أبدى قائد عسكري أمريكي كبير "مخاوفه الكثيرة" من أن فشل الانقلاب في
تركيا، والإجراءات التي تبعته من جانب الحكومة التركية، "قد تؤثر على عمليات البنتاغون في المنطقة".
وقال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية في الشرق الأوسط (
سينتكوم)، الخميس، إن عددا من حلفاء الجيش الأمريكي في المنطقة سجنوا بعد محاولة الانقلاب، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.
وأضاف فوتيل بقوله، في أثناء مؤتمر "آسبين" الأمني: "كان لدينا علاقات مع كثير من الزعماء الأتراك، والعسكريين على وجه التحديد، وأخشى من التأثيرات عليها".
وسئل فوتيل قائد القيادة المركزية الأمريكية عما إذا كان هناك عسكريون أتراك من الذين تعاملت معهم الولايات المتحدة رهن الاعتقال، فقال: "نعم أعتقد أن بعضهم في السجن".
وأضاف فوتيل أن العمليات المعتادة استؤنفت في إنجيرليك، لكنه قلق من تأثير الانقلاب الفاشل "على المدى الطويل" على عمليات مكافحة الإرهاب.
وقال: "كانت لدينا بالتأكيد علاقات مع الكثير من الزعماء الأتراك والقادة العسكريين على نحو خاص.. أنا قلق من مدى التأثير على تلك العلاقات، ونحن نواصل المضي قدما".
وقال فوتيل -دون الخوض في التفاصيل- إنه بخلاف قاعدة إنجيرليك، فهناك "خلافات" أخرى تعتري العلاقات الأمريكية التركية، وتؤثر على العمليات الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الجيش الأمريكي يرى تركيا حليفا أساسيا في الجهود العسكرية ضد
تنظيم الدولة في
سوريا العراق"، موضحة أن محاولة الانقلاب من أفراد في الجيش أثارت توترات داخلية، وتسببت باعتقال مئات الضباط.
وجاءت تصريحات فوتير تأكيدا لما قاله رئيس المخابرات المركزية الأمريكية جيمس كلابر، الذي قال إن عملية التطهير التي تقوم بها تركيا للجيش هناك بعد محاولة الانقلاب الفاشلة، تعرقل التعاون في الحرب التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة.
اقرأ أيضا: تصريح خطير لمدير (CIA) حول تطهير الجيش التركي.. ماذا قال؟
وأجرت تركيا عملية تطهير واسعة في ثاني أكبر جيش بحلف شمال الأطلسي، بعد الانقلاب الفاشل الذي نجا منه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأعجوبة من الاعتقال، وربما القتل. وتم تسريح نحو 1700 عسكري، 40 في المئة منهم جنرالات وأميرالات؛ بسبب الاشتباه بدورهم في محاولة الانقلاب التي جرت يومي 15 و16 تموز/ يوليو.
وجرى اعتقال نحو ثلث جنرالات الجيش تقريبا، وعددهم 360، وينتظر أكثر من 100 منهم المحاكمة، بعد أن وجهت لهم بالفعل الاتهامات رسميا.
وتستضيف تركيا قوات وطائرات أمريكية في قاعدة إنجيرليك الجوية، التي تنطلق منها الطائرات الأمريكية لتنفيذ هجمات على مقاتلي الدولة في العراق وسوريا، وتوقفت هذه العمليات الجوية مؤقتا في أعقاب محاولة الانقلاب.
ويوجد في تركيا أيضا قاعدة لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، تستخدمها الوكالة في دعم المعارضة السورية المعتدلة، وبها رادار للإنذار المبكر لمنظومة الدفاع الصاروخي الأوروبية التابعة لحلف شمال الأطلسي. لكن المسؤولين الأمريكيين ينتقدون بطء تركيا في إغلاق حدودها مع سوريا أمام المقاتلين الأجانب.
ويتهم أردوغان رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة، فتح الله غولن، بتدبير محاولة الانقلاب. وقال وزير الخارجية التركي، الاثنين، إن العلاقات مع الولايات المتحدة ستتأثر ما لم تسلم الولايات المتحدة غولن إلى أنقرة.