فتحت
فرنسا أول قاعة رسمية لاستهلاك
المخدرات الاثنين، في باريس، لتتيح للمدمنين تعاطي المخدرات في ظروف سليمة، في سياق مبادرة لقيت ترحيبا من الجمعيات، لكن الرأي العام انقسم بشأنها.
وتقع "قاعة استهلاك المخدرات في ظروف أقل خطرا"، بحسب التسمية الرسمية، في مستشفى لاريبوازيير، بالقرب من محطة غار دو نور وهي المنطقة الأكثر تأثرا بآفة المخدرات.
وفتح هذا الموقع في إطار تجربة ممتدة على ست سنوات، بموجب قانون
الصحة الذي اعتمده البرلمان الفرنسي في العام 2015. وهو مخصص لكبار المدمنين الذين يستهلكون مواد بواسطة الحقن يتولون تأمينها بأنفسهم واستخدامها تحت إشراف طاقم طبي يزودهم بمعدات معقمة.
ويفتح المركز الممتد على 450 مترا مربعا في باحة المستشفى كل يوم، من الواحدة والنصف ظهرا إلى الثامنة مساء، مع مدخل منفصل خاص به. وهو يتضمن قاعة استقبال وانتظار وصالة استهلاك. ويعمل فيه نحو عشرين طبيبا وممرضا ومساعدا اجتماعيا وعنصر أمن.
وتنضم فرنسا بالتالي إلى ألمانيا وأستراليا وكندا وإسبانيا والدنمارك ولوكسمبورغ والنرويج وهولندا وسويسرا، حيث تتوافر مواقع من هذا القبيل أثبتت فاعليتها خلال السنوات الماضية.
والرهان كبير في مجال الصحة العامة، بحسب وزارة الصحة، إذ إن "الوضع الصحي لمستهلكي المخدرات مقلق جدا في فرنسا"، وقد أصيب 10% منهم سنة 2011 بفيروس الإيدز، وأكثر من 40% بالتهاب الكبد من نوع "سي".
غير أن هذا المشروع الذي تطالب بتنفيذه منذ سنوات عدة جهات، من قبيل جمعيات مختصة وجزء من الطاقم الطبي، يثير انتقادات أطراف أخرى تعتبر أنه يأتي بمفعول عكسي، فضلا عن استياء السكان الذين يخشون اضطرابات في الجوار.
ويعارض 53% من الفرنسيين قاعة استهلاك المخدرات هذه، بحسب استطلاع للآراء نشرت نتائجه الأحد.