أعلنت شخصيات نسائية
تونسية رفضها دعوة الرئيس التونسي، الباجي قائد
السبسي، التي وجّهها بمناسبة اليوم الوطني للمرأة (13 آب/ أغسطس من كلّ سنة)، كما شهد الحفل مقاطعة شخصيات أخرى رفضن حضور حفل التّكريم، الذي نُظّم السبت، بقصر قرطاج.
وتعدّدت أسباب رفض التّكريم أو حضور الحفل، بحسب ما كتبته هذه الشّخصيات الثقافية والسياسية على صفحات التواصل الإجتماعي، ليثير الاحتفال بعيد المرأة في تونس هذه السنة جدلا واسعا.
وقد تزامن الاحتفال بعيد المرأة هذه السنة مع الذّكرى الستين لصدور مجلّة الأحوال الشّخصية، وهي هي مجموعة قوانين اجتماعية صدرت في تونس في 13 آب/ أغسطس 1956.
لا يوجد ما يدفع للاحتفال
وفي تفسيرها لرفض قبول دعوة الرّئيس التونسي للتّكريم، قالت الأكاديمية التونسية ألفة يوسف، في تدوينة لها على صفحتها في موقع فيسبوك، إنه لا يوجد ما يدفعها للمشاركة في احتفال جماعي، وإنها تفضل الاحتفال بعيد المرأة فرديا مع عائلتها "التي لا تُفرّق بين الذّكر والأنثى"، وفق تعبيرها.
وتابعت ألف يوسف: "مجلة الأحوال الشخصية كانت ثورة منذ ستين سنة. أن تحتفل بها اليوم للذكرى جيد، أما أن تحتفل بها لذاتها فكأنك تحتفل اليوم بظهور التلفزيون او الراديو... المساواة بين المواطنين تامة أو لا تكون، لا سيما أن الدستور يثبتها".
وألفة يوسف (52 سنة) هي من بين الشخصيات النسوية التونسية التي تُطالب بتغيير بنود الميراث في مجلة الأحوال الشخصية، وبالتخلي على كل النّصوص التي لا تُساوي بين الذّكر والأنثى في شتى المجالات.
رفض المناسبات "الفلكلورية"
من جهتها، اعتذرت الممثلة التونسية سوسن معالج، عن تلبية دعوة السبسي، مُشيرة إلى أنها ليست من "هواة المُناسبات الفلكلورية السنوية أو الاحتفالات الفئوية"، وفق تعبيرها.
وتوجّهت معالج للسبسي، عبر تدوينة على موقع فيسبوك، قائلة: "لا أفهم معنى احتفالكم بالمرأة في وطن تُقاد فيه الكادحات كالبعير على متن شاحنات الموت من أجل المحصول والإنتاج، وتعتقل فيه طبيبة بسبب "شورت"، بينما يقف حال البلاد والعباد من أجل عيون ابنكم المدلَّل".
وانتقدت معالج ما أسمته
التكريم الصّوري للنّساء في ظل احتكار الرّجال للحقائب الوزارية والمناصب العليا في الدّولة، و"حشر المُناضلات في دهاليز القصر والإدارة".
وطالبت بفتح "ملفّات الفساد وتكريس العدالة الاجتماعيّة، وبالمحاسبة، وبعلويّة القانون واستقلال القضاء ورفع أيادي مافيات التهريب والإرهاب وباصلاح التعليم"، معتبرة أن "خير تكريم لكرامة المرأة التونسية التي هي من كرامة الوطن"، وفق تعبيرها.
عيد المرأة لا يمثّلني
وقالت الإعلامية عائدة عرب، إن الاحتفال بعيد المرأة لا يعني لها شيئا، وإنها لا تفرّق بين المرأة والرّجل إلا بالكفاءة.
وأضافت في تدوينة لها على صفحتها في فيسبوك، متوجّهة للرّئيس التونسي: "لو كنت تريد تكريم المرأة لما استلقيت في قصر قرطاج وخيّبت آمالها بتحالفاتك المعوجّة، ولما تركت ابنك يصول ويجول في البلاد، ولاحترمتها وكرّمتها بمنحها المكانة التي تستحقّها في مواقع السّلطة".
وذكّرت السبسي بما قاله سابقا في ردّ على القيادية في حزب حركة النّهضة، محرزية العبيدي، عندما قال: "ما هي إلا امرأة"، مُشيرة إلا أن هذا التّصريح الذي حوى نظرة دونية للمرأة لن ينساه له أحد.
يذكر أن "
عربي21" لا يمكنها التأكد من صحة المعلومات الواردة في مواقع التواصل الاجتماعي من مصدر مستقل.
تجاهل "نضال" المرأة المحجّبة
وعلى صعيد آخر، قاطعت النّائبة عن حركة النّهضة، يامينة الزّغلامي، حفل الاحتفال بعيد المرأة، احتجاجا على تواصل إقصاء المُحجّبات من قائمة المُكرّمات بمناسبة عيد المرأة، للسنة الثانية على التوالي.
وقالت الزّغلامي، في تصريح لـ"
عربي21"، إن "المرأة المُحجّبة هي رمز للنضال والتأسيس للجمهورية الثانية، وهي المقتنعة بنهج الحوار والتوافق، وهي المفكرة والباحثة والاديبة والشاعرة، وهي المرأة التي حرمت من أي تكريم لتشبثها بحرية اللباس في عهد الديكتاتورية، والتي تحرم اليوم من الاعتراف بنضالاتها، في إقصاء ممنهج لم يعد مقبولا في عهد الثورة"، وفق تعبيرها.
وأضافت: "في عهد الترويكا ووزيرة المرأة سهام بادي، قامت السّلطة بتكريم نساء تونسيات تنتمين لمختلف الحساسيات الفكرية والأيديولوجيّة، وكان احتفالا يُمثّل المرأة التونسية بتنوّع انتماءاتها، أمّا هذا الاحتفال فهو لا يُمثّلني ولا يُمثّل شريحة هامّة ومناضلة من التونسيات".
يُذكر أنّه تمّ تكريم 12 امرأة ناشطة في المجال العام، بالإضافة للطّفلة نور التي برزت في أحد برامج المواهب الغنائية للأطفال، حيث تم منحهن وسام الجمهورية.