حذر رئيس مركز القدس الدولي، الدكتور حسن خاطر، من المخطط "الإجرامي" الذي يسعى الاحتلال
الإسرائيلي لتنفيذه "هذه الأيام"، والرامي إلى "ضم
المسجد الأقصى المبارك إلى
وزارة الأديان الإسرائيلية".
وأكد خاطر في حديث خاص لـ"
عربي21" أن "هناك مخططا إسرائيليا طُرح قبل سنوات للمصادقة عليه كمشروع في الكنيست الإسرائيلي، ولم ينجح في وقتها؛ بدأ الاحتلال بتفعيله وإحيائه هذه الأيام، وهو محاولة إتباع وضم المسجد الأقصى المبارك إلى وزارة الأديان الإسرائيلية، وفرض واقع إداري جديد عليه".
وأوضح أن "الأجواء في هذه الأيام أكثر مناسبة لتنفيذ هذا المخطط الاحتلالي، في ظل حالة الصراع العربي، واستمرار الانقسام الفلسطيني، والانشغال الدولي"، مشددا على أن "ما يجري من قبل الاحتلال بحق المسجد الأقصى هذه الأيام؛ هو مؤشر خطير على تطور الهجمة الإسرائيلية التي تستهدفه".
وقال خاطر إن "إسرائيل تسعى للهيمنة والسيطرة على الأقصى والمؤسسات الإسلامية المتواجدة بداخله"، مؤكدا أن الاحتلال يعمل على "إضعاف دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن، وما يتفرع عنها من
حراسة المسجد الأقصى ووحدة الترميم وغيرها".
وأضاف: "يتم تهيئة الأجواء لتنفيذ هذا المخطط الإجرامي؛ من خلال استهداف وإضعاف تلك المؤسسات، واعتقال موظفيها وطواقمها المختلفة، وإبعادهم، وفرض الغرامات عليهم"، لافتا إلى أن "كل هذه الإجراءات الإسرائيلية القمعية؛ هدفها أن تصبح تلك المؤسسات عاجزة وغير قادرة على القيام بدورها".
مخطط من أعلى المستويات
وأوضح خاطر أن "التوجهات والمخططات الإسرائيلية جاهزة ليكون المسجد الأقصى واحدا من تلك المؤسسات الدينية التي تتبع وزارة الأديان الإسرائيلية، كما هو حال الكثير من المؤسسات في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948"، لافتا إلى أن الاحتلال "يعتقد أن وجود نماذج سابقة لمساجد وغيرها تتحكم فيها وزارة الأديان الإسرائيلية؛ يمكن أن يطبق على المسجد الأقصى، رغم علمهم بالتحديات التي تواجه مخططهم الإجرامي".
ولفت إلى أن "ملف المسجد الأقصى حاضر بشكل دائم ومستمر على مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وهذا مؤشر على حجم الخطورة والتحديات التي يواجهها الأقصى اليوم"، مؤكدا أن ما يتعرض له الأقصى "تتم حياكته وتوجيهه وتدبيره من أعلى المستويات الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "اهتمام الاحتلال يتجه نحو إدارة المسجد الأقصى بصورة عامة، والتي بدأت فعليا بشل قدرة إدارة الأوقاف الإسلامية من خلال العديد من الإجراءات، والتي كان آخرها الأسبوع الماضي؛ بمنع الأوقاف من إجراء ترميمات أو إصلاحات داخل الأقصى إلا بموافقة سلطة الآثار الإسرائيلية، وهو إجراء قديم يفعَّل اليوم".
إحكام قبضة الاحتلال
وأكد خاطر أن الاحتلال يعمل "على مصادرة الصلاحيات الخاصة بدائرة الأوقاف وما يتفرع عنها"، مضيفا أن "كل الأمور تسير نحو إحكام قبضة الاحتلال على الأقصى، والانتقال من مرحلة الهيمنة على الأقصى؛ إلى مرحلة الاستيلاء على إدارته من قبل وزارة الأديان الإسرائيلية".
وحول تداعيات هذه المشاريع والمخططات الصهيونية؛ قال رئيس مركز القدس إن "استمرار استهداف إسرائيل للمسجد الأقصى؛ سيؤدي إلى تفجير الأوضاع، وسيرها في طريق لم تتوقعه سلطات الاحتلال على الإطلاق".
وحذرت العديد من المؤسسات الإسلامية في بيان مشترك اطلعت عليه "
عربي21"، من خطورة ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأقصى "عبر وسائل تنفيذها من الشرطة والقوات الأمنية الخاصة ومخابراتها واستخباراتها وقطعان المستوطنين المبرمجين".
ولفت البيان الذي صدر الخميس الماضي، إلى "زيادة الاعتقالات والتوقيف والإبعاد بحق عدد من المسؤولين في الأوقاف التابعة للمسجد الأقصى، وبحق الحراس والعمال وأصحاب المسؤوليات بحجج واهية، إضافة إلى منع إدخال مستلزمات البناء، وتنفيذ أعمال الإعمار والترميم".
وأكد كل من "مجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية بالقدس، ودائرة الإفتاء الفلسطينية، والهيئة الإسلامية العليا ودائرة أوقاف القدس" عبر البيان، أن "الهجمة التي يتعرض لها الأقصى؛ لم يُعرف مثيل لها منذ احتلال إسرائيل للقدس والأرض الفلسطينية عام 1967".