر بارتياح مضاعف في حال صدقت التسريبات الأخيرة التي أكدت أن "ترامب" يتجه لتعيين رئيس بلدية نيويورك الأسبق "رود جولياني" وزيرا للدفاع.
ونوهت الصحيفة إلى أن جولياني معروف بتبنيه "الأعمى" لمواقف اليمين الإسرائيلي، علاوة على أنه اشتهر بتنظيم رحلات التضامن مع إسرائيل عندما كانت المقاومة الفلسطينية تنفذ العمليات الاستشهادية في قلب مدنها.
وأوضحت الصحيفة أن اليمين الإسرائيلي يراهن على الدور الذي يمكن أن يلعبه في الإدارة الجديدة اليهودي "غارد كوشنير"، صهر ترامب وزوج ابنته الذي كان يمثل قناة الاتصال بينه وبين كل من المنظمات اليهودية وإسرائيل، وقد يلعب دورا مهما في الإدارة الجديدة.
وفي السياق، قال المزيد من المعلقين في "تل أبيب"، إن رهانات اليمين الإسرائيلي على فوز ترامب مبالغ فيها وسابقة لأوانها.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم، قال الكاتب جدعون ليفي، إنه قد يتبين أن فوز ترامب أخبار سيئة لليمين، على اعتبار أنه رغم تأييده لإسرائيل فإنه صاحب توجهات "انعزالية ما قد يجعله يتخلى عن إسرائيل عندما تحتاجه".
وقد تبنى معلق الشؤون الاستخبارية يوسي ميلمان، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" اليوم، توقعات ليفي، محذرا من أنه "يجدر باليمين أن يتريث وألا يبالغ في الرهان على اعتبار أنه يدور الحديث عن شخص لا يمكن توقع أفعاله".