حولت الطائرات الروسية وكذا المقاتلات التابعة للنظام السوري مدينة
كفر حمرة في
ريف حلب إلى
منطقة منكوبة، بعد تدميرها لأكثر من ألف بناء في أحيائها بشكل كامل، فيما وصف سوريون المدينة بـ "داريا حلب" جراء ما تعرضت له.
وهاجمت
المقاتلات الروسية المدينة بالأسلحة العنقودية والفوسفورية عشرات المرات، ما أدى إلى تهجير قرابة 60 ألف مدني من أصل 70 ألفا كانوا يقطنونها.
وتقع مدينة كفر حمرة في الشمال الغربي من حلب، حيث تبعد عن المدينة مسافة ثمانية كيلومترات، وكان يقطنها حتى عام 2012 أكثر من 40 ألف مدني، وتعتبر من المدن الاستراتيجية جغرافياً كونها نقطة ربط بين الريفين الشمالي والغربي لحلب.
ويقول الناشط الميداني "محمد الأش" في حديث خاص لـ"
عربي 21": "إن المدينة تحولت في منتصف عام 2012 إلى مركز إيواء لمئات العائلات النازحة من مناطق مجاورة ليصبح تعداد سكانها 70 ألف نسمة، إلا أن أهالي المدينة نزحوا منها عندما استهدفتها قوات النظام في منتصف عام 2013، حيث هجرها قرابة 50 ألف مدني، وفضل 20 ألف آخرون البقاء فيها رغم ما تتعرض له من هجمات".
وبين "الأش" أن القوات الروسية شاركت
النظام السوري في قصف مدينة كفر حمرة مع مطلع عام 2016، واستهدفتها بعشرات الغارات الجوية، ونتج عن التدخل الروسي العسكري تهجير قرابة 10 آلاف مدني منها.
كما شهدت "كفر حمرة" أواخر الشهر الخامس من العام الحالي، حملة عسكرية روسية هي الأعنف على الإطلاق بمعدل 20 غارة روسية في اليوم الواحد، كما وثق ناشطون سوريون منذ الشهر الخامس حتى الشهر التاسع من العام الحالي أكثر من 1400 غارة جوية، من ضمنها 900 غارة بصواريخ فراغية نفذتها مقاتلات روسية، فيما قصفها النظام السوري بـ 500 برميل متفجر ولغم بحري، بالإضافة إلى 4 آلاف قذيفة مدفعية استهدفت المنازل والأماكن العامة خلال الأربعة الأشهر الأخيرة، بحسب ما أورده المصدر.
وأكد المصدر أن المقاتلات الروسية استهدفت المدينة بأكثر من مائة غارة جوية بالصواريخ العنقودية المحرمة دولياً، بالإضافة إلى 45 غارة جوية بالأسلحة الفوسفورية المحرمة أيضاً، ونتج عن هذه الهجمات مقتل 110 من أبنائها، وسقوط 1400 جريح بإصابات متفاوتة، وأدت الغارات الروسية إلى تدمير 1000 بناء سكني مدمر بشكل كامل، كما دمرت الطائرات الروسية ثمان مدارس بالكامل من أصل 11 مدرسة في المدينة الصغيرة.
كما هاجمت الطائرات الروسية المشافي الثلاث التي كانت تحتويها مدينة "كفر حمرة" ودمرتها بالمطلق، وسوّت أسواقها بالأرض، ما أدى إلى وصف المدينة بـ "المنكوبة"، فيما راح بعضهم يصفها بـ "داريا" حلب.