أدخلت الولايات المتحدة الأمريكية مروحيات "الآباتشي" القتالية في معركة
الموصل لمواجهة استعمال عناصر
تنظيم الدولة، السيارات المفخخة والانتحاريين، خاصة مع توغل القوات
العراقية في الأحياء الشرقية للمدينة، فيما شهدت موجات النزوح من المدينة تزايدا كبيرا.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، بيتر كوك، أمس الاثنين، إن "مروحيات الآباتشي، شاركت في معركة الموصل خصوصا لتدمير السيارات المفخخة التي يهاجم بها انتحاريو تنظيم الدولة، القوات العراقية".
وتواجه قوات الجيش، خاصة في المحور الشرقي صعوبات كبيرة في التوغل داخل الأحياء الشرقية للموصل، بسبب السيارات المفخخة والانتحاريين والانغماسيين (هم انتحاريون يقاتلون إلى أن تنفد ذخيرتهم ثم يفجرون أنفسهم)، ما أوقع خسائر بشرية لم تكشف عنها وزارة الدفاع العراقية، لكنها أقرت بصعوبات تواجه تقدمها بسبب السيارات المفخخة.
وكلما توغلت قوات العراقية الجيش داخل الموصل، انخرطت أكثر في "حرب شوارع" معقدة، خاصة مع شبكة الأنفاق التي حفرها التنظيم، وسمحت له بتوجيه ضربات من خلف خطوط القوات المهاجمة، ما يجعل استعمال المروحيات في القتال أمرا حتميا لتجنب "النيران الصديقة"، خاصة أن القصف الجوي بالطيران على علو مرتفع قد يؤدي إلى إصابات في صفوف قوات عراقية بالخطأ في المناطق التي تشهد تداخلا بين مقاتلي الطرفين.
ويعكس ذلك التكتيك الأمريكي نفسه في القتال في ليبيا، حيث أوقفت واشنطن القصف الجوي بالطائرات، الأسبوع الماضي، بحسب شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، وفي الوقت نفسه أعلنت البحرية الأمريكية إرسال مروحياتها من حاملة الطائرات "سان أنطونيو"، المتمركزة في البحر المتوسط، لتنفيذ عمليات "دقيقة" في مدينة سرت (450 كلم شرقي طرابلس) بعدما تم حصر عناصر تنظيم الدولة، في منطقة ضيقة في حي "الجيزة البحرية".
إلا أن استعمال مروحيات الآباتشي، ذات السرعة والعلو المنخفض مقارنة بالطائرات، في معركة الموصل، يضعها في مدى المضادات الجوية التي يملكها التنظيم، ما يجعلها عرضة للإسقاط، وقد يزيد من ضحايا القوات الأمريكية في المعركة.
وذكرت وسائل إعلام بناء عن معلومات رشحت من البنتاغون، أن القوات الأمريكية في العراق تمتلك عددا محدودا من الآباتشي (حوالي عشر مروحيات).
وقبل معركة الموصل، شاركت مروحيات آباتشي أمريكية مرات قليلة في عمليات قتالية ضد المسلحين، لا سيما في حزيران/ يونيو 2016، في وادي دجلة.
وتشارك الولايات المتحدة الأمريكية في معركة الموصل بخمسة آلاف عنصر، وأقرت بمقتل جندي لها في معركة الموصل في 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2016، بعبوة ناسفة.
تزايد موجات النزوح
وفي سياق معارك الموصل، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين في الحكومة العراقية الثلاثاء، عن وصول أعداد
النازحين من مدينة الموصل منذ انطلاق العمليات العسكرية لاستعادتها في الـ17 من الشهر الماضي إلى 37 ألفا.
وقال جاسم محمد، وزير الهجرة والمهجرين، في بيان، إن "أعداد النازحين في مخيمات الوزارة منذ انطلاق عمليات تحرير نينوى بلغت 37184 ألف نازح".
وأضاف أن "فرق الوزارة الميدانية وزعت مساعدات غذائية وعينية حال وصولهم مراكز الاستقبال"، لافتا إلى أن "146 نازحا عادوا من مخيم ديبكة إلى مناطق سكناهم الأصلية في منطقة تل الشعير بمحافظة نينوى، وأن العدد الكلي للعائدين بمناطق نينوى المحررة بلغ 2103".
من جهته، قال إياد رافد عضو في جمعية الهلال الأحمر العراقية (مؤسسة رسمية)، إن المئات من المدنيين يواصلون الفرار من مناطق شرقي الموصل مع تقدم القوات العراقية نحو مركز المدينة.
وأضاف رافد أن "فرق وزارة الهجرة، والمنظمات الإنسانية والأجنبية استقبلت خلال الساعات الماضية أكثر من ألفي نازح أغلبهم من النساء والأطفال هربوا من مناطق القتال في شرقي الموصل"، مشيرا إلى أن "النازحين نقلوا بسيارات إلى مخيم الخازر".
وفرّ منذ انطلاق عمليات استعادة الموصل حتى أمس الاثنين، أكثر من 31 ألف مدني من المدينة وأطرافها، وفق إحصائية وزارة الهجرة.
يشار إلى أن غالبية النازحين من مناطق الموصل يتواجدون في مخيمي "الخازر" و"حسن شام".
ويقع مخيم "الخازر" على نحو 30 كلم شرقي الموصل، وقد شيدته الحكومة المركزية بالتنسيق مع حكومة الإقليم الكردي شمال البلاد، ويتسع لنحو ثمانية آلاف عائلة، وتشرف عليه وزارة الهجرة.
أما مخيم "حسن شام" الواقع في منطقة الخازر أيضا، فيتسع لنحو 24 ألف نازح، شيدته الأمم المتحدة بالتنسيق مع حكومة الإقليم المشرفة عليه.
وشكلت الحكومة العراقية الاتحادية، في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، لجنة عليا لإغاثة النازحين برئاسة وزارة الهجرة، وعضوية وزارات الدولة كافة، ولجنة الهجرة والمهجرين البرلمانية، وحكومة الإقليم الكردي؛ بهدف تنسيق الجهود لإغاثة نازحي الموصل.
وانطلقت معركة استعادة الموصل بمشاركة 45 ألفا من القوات التابعة لحكومة بغداد، سواء من الجيش، أم الشرطة، مدعومين من الحشد الشعبي (مليشيات شيعية موالية للحكومة)، وحرس نينوى (سني)، إلى جانب "البيشمركة" (قوات الإقليم الكردي).
وتوقعت منظمات دولية نزوح نحو مليون شخص خلال الحملة العسكرية، وتسود المخاوف بشأن ما ستؤول إليه أوضاع المدنيين، واحتمال استخدامهم دروعا بشرية من قبل تنظيم الدولة.