هجوم الثوار لكسر حصار حلب يتواصل رغم شدة القصف (فيديو)

مع تواصل هجوم المعارضة السورية المسلحة لفك الحصار الذي فرضته قوات النظام والمليشيات الموالية له على مناطق سيطرة الأولى، تواصل القصف الروسي الشرس؛ لمنع تقدم الثوار.

وحاول الطيران الروسي، الاثنين، منع تقدم المعارضة المسلحة في جبهة حلب.

فقد قصف الطيران الروسي بالصواريخ الفراغية حي الراشدين وحي الهلك بمدنية حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة.

كما استهدف مخيم حندرات شمالي حلب بالقنابل العنقودية أثناء تقدم الثوار للمنطقة. واستهدف بالصواريخ الفراغية مستودعات خان طومان.

وإثر سقوط مروحية عسكرية للجانب الروسي ومصرع طاقمها في إدلب ركز الروس قصفهم العنيف على تلك المنطقة.

فقد قضى عشرات المدنيين، وأصيب آخرون بجروح، الاثنين؛ جراء غارات جوية روسية مكثّفة استهدفت ريف إدلب الشرقي؛ انتقاما لإسقاط مروحية روسية في المنطقة ومقتل طاقمها.

وقالت مصادر إعلامية إن الطيران الحربي الروسي، وبعد ربع ساعة تقريبا من إسقاط المروحية الروسية في ريف إدلب، استهدف التجمعات في مكان سقوط المروحية، ما أدى إلى مقتل العديد من الأشخاص.

كما شنّ الطيران الروسي أكثر من 30 غارة جوية بالصواريخ الفراغية والقنابل العنقودية، استهدف فيها كلا من قرى (تل الطوقان والبراغيثي والجديدة وطويل الحليب ورأس العين وأبو الظهور والزفر) في ريف إدلب الشرقي.

تقدم واضح للثوار

أعلنت الفصائل المنضوية في غرفة عمليات (جيش الفتح)، الاثنين، انطلاق معركة جديدة هاجمت من خلالها مواقع قوات النظام في قرية الشرفة جنوب مدينة حلب، التي تعدّ خطّ الدفاع الأول عن مدفعية الراموسة، أهم حصون النظام في ريف حلب الجنوبي.

وسيطر جيش الفتح، مساء الاثنين، على كل من قرية الشرفة وتلة المحروقات في ريف حلب الجنوبي الغربي.

وأعلنت حركة أحرار الشام الإسلامية، أحد مكونات غرفة علميات جيش الفتح، من خلال حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي، عن بدء اقتحام مواقع قوات النظام في قرية الشرفة، التي تعدّ بوابة لمدفعية الراموسة بعد تمهيد مدفعي وصاروخي. وبعد أقل من ثلاث ساعات، تمكن الثوار من كسر الخطوط الدفاعية الأولى في القرية وقتل عديد الجنود، ومن ثم السيطرة على كامل مواقع قوات النظام ومليشياته في القرية.

كما أعلن فيلق الشام، من خلال حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي، السيطرة على تلة المحروقات جنوب حلب بالكامل، وقتل عدد من عناصر قوات النظام ومليشياته، والاستيلاء على أسلحة، مؤكدا استمرار العمل حتى فك الحصار عن مدينة حلب.

وبسيطرة الثوار على كل من قرية الشرفة وتلة المحروقات، أصبحوا على تخوم محطة المياه جنوب حلب وكلية المدفعية.

ودمر الثوار في مدينة حلب عربة (بي إم بي)، وقتلوا طاقمها، إثر استهدافها بصاروخ موجه أثناء تواجدها على حاجز الراموسة.

الدخان في مواجهة الطيران الروسي

سحابة سوداء كثيفة خيمت على سماء حلب، وشكّلت غطاء جوّيا لتحركات المعارضة في بداية المعركة يوم 31 تموز، مانعة الطيران الحربي من رصدها، بعد أن أشعل أطفال مدينة حلب مئات الإطارات المطاطية في مناطق المدينة والريف الجنوبي.



خسائر النظام

وتكبد النظام خسائر كبيرة في معركة فك الحصار عن حلب، ونعى موالو النظام في الساحل السوري، الاثنين، العميد الركن ياسر محسن ميا، القيادي البارز في قوات النظام، الذي لقي مصرعه في معارك ريف حلب الجنوبي.

وأشارت شبكات إعلامية موالية للنظام إلى أن العميد ميا ينحدر من قرية خربة السناسل الموالية للنظام في منطقة بانياس الساحلية بريف طرطوس.

ونعى موالو النظام في السويداء أيضا الرائد ميمون أمين حسين، الذي ينحدر من منطقة جبل السماق في ريف إدلب.

ونشرت فصائل المعارضة العسكرية المشاركة في معركة فك الحصار عن حلب صورا لعشرات القتلى من عناصر قوات النظام.

 وتشير الإحصائيات الأولية إلى مقتل أكثر من 50 عنصرا من قوات النظام ومليشياته خلال الاشتباكات هناك.

مقتل نقيب في الحرس الثوري

كما نعت وسائل إعلام إيرانية نقيبا في الحرس الثوري خلال المعارك التي تشهدها المنطقة الجنوبية من محافظة حلب.

ورصدت مواقع معارضة سورية معلومات عن القتيل في موقع "شهررضا نيوز" الإيراني، وذكر أنه النقيب محمد مرادي قتل صباح الاثنين خلال المعارك، مشيرا إلى أنه يبلغ من العمر 30 عاما، ووصل إلى سوريا قبل 42 يوما، ويتبع لفرع المدفعية G-22 في سوريا.

ارتباك في قوات النظام

شهدت جبهات القتال في ريف حلب الجنوبي الغربي خلال اليومين الماضيين حالات هروب جماعية لعناصر النظام و"الشبيحة"، في حين تحاول قوات النظام منعها بتنفيذ إعدامات ميدانية بحق عدد من العناصر الفارين بعد توجيه اتهامات بالخيانة.

كما شهدت منطقة الحمدانية، الواقعة تحت سيطرة النظام بحلب، حملة نهب وسرقة لأملاك المدنيين قامت بها مليشيات الدفاع الوطني وقوات الأسد، تزامنا مع المعارك التي تشهدها البوابة الغربية للمدينة.

ونقلت مواقع معارضة عن شهود عيان قولهم إن مجموعات الدفاع الوطني -أو ما يطلق عليهم اسم "الشبيحة"- قاموا بترويع المدنيين وإجبارهم على الخروج من منازلهم؛ بحجة الحفاظ على سلامتهم، وبعد امتناع أهالي الحي بدؤوا بإطلاق النار بشكل عشوائي على شرفات المنازل، الأمر الذي أجبر عشرات العائلات على ترك المنطقة، والتوجه إلى الجوامع والمدارس.

وأضاف شهود العيان أن شاحنات نقل دخلت إلى المنطقة لإفراغ المنازل، كما تم إغلاق بعض الشوارع؛ بحجة تعرضها لإطلاق نار من قِبل الثوار.

واعترف موالون للنظام بحدوث إطلاق نار عشوائي في حي الحمدانية؛ لإخافة السكان، وإجبارهم على الخروج من منازلهم؛ بهدف سرقتها، فكتب مراسل الإخبارية السورية شادي حلوة على صفحته على فيسبوك: "دواعش الداخل… إطلاق نار عشوائي وترهيب للمواطنين في الحمدانية وملحقاتها؛ بحجة الاشتباكات مع الإرهابيين، والهدف تكرار سيناريو الخالدية العام الماضي، ويالله عالسرقات، ضبوهن بقا".