أعلن المجلس المحلي المعارض في بلدة "الهامة" بريف دمشق في وقت سابق، عن استهداف مكاتبه من قبل النظام السوري بالبراميل المتفجرة، كما دمرت مكتب الدفاع المدني، وأخرجت مستشفى "السلام" الوحيد في
بلدة الهامة عن العمل.
ودخلت الحملة العسكرية المستمرة من قبل النظام السوري وميليشياته المحلية يومها العاشر، فيما بين مصدر معارض أن قائد الحملة العسكرية على قدسيا والهامة ومسؤول التفاوض أسقط صفة المدنية عن آلاف المدنيين الذين يحاصرهم في البلدة بسبب عدم رفضهم وجود قوات المعارضة فيها.
بدوره، أكد مجلس بلدة "الهامة" المحلي في ريف دمشق، عبر صفحته الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أن
البراميل المتفجرة التي استهدفت مستشفى "السلام" أدت إلى مقتل اثنين من الكادر الطبي، وهما: "الطبيب عيد خلف، والممرض يوسف النادر"، فيما دمرت البراميل المتفجرة سيارة الإطفاء الوحيدة في البلدة، كما استهدفت أكثر الأحياء السكنية اكتظاظاً بالسكان مخلفةً عددا من الضحايا، وأعدادا كبيرة من الجرحى في صفوف المدنيين.
توقفت معالم الحياة المدينة في الهامة، كما أن
القصف المستمر على الأحياء السكنية من قبل النظام السوري أدى إلى تخريب وقطع الخط الرئيسي للمياه، والذي يغذي الخزان الرئيسي في الهامة والمناطق الموالية للنظام والتي تجاور البلدة، علماً أن استخدام البراميل المتفجرة ضد البلدة يعد الأول من نوعه.
وتعيش الهامة بحسب "المجلس المحلي" حالة مأساوية، فقناصة النظام يرصدون غالبية الطرق، والعائلات تختبئ داخل الملاجئ غير المجهزة لمثل هذه الحوادث، وسط انقطاع تام للكهرباء والمياه، وشح بالأدوية الطبية، وحصار خانق منذ عام ونصف كان الأشد فتكاً بالأهالي خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة التي اختتمها النظام بحملة عسكرية تعد الأعنف.
من جهته، أشار عضو تنسيقية الثورة السورية في الهامة "سامر الشامي" إلى أن الوضع في البلدة لا يختلف عن جارتها "قدسيا" كثيراً على صعيد الحصار والحملة العسكرية، ولكن قدسيا تتميز بكثافة سكانية كبيرة للغاية تصل لقرابة 600 ألف مدني.
وبين الشامي لـ"
عربي 21" خلال اتصال هاتفي معه، أن الحملة العسكرية التي ينفذها النظام منذ عشرة أيام على المنطقة بدأت من قدسيا المكتظة بالسكان، وفي ثاني أيامها شملت بلدة "الهامة"، علماً أن الأخيرة بلدة صغيرة للغاية لا تتجاوز مساحتها الواحد كيلو متر مربع، وهي محاطة بجبال تتمترس فيها دبابات الأسد.
وأشار الناشط الإعلامي، إلى وجود حالة من التخبط والخلافات الداخلية داخل أروقة النظام السوري وقوات الدفاع الوطني الموالية له كميلشيات جبل الورد التي تبحث عن تفريغ حقد طائفي بصدور أهالي المنطقة المحاصرة بسبب خسارتهم للمكاسب المالية الكبيرة من استمرار الحصار، فهم يرون في تدمير الهامة خسارة لهم من الناحية المالية لذلك يطالبون بتعويض عن ذلك بمنحهم أراضٍ وبيوت لاحتلالها.
أما نظام الأسد فيريد إنهاك البلدة عسكريا، عقب إنهاكها اقتصاديا نتيجة الحصار ونفاد المخزون المالي للأهالي، وسلب الهامة مكتسباتها الثورية التي اجتازت بفضلها سنوات الحصار الأربع الأخيرة، والتي نجحت في صمودها الحفاظ على النفس الثوري، فيما يبتغي النظام من التفاوض كسب العامل الزمني لإحداث أكبر كم من الدمار لفرض شروط قاسية على المدنيين، بحسب ما أفاد به المصدر.
وأوضح الشامي، أن النظام لا يعتبر الـ 25 ألف سوري في بلدة الهامة مدنيين، وهذا ما أكده قائد حملته العسكرية ومسؤول ملف التفاوض العميد "قيس فروة"، مبينا أن "الذين تحملوا الحصار ولم يرفضوا وجود المسلحين سنة ونصف ليسوا بمدنيين".
وكان النظام عرض مع بدء الحملة العسكرية على بلدتي قدسيا والهامة عدة مطالب بإخراج مقاتلي المعارضة الرافضين للتسوية معه فيهما، والتوجه نحو الشمال السوري، إلا أن هذه المطالب لم يتم التوافق عليها بشكل رسمي، وتحولت المفاوضات إلى معارك ضارية وقصف هو الأعنف عليهما.