تابعت صحيفة “الأوبزرفر” البريطانية الجدل الذي أثير في الداخل الإسرائيلي بسبب قصيدة للشاعر الفلسطيني محمود دوريش، ورصدت حالة الغضب التي أشعلتها بين الأوساط اليمينية المتطرفة، وذلك بعد أن قامت إذاعة الجيش الإسرائيلي ببث أبيات منها عبر أثيرها.
وبحسب التقرير الذي أعده مراسل الصحيفة بيتر بومونت، من مدينة القدس المحتلة، وترجمته “عربي21”، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي اليميني أفيغدور ليبرمان، وجه انتقادا لاذعا لأعمال
درويش الأدبية، مشبها إياها بكتاب “كفاحي” لأدولف هتلر.
وقال بومونت إنه على الرغم من أن درويش ينظر إليه كأحد أهم رموز الأدب الفلسطيني، إلا أن ليبرمان المسؤول اليميني البارز وجه انتقاده، وعكس مدى عمق الجدل الذي أثير، لا سيما بعدما أدرجت إذاعة الجيش الإسرائيلي قصيدة درويش “بطاقة هوية” في فقرة تعليمية، مضيفا أن ليبرمان استدعى رئيس الإذاعة لتوبيخه بسبب ذلك.
يشار إلى أن درويش كتب قصيدته “بطاقة هوية” في عام 1964، واقتبس من كلماتها اسم الوثائقي “سجل أنا عربي” الذي يتناول حياة الشاعر الفلصسطيني الراحل.
ونقل تقرير الصحيفة عن الأستاذ في جامعة بيرزيت الفلسطينية، غسان الخطيب، قوله أن ما حصل “دليل على أن ليبرمان ليس جادا بشأن علاقة إيجابية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي”، وفق قوله.
وأضاف الخطيب أن قصيدة درويش التي احتج عليها ليبرمان تحتاج إلى قراءة في السياق التاريخي والسياسي الذي كتبت فيه.
وأشارت الصحيفة إلى أن واحدة من قصائد درويش هي الأكثر إثارة للجدل بالنسبة للإسرائيليين منذ فترة طويلة، وهي أيها المارون بين الكلمات العابرة، رفضا للاحتلال، كتبها عام 1988.
ووصف معد التقرير أن قصائد درويش يتضح فيها توازن للعواطف المعقدة وفي كثير من الأحيان ضمن مقطع واحد: الغضب والكبرياء والشعور بالذات، ورفض القوالب النمطية، والتحذير من مغبة الظلم.
ووفقا لما نقلته القناة الإسرائيلية الثانية، فقد جاء اعتراض ليبرمان على ما يكتب في قصائد درويش، وذلك لإنه “دعا في أشعاره لطرد الشعب اليهودي من الأراضي المحتلة”، مصرحا أنه “لا يمكن أن تكون هذه القصائد جزءا من برنامج إسرائيلي ضمن فقرة تعليمية موجهة للإسرائيليين”.
ولفت التقرير إلى أن الخلاف أشعل في البداية من قبل وزير الثقافة الإسرائيلي، ميري ريجيف، الذي سعى لمنع تمويل حكومي لمجموعة فنية أدبية توفر منبرا للرواية الفلسطينية التي تعارض وجود إسرائيل دولة يهودية.
وأشار كذلك إلى أن أعمال درويش تمت ترجمتها على نطاق واسع إلى اللغة العبرية، وكان سيتم إدراج بعض قصائده في المناهج المدرسية الإسرائيلية عام 2000، قبل أن أسقطت الفكرة بعد انتقادات اليمينيين، بحسب ما أوردته الصحيفة.
يشار إلى أن محمود درويش الذي توفي عام 2008، كان يعدّ أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن.
ويعد درويش أحد أبرز من ساهم بتطوير الشعر العربي الحديث، وإدخال الرمزية فيه.