كشف مدير عام التراخيص في وزارة الاتصالات الفلسطينية، زياد ديب، أن وزارته "لاحظت في الآونة الأخيرة تداول بعض مكاتب الاتصالات التي تعمل في قطاع غزة؛ لشرائح اتصال لاسلكية إسرائيلية، بحجة تقديم خدمة إنترنت مفتوحة لفترة طويلة".
وحذر ديب في حديثه لـ"عربي21" من "الخطورة الشديدة التي تترتب على استخدام هذه الشرائح غير الآمنة، على المستوى الأمني والأخلاقي والاقتصادي".
وأوضح أنه "تم اكتشاف زيادة قوة بث الشريحة الإسرائيلية، حيث كانت في السابق لا تتعدى حدود القطاع إلا بمسافة قصيرة، أما اليوم فقد طرأ عليها تطوير، وزادت قوة بث إشارتها لتغطي مساحات أكبر داخل القطاع".
اختراق وتجسس
وأكد أن "الدخول إلى شبكة الإنترنت باستعمال هذه الشرائح المفتوحة؛ غير آمن، ويمكن من خلاله اختراق أجهزة المستخدم، وتعرّض المواد المخزنة عليها للقرصنة والسرقة، وسلب خصوصيته، وزرع جهاز للتجسس في بيته".
وقال ديب إن وزارته "تتعاون مع الجهات الأمنية الفلسطينية المختصة؛ من أجل منع تداول تلك الشرائح بشكل كامل"، مؤكدا تواجد طواقم الوزارة على المعابر الحدودية "لمنع تهريب تلك الشرائح؛ التي دخلت للقطاع عبر طريقة ما سيجري تتبعها ومنعها".
من جانبه؛ أوضح الخبير في الأمن القومي، إبراهيم حبيب، أن هذه الشريحة "هي إحدى الأدوات التي يستخدمها الاحتلال لتسهيل
تواصله مع
العملاء الذين يتم تجنيدهم مباشرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي، أو الاتصال المباشر".
وأضاف لـ"عربي21" أن "الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعمل على منع الجهات الأمنية الفلسطينية من ملاحقة العملاء، وإعاقة تتبعها لاتصالاتهم"، لافتا إلى أن هذه العملية "هي حلقة من حلقات صراع الأدمغة الجاري بين المقاومة الفلسطينية، وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي".
تسهيل التواصل
وحول إمكانية "التنصت" على المقاومين الفلسطينيين الذين ينشطون في المناطق القريبة من الحدود؛ قال حبيب: "لا أعتقد أن تلك الشريحة لها علاقة بالتنصت، لسبب بسيط؛ هو أن كل الاتصالات التي نجريها عبر الجاسوس الملازم لنا (الموبايل) مسجلة لدى شركات بيزيك الإسرائيلية"، وهي التي تزود قطاع غزة بخدمة الاتصالات.
وبيّن الخبير الأمني أن "الوحدة 8200 الإسرائيلية؛ تستطيع تشغيل أجهزة الموبايل الحديثة بالصوت والصورة"، مبينا أن الشريحة الإسرائيلية "خاصة بمسألة التواصل؛ لأن الاحتلال أدرك أن المقاومة باتت قادرة على التحكم في الاتصالات الفلسطينية، ومعرفة آلية التواصل التي تجري بين الاحتلال وعملائه".
وأكد حبيب أن الاحتلال "درج على منح المتخابرين معه شرائح اتصالات أورنج، لكن قدرة إرسال تلك الشريح لم تكن تتعدى كيلومتر واحدا من بعد السياج الحدودي"، موضحا أن هذا الأمر "دفع إسرائيل إلى تقوية بث إرسال تلك الشريحة لتصل إلى أبعد من شارع صلاح الدين الأيوبي"، وهو الشارع الذي يقسم قطاع غزة من الشمال إلى الجنوب، ويوازي الشريط الحدودي الشرقي.
وتتخصص وحدة الاستخبارات "8200" في مجال الابتكار التكنولوجي، وفق موقع "المصدر" الإسرائيلي، الذي أكد أنها تشكل "فيلق وحدة الاستخبارات الإسرائيلية المسؤولة عن التنصت الإلكتروني".
وتقدر منظمة "برايفيسي انترناشونال" البريطانية غير الحكومية، أن هناك نحو 27 شركة إسرائيلية تنشط في مجال جمع المعلومات، وصناعة برمجيات اعتراض الاتصالات والتجسس، وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي، الذي أشار إلى التقدم الكبير الذي حققته الشركات الاسرائيلية المتخصصة في اعتراض الاتصالات، "حتى إن شركة أبل أطلقت تحذيرا بعد اكتشاف برنامج
تجسس يسمح باختراق أجهزة آيفون وآيباد".