اقترح الرئيس
التونسي الباجي قائد السبسي، على الأحزاب والمنظمات المشاركة في المشاورات المتعلقة باختيار رئيس الحكومة الجديد، اسم "
يوسف الشاهد"، القيادي في حزب
نداء تونس، ووزير الشؤون المحلية في الحكومة المستقيلة، ليكون خلفا للحبيب الصيد.
ويأتي اقتراح السبسي في أولى جولات الحوار مفاجئا للجميع، حيث كان من المتوقع أن يمر مسار المفاوضات بترشيح الأطراف الأخرى أسماء بهدف التداول حولها في مرحلة أولى، ثم اختيار أحدها.
وبحسب ما تداولته وسائل الإعلام نقلا عن مصادر من داخل لقاءات التشاور؛ فقد تم اقتراح "الشاهد" على أن يتم تكليفه رسميا الأربعاء، عقب عقد جلسة أخرى للتشاور مع الوفود المشاركة في الحوار، بعد العودة لقياداتها لعرض المقترح عليها، والمصادقة عليه، أو تقديم بديل.
ورغم عدم إصدار أي طرف لموقف رسمي من مقترح السبسي؛ فإن المعطيات الواردة من كواليس الساحة السياسية تشير إلى أن أغلب الأطراف، باستثناء حركة الشعب، لم تبد معارضة لمقترح السبسي.
من هو يوسف الشاهد؟
ويوسف الشاهد من مواليد 18 أيلول/ سبتمبر 1975، يشغل حاليا منصب وزير الشؤون المحلية في حكومة تصريف الأعمال، كما أنه شغل خطة كاتب دولة للصيد البحري في حكومة
الحبيب الصيد الأولى التي تشكلت عقب انتخابات 2014.
وعلى المستوى الأكاديمي؛ هو أستاذ جامعي، وخبير دولي في السياسات الفلاحية، تحصل على شهادة مهندس في الاقتصاد الفلاحي من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية عام 1998، ثم على شهادة العلوم المعمقة في اقتصاد البيئة والموارد الطبيعية في 1999، ثم شهادة الدكتوراه في العلوم الفلاحية، من المعهد الوطني الفلاحي بباريس في 2003.
أما مهنيا؛ فاشتغل الشاهد بين سنوات 2000 و2005 خبيرا دوليا في السياسات الفلاحية لدى عدد من المنظمات الفلاحية الدولية، كالاتحاد الأوروبي، ومنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة.
واختص الشاهد منذ عام 2003، بمتابعة السياسات الفلاحية في كل من تونس والمغرب، بالتنسيق مع وزارتي الفلاحة فيهما، وتولى وضع وتخطيط سياسات التعاون في ميدان الأمن الغذائي وتطوير الشراكة الفلاحية بين تونس والولايات المتحدة الأمريكية.
واشتغل على إنجاز المشاريع الفلاحية والدعم التقني في تونس، وتطوير الشركات التعاونية في البلاد، بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، وتدريب كوادر ديوان الحبوب التونسي، بالإضافة إلى عمله في مجال التعليم العالي، حيث شغل خطة أستاذ مساعد بجامعة "ران1" بفرنسا بين عامي 2000 و2002، قبل أن يشتغل أستاذا في المعهد الأعلى الفلاحي بفرنسا من 2003 إلى غاية 2009.
وانخرط الشاهد في الشأن السياسي بعد الثورة التونسية، حيث كان من مؤسسي الحزب الجمهوري (يسار وسط) عام 2012، وعضوا بمكتبه السياسي، قبل أن ينضم في 2013 إلى حزب نداء تونس، ليشغل خطة عضو مكتب تنفيذي مكلف بالبرنامج السياسي للحملة الانتخابية لعام 2014، كما أنه كان على رأس قائمة الـ13 التي عينها السبسي لتطويق الخلاف داخل حزب النداء.
صلة قرابة
وما إن أُعلن عن مقترح السبسي، حتى أطلق ناشطون حملة إلكترونية للتنديد بهذا المقترح، بناء على ما راج من أن الشاهد هو صهر السبسي، أو أن له صلة قرابة أخرى به تضاربت المعلومات حول طبيعتها.
وحذر الناشطون في منشوراتهم على موقع "فيسبوك" من مخاطر العودة لمنطق العائلة الحاكمة التي سادت في عهد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث كان لأصهاره نصيب كبير في استشراء الفساد بالبلاد.
وفي رد حول هذه الحملة؛ قال النائب بمجلس نواب الشعب عن "نداء تونس" حسن العمري، إن "الرئيس الباجي قائد السبسي رشح يوسف الشاهد لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية، وهو سليل عائلة مناضلة، وحفيد أول امرأة مارست السياسة، عضو المجلس التأسيسي الأول بتونس، راضية الحداد".
وأكد العمري في تدوينة على صفحته الخاصة في "فيسبوك" أن الشاهد "ليس له أي قرابة عائلية بالرئيس؛ لا من قريب، ولا من بعيد".
وأضاف: "الرجل على دراية كبيرة بمكامن الخلل في الدولة، وهو ندائي ووطني حد النخاع، وله من العلم والدراية الكثير".
وكان الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، قد أطلق في 2 حزيران/ يونيو الماضي، مبادرة لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقّع على وثيقتها التوجيهية تسعة أحزاب وثلاث منظمات، ودخلت مرحلتها الثانية بعد رفض البرلمان، السبت، تجديد الثقة لحكومة الحبيب الصيد.
وبحسب الدستور التونسي؛ فإن الرئيس مطالب خلال 10 أيام ابتداء من اليوم التالي للامتناع عن تجديد الثقة؛ بتكليف شخصية جديدة لتشكيل حكومة في ظرف شهر، مع إمكانية التمديد للرئيس في المهلة شهرا آخر.